إذن! غرقت غرفة الإنعاش في مستشفى النديم في محافظة مادبا، وقبلها كانت المصاعد معطّلة عن العمل، وقبلها كانت النظافة ليس كما يجب، وقبلها كانت صيدليات المستشفى تعاني من نقص في بعض العلاجات وضعف في أداء الخدمات الصحية ولو بدرجة عادية حتى وصلنا إلى اللحظة نشاهد غرفة الإنعاش تغرق وهي الغرفة المخصصة للعناية الطبية الفائقة والتي من المفترض أن يتحصّن فيها المريض حتى يتجاوز الحالة الحرجة التي وصل إليها، فكان الأمر متوقعاﹰ نظراﹰ للعديد من علامات الاستفهام والتي أشارت إلى مواطن كثيرة من الخلل يعاني منها المستشفى سواء على صعيد البنية التحتية المتهالكة أو أداء بعض الكوادر الطبية التي قد يكون البعض منها من حديثيّ التخرج، وبالتالي لا يملكون الخبرات الطبية المناسبة.
لذا فنداءات كثيرة أطلقها أبناء مادبا عن الواقع الصحي المتهالك في المستشفى وأنه بحاجة لثورة شاملة في كل أركانه وتوفير الكوادر الطبية المؤهلة بالإضافة إلى الأجهزة الطبية التي يحتاجها المريض أثناء المراجعة أو المبيت فيه. ولا ننسى النظافة فمن خلال مراجعتي له قبل أسابيع لغرفة الطوارئ فرأيت مدى التراجع في النظافة في مكان من المفترض أن يكون خال من الملوثات والتي من شأنها الإضرار بالمريض والمرافق معا، وكذلك التعذر بنقص الأدوية وأن علينا إحضارها من الصيدليات الخاصة بالرغم أننا مؤمنين صحياﹰ ومن حقنا أن نحصل على رعاية صحية مثلى، ولا ننسى أن نشير إلى غرفة الألعاب في قسم الأطفال والذي تبرع بها مركز زها الثقافي مشكوراﹰ للترويح عن الأطفال أثناء مبيتهم لتلقي العلاج؛ فالغرفة مغلقة بعذر لا يوجد مشرف عليها.
من أكثر المستشفيات التي حظيت بزيارة وزراء الصحة عبر سنوات، ومع ذلك بقيت من أقل المستشفيات التي نالت الرعاية الخاصة والاهتمام بالرغم من العدد الهائل من المراجعين ومع ذلك لم نر قراراﹰ شجاعاﹰ بثورة صحية تطول كافة أركان المستشفى واللجؤ إلى سياسة الإحلال والتبديل والدفع بأطباء قادرين على نقل المستشفى إلى درجات متقدمة من الرعاية، بالإضافة للوظائف الطبية المساندة والتي لا تقل شأناﹰ عن غيرها.
قد يكون ردّ وزارة الصحة أن هناك توسعة شاملة في المستشفى تطال معظم الأقسام ولكن هذا لا يحل المشكلة فلا بدّ من وضع المخططات الهندسية لمستشفى جديد بأعلى درجات السرعة قبل أن نغرق جميعا في ظل الوضع الصحي المتردي.