مهما اختلفت الثقافات أو تغيرت الديانة ومهما بعدت المسافات بين قارة وأخرى، وفصل التطور بين دولة حملت لقب متطورة وأخرى حملت لقب نامية يبقى ” الجينز ” على رأس قائمة الأزياء التي وحدت العالم وغيرت أذواق البشرية بالكامل .
ومن المؤكد أن خزانتك لا تخلو من الجينز وربما تمتلك بنطالا أو اثنين من ” الجينز ” وربما أحذية وحقائب من القماش الذي اقترب إلى درجة الخلود عبر 142 عاما وهو عمر ” الجينز” ولكن لماذا سمي بهذا الاسم؟
بدأت حكاية مخترع الجينز "ليفي شتراوس” في رحلته من "بافاريا "في ألمانيا لسان فرانسيسكو في أمريكا عام 1847 ليبحث عن رزقه كبائع متجول يصمم السراويل الخاصة بعمال مناجم الذهب من الخيش .
وبعد فترة من العمل مع شريكه "جايكوب دافيز” الذي كان يعمل حائكًا للملابس التي يصممها "ليفي”، اكتشفا نوعًا آخر من القماش القوي المتين الذي استخدم كأقمشة تصلح لأشرعة المراكب نظراً لقوتها، فقاما باستغلالها في تصميم الملابس لحاجة عمال التنقيب عن الذهب، والبحارة في ذلك الوقت لأقمشة سميكة للملابس.
وهي الأقمشة التي حملت اسم موطنها الأصلي في مدينة "نيم الفرنسية” التي كان يصنع فيها قماش الجينز، فأطلقوا عليه اسم "الدنيم” الذي انتشر كزي للبحارة وخاصة الإيطاليين من مدينة "جنوا” الإيطالية التي استخدم سكانها هذة النوعية من القماش، وهي سر تحوير الكلمة لـ”جينز” .
وكان أول تصميمات الجينز في العالم، هو موديل "XX waist overall”، عبارة عن بنطال واسع الساقين، مزود بجيب خلفي واحد، وأزرار للحمالات، ومسمار نحاسي في المنتصف، وحزام عريض، ثم تطورت الموديلات مع مطلع القرن الماضي.
وظل الجينز منتشرًا في أوساط العمال حتى عام 1901، وهو العام الذي شهد صيحة جديدة بإضافة جيبين في الخلف بدلًا من واحد، ثم أضيفت حلقات الأحزمة عام 1922، وأما بداية انتشاره للشباب فكان في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات، مع دخول السينما، والأفلام التي ظهر بها رعاة البقر، أما بالنسبة لارتداء النساء للجينز، فلم يكن قبل عام 1981.
ومنذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى اليوم ظل "الجينز” في تطور يومي، ولم يتوقف عن الانتشار، حتى تحول للزي الرسمي للعالم بكل طبقاته وثقافاته، فارتداه رؤساء الدول، والفقراء على حد سواء، ودخل في صيحات الموضة بمختلف أنواعها، وأصبح من الاختراعات التي لم يقض عليها الزمن، ومن الصعب تخيل العالم بدونها.