لم يعد هناك أي جدوى لتجويد صنعة التودد أو إبتكار مكبرات بعدسات أوسع لإظهار تشريح مقطعي عرضي لقلبك وما يكنه لآخر تيبس ذهنه وتجلد إحساسة حتى بات يرتاب من قرب أي يكن .
صار الإحسان جريمة والعطاء إستعراض وحفظ الود إدعاء والدم ماء تنتابة كل حالات الماء نتيجة لحرارة المصلحه وسخونة الأولوية وضعف الخصم .
أكلت التكنولوجيا آدميتنا وغذت أمراضنا وعقدنا وزادت مفرداتنا جزاله وإحساسنا ذبول وضعف وتشتت ، أتقنا التمثيل والتزييف وأمتهنا الإبتكار الذي يغذية شريان كذب تتحرك مكوناته بهيموغلوبين الحقد والغيرة وبلازما الحسد .
نسحب أحداث البعيد بيد الفضول والهروب من واقعنا ونشتغل فيها قراءة وتحليل ونتناسى ما بين الجفن والهدب من مسؤوليات وأعباء وإلتزامات ، نكدر صفو نهارنا بغد لا نعلم هل لنا رصيد من نسائمة بشهيق أم أننا سنكون تحت عطف جهاز تنفس إصطناعي .
نشهد مرور الأيام والفصول من بين أنامل أحلامنا التي تعبت النسج وملت الحياكة دون أن يتسنى لها إرتداء ما نسجت ولبس ما حاكت .
نحتاج لتعبئة نفسية وتوجية معنوي بعيدا عن ضرب المدافع والترهيب ودروس التنمية البشرية ، نحتاج لتفعيل حُسن الظن وفك الأقفال عن مستودعات الكلمة الطيبة التي أفسدها التخزين والإدخار فلا أظن بأن هناك يوم أكثر سواد مما نشهد الآن .