هناك أمور لا مجال للاختلاف فيها في الأردن ولكل يتفق عليها عند جميع فئات المجتمع الأردني بجميع اطيافة السياسية والحزبية والشعبية، الأمر الأول هو مجلس النواب السابق وخذلانه للشعب في أمور كثيرة والأمر الثاني هو مقاومة التطبيع مع اليهود وسنركز على هذا الموضوع لأهميته ، إن التطبيع ومقاومته نقطة لا خلاف عليها في المجتمع الأردني بل زاد في الفترة الحالية وذلك لوجود حدثين هامين شغلا الشارع الأردني هو تغير المناهج في وزارة التربية ومقتل ناهض حتر ومقتل الشهيد سعيد العمرو على يد الجنود الصهاينة. إن الضغط الأمريكي على الدول العربية وعلى الأردن خاصة من ناحية التطبيع الاقتصادي مع إسرائيل وهو مؤشر خطير وله أبعادة السياسية الخطيرة.والمثل القديم عند العرب يقول أول الغيث قطرة ….فأصبح من عند اليهود أول الغيث غاز………. تعتبر توقيع اتفاقية الغاز الإسرائيلي مع شركة الكهرباء ذو مغزى سياسي أمريكي وسيادي إسرائيلي وكان مخطط له مسبقاً قبل سنوات ماضية وكانت هناك دلائل و مؤشرات كثيرة تدل على التخطيط الأمريكي والإسرائيلي،ويكون عن طريق تفجير خطوط الغاز القادمة إلى الأردن عن طريق الشقيقة مصر فأصبح الخط معرض في أي وقت للتفجير وكان الفاعل مجهولاً و يتم توجيه التهم الي الجماعات الإسلامية الأمر الذي أدى إلي تعطيل المحطات الحرارية التي تعتمد اعتماداً كلياً على الغاز مما زاد الكلف التشغيلية لتلك المحطات ،وكان هناك ضغط كبير على الحكومة الأردنية لوقف التنقيب عن الغاز في منطقة الريشة عن طريق شركة بريتش بتروليوم وتفكيك معدات تلك الشركة وترحيلها من الأردن بعد ما كلفت الخزينة الملايين الكثيرة.
وتجميد او الغاء العمل في الطاقة البديلة من خلال بناء مفاعل نووي سلمي او من خلال استخراج الصخر الزيتي لتزويد الاردن بالطاقة.
وتعتبر اتفاقية الغاز الإسرائيلي مع شركة الكهرباء مفتاحاً للشركات الأخرى لتزويدهم بالغاز الإسرائيلي وتلك هي الخطة الإسرائيلية لربط كل الشركات الإنتاجية في الأردن مع خط الغاز الإسرائيلي مما يجعل الطرف الإسرائيلي يتحكم بالاقتصاد الوطني من خلال تزويده بالطاقة، إن الكثير من الأسئلة ستظل عالقة ولكن من المؤكد إن هذه الصفقة ليست بعيدة عن الوجه الاقتصادي لمشروع الأمريكي والإسرائيلي، والأهم أنها سوف تترك آثاراً وخيمة على الأردن، حيث سيصبح الغاز الإسرائيلي مصدر الطاقة الوحيد والأساسي في تشغيل الشركات الأردنية المنتجة و البنية التحتية الأردنية، وسيصبح الأردن رهينة سياسيا واقتصاديا للجانب الإسرائيلي، ويساهم هذا الاتفاق بشكل كبير في كسر عزلة إسرائيل في الشرق الأوسط. ومن الطبيعي أن يصبح الأردن هدفا اقتصاديا وسياسيا مفضلا عند الجانب الإسرائيلي لأنه هو المفتاح السهل ، فالسيطرة على الأردن سيمنح إسرائيل مكاسب لا نهاية لها تبدأ من أمور سياسية حساسة مثل قضية (اللاجئين والوطن البديل ) باعتبار الأردن بوابة إسرائيل إلى المشرق العربي وممرها الآمن إلى هناك.
حمى الله الأردن شعباً ومليكاً من كل سوء