نعم يحقُّ لي أن أسأل هل الشعوب المقهورة لا يضيق صدرها أم هل لا ينفذ صبرها ام هل لا يكنُّ خوفها وإذا كانت تخاف على حالها فمن الأولى ان تخاف على دينها ومبادئها ومصير ومستقبل اطفالها ولكن إن كان هذا حالها فإلى متى تبقى على هذاالحال هل يطول الأمد ؟؟
وزير سابق يشكوا من سوء حال البلد ووزير حالي لا يصحوا من فرحة تعيينه ونائب سابق لا يستفيق من صدمة إخفاقه من النجاح بالإنتخابات ونائب ناجح تأخذه نبرة الصوت بنشوة النجاح فلا يدري ما يقول فالى متى يبقى هذا الهذيان ؟؟
نحن شعب غير صادق وغير صريح وغير متصالح مع نفسه لذلك في الغالب ننتخب من هو على شاكلتنا واسوأ , ونتستّر على الفاسد وقد نُعينه او نكون له شركاء في فساده ونُدين بعضنا بعضا اونقوم بتفعيل المشاكل الكامنة فينا ونحن كشعب على استعداد ان يأكل الغنيُّ أو الوزير فينا الذي يدخل عليه عشرة الآف دينار شهريا العامل البستنجي في بيته الذي يعتاش من ثلاثمائة دينار شهريا بحجّة ان الحقّ حقُّ ولكن الحقّ الذي يحلِّله الغنيُّ لنفسه ويحرِّمه على غيره هو ليس الحق الذي نُحاسب عليه أمام ملك الكون وربُّ العِزّة أجمعين !!!
وحيث انّ المواطن مُغيّب لا يدري شيئا عن حاضره ولا عن مستقبله وان المسؤول يكاد لا يدري على ماذا يوقِّع او ماذا يصرِّح ولا يدري عن حقيقة ما يجري ويهدف لزيادة دخله وتحسين معيشة ابنائه واقاربه وزيادة عدد ايام استخدامه والتستُّر على ما يقوم به بالخفاء لذلك الى متى يبقى المواطن لا يعلم والمسؤول لا يدري ما يجول حوله كالأطرش بالزفّة كما يُقال ؟؟
الحديث يطول فجدال حول نتائج الإنتخابات وجدال حول تعديل التوقيت الصيفي والشتوي وجدال حول تعديل المناهج الدراسيّة وجدال حول إتفاقيّة الغاز وجدال حول قناة البحرين وجدال حول المفاعل النووي السلمي وجدال حول التشكيل الوزاري وجدال حول الأزمة السوريّة وما شابه من تطورات وهذا غيض من فيض وكل ذلك بسبب غياب الشفافيّة والتأخير الحاصل في قول الحقيقة في الإعلام الرسمي فيكون التوهان الذي يُشعرنا بدنوِّ ساعة الطوفان فإلى متى تبقى الدولة تؤخِّر بياناتها وتصريحاتها بإعلامها الرسمي ؟؟؟ .
وما يدور في الكواليس والتجمعات المسموحة والصالونات السياسيّة هو اكثر من ذلك فقد يمسُّ اشخاصا وتعتبر اغتيال شخصيات او قد تصف احداثا بطريقة خاطئة قد تعتبر انّها تمسُّ وتكشف عن معلومات أمنيّة او تغالط البيانات الرسميّة او يتهم الراوي بالترويج لفتنة فإلى متى تُخترع الشائعات والتأويلات ونتدخّل فيما ليس لنا فيه علم او لا ندري عن حقائقه؟؟؟.
وهل ما يجول في عقول الشباب حول الإغتراب والبحث عن اوطان جديدة تتحول من أحلام الى واقع قريب وهل إحترام إنسانيّة الإنسان في بلدي ستبقى في مهبِّ الريح أم تؤول الى ضياع وماض سحيق فإلى متى يبقى حبُّ المسؤول لإذلال المواطن رغبة وإلى متى يبقى المواطن يشعر أنّ احترام إنسانيّته أمنية صعب المنال ؟؟
وهل بث الفتنة من ناموس حريّة الرأي والتعبير ام هي جريمة من صنع مجرم بحق مواطنته وهويّته التي أقسم في قلبه ان يصونها ويُحافظ على نقائها غير ملوّثة بأي جريمة من صنع البشر ومن يتجرّأ على المساس بذلك يكون عدوُّ كل مواطن شريف ليوم القيامة أو حتّى يعود لرشده ويُصلح ما أفسده فإلى متى يبقى هؤلاء المجرمين بيننا وإلى متى نبقى ساكتين عنهم؟؟
وعندما نتكلّم مع أنفسنا نطالب بإيجاد فرص عمل لنا ولأولادنا حيث صرفنا ما نملك حتّى تعلّموا لنحدّ من نسبة الأميّة ونباهي بها العالم بينما نحن لا نجد عملا واولادنا ينتظرون فرصة قادمة من دول الخليج ويقضون اوقاتهم ما بين النوم او مقاهي الإنترنت او حرق مزيدا من السجائر والنقود فإلى متى حالهم على ما هم عليه فقد نفذ الإحتياطي في البيت وزادت نسبة المديونيّة عن قيمة البيت بكامل موجوداته وحنّى ممنوعون عن التعبير عن حالنا عبر وسائل الميديا المتاحة ولا نستطيع الإعتصام أمام أصحاب المال والنفوذ فإلى متى ؟؟
وما زالت الدولة تنظر للمرأة كما تنظر لأقسام رئيسة كثيرة في المجتمع كالشركس والشيشان والمسيحيّين والبدو وما زالت تعطيهنّ نسبة من المجمع ليثبتن وجودهنّ وعطائهنّ الذي يصل الى نصف عطاء المجتمع ككُلّ أو يزيد فإلى متى تبقى المرأة تُمثّل بنسبة أقلُّ من ثلاثون بالمائة بينما هي فعلا تمثِّل اكثر من نصف المجتمع فإلى متى ؟؟
وهل هي حقيقة صادمة عندما نسمع انّ كثيرا من ابنائنا المبدعين في اكثر من مجال علمي ومهني وتكنولوجي عادوا لوطنهم لرغبة في اعماقهم بأن تنتشي قلوبهم بخدمة وطنهم ولكنّهم واجهوا التعقيد وخيبة الأمل فعادوا من حيث أتوا لخدمة اوطان اخرى قدّست إمكاناتهم وحرصوا على توفير كل الإمكانات لهم بدءا من جواز السفر حتّى قلم الرصاص وحفّاظة طفله الرضيع فإلى متى هذا الجفاء بين مسؤولينا وإبداع ابنائنا ولم تدرك الحكومات أنّ المبدع ليس الغنيُّ او الوزير وإنما هو الشاب الأردني المكافح الذي يخترع او يكتشف شيئ عجز عنه الآخرون؟؟
وكثيرا ما نسأل انفسنا لماذا يختلف مواطننا عن ذاته في الغربة فتراه في بلدي ابعد ما يكون عن حبِّ نظافة الوطن والتقيُّد بأنظمة السير وغيرها بينما يكون عكس ذلك تماما في الغربة فهل هو إنفصام في الشخصيّة أم ضعف في التشريع أم تهاون في التطبيق أم هي عادات تعوّدنا عليها أم ثقافات توارثناها جيلا بعد جيل ولكن لماذا نتغيّر فإلى متى نبقى على هذه الحال نحافظ على نظافة الأوطان الأخرى ونعجز على إبقاء وطننا هو الأجمل والأعزُّ والأغلى الى متى ؟؟
ونحن ندخل او كدنا ان ندخل موسم الحصاد الشتوي تبقى عيوننا معلّقة على أمانة عمّان الكبرى وموازنتها للعام القادم والتي تصل لأربعمائة مليون دينار وإستعداداتها لمواجهة هذا الفصل الذي يملأه الخير بينما نحن نخشى ان نملأه نحن بالخوف والخراب ودوما نضع اللوم بالكامل على الحكومة وأمانة عمان الكبرى والبلديّات الأخرى متناسين واجباتنا في المحافظة على منازلنا وإجراء التصليحات اللازمة واعمال الصيانة اللازمة قبل إستقبالنا لموسم الخير وإلى متى نضع رؤوسنا في الرمال ساهين عن واجباتنا .
حمى الله الأردنّ ارضا وشعبا وقيادة من أيِّ مكروه .