بعد قراءة عنوان المقال قد يتبادر للذهن احد القصص الشعبية التي اعتادت الاجيال السابقة ان تستمتع بسردها من احد كبار السن, وتتحدث عن شقيقتين تحملان تلك الاسماء حدث لهما شيئا ما بحيث اصبح لهن قصة تروى فيما بعد. وفي الحقيقة ان ما اراده الكاتب في هذا المقال مختلف نوعا ما, وقد يكون قصة يتحدث عنها الاردنيون في قادم الايام بحسرة وقد يكون عنوانها (قدمنا التهاني ولم تتحقق الاماني).
امّا التهاني اعان الله المواطن الاردني على واجبات تقديم التهاني (المقصود التهاني بالمناصب) فلا يكاد يختفي طابور المهنئين بتشكيل الحكومة والوزراء كلا على حده, ليبدأ من جديد لتهنئة اعضاء الهيئة المستقلة للانتخاب ثم اعضاء المحكمة الدستورية ثم النواب يليهم الاعيان ثم المستشارين يليهم المحافظين ثم السفراء يليهم القضاة ثم رؤساء البلديات يليهم اعضاء اللامركزية وصولا للمناصب الامنية والعسكرية – التي كنت احبذ ان لا تكون التهنئة في المناصب العسكرية والامنية بنفس الاسلوب- وقد رأينا للتو عدم تمكن رئيس هيئة الاركان المشتركة من اتمام زيارته لديوان عشيرة الفريحات بسبب ازدياد اعداد المهنئين. وما تنتهي سلسلة التهاني الا لنبدأ جولة جديدة.
امّا الاماني فأن لهذا المواطن وهذا الشعب كثير من الاماني تختلج انفسهم وهم يقدمون التهاني لتلك النخب؟؟؟؟؟ يتمنون من وزارة جديدة كل خير لتحسين حياة المواطن في كافة مناحي الحياة !!!! يتمنون مجلس أمّة يدافع عن حقوقهم ويشرع لهم ما ينفعهم !!!! يتمنون من محافظين العدل والمساواة عند تعاملهم مع المواطن!!!! يتمنون من سفراء الاهتمام بمصالحهم خارج الوطن !!!! يتمنون من قضاة الحكم بالعدل!!!! يتمنون من رؤساء بلديات تحسين الخدمات!!!!! يتمنون من مستشارين ان يكونوا امناء غير مداهنين عند تقديم النصح والمشورة!!!! يتمنون من قادة عسكريين وامنيين استمرار العطاء وحفظ امن وتراب الاردن العزيز. وتكون قائمة الاماني اكثر طولا من قائمة التهاني, وفي نهاية الحلقة الا يجب علينا المكاشفة والمصارحة ماذا تحقق من اماني؟ لنبدأ حلقة اخرى من تقديم التهاني. ويا اشفاقي عليك صديقي العزيز (س) الذي يجوب الاردن شرقا وغربا شمالا وجنوبا عدة مرات في اليوم الواحد لتقديم التهاني, فهل تحقق من امانيك شيئا ؟؟؟؟
وفي الختام اقتبس من اخي الكاتب خالد عطا الحسبان ( سأكتب ثم اكتب فهل من مستقبل أو مجيب ؟؟؟؟؟ د. احمد محمد الخلايلة/جمعية ابناء الاردن للتنمية السياسية