اخبار البلد - مروة البحيري
ليس سرا ان المهمة المتعارف عليها والملقاة على كاهل وزير الاعلام والناطق باسم الحكومة بالاردن هي تجميل القرارات الحكومية "بكافة ادوات التجميل والتزيين" والدفاع عنها وتبريرها وتهدئة الرأي العام وهذا نهج طالما لمسناه وعايشناه في وزراء الاعلام او كثير منهم.. حيث اطلت وجوههم البشوشة وابتسامتهم "الساحرة" تبرر وتبرر وتضع الحجج والبراهين والاثباتات التي تؤكد ان الحكومة دائما على صواب والمواطن "الجاهل" على خطأ..
وزير الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني لم يخرج عن هذا الاطار ولم يحلق بعيدا عن سرب من سبقه فكان له بالامس تصريح او توضيح او هجوم حول التعديلات التي جرت على المناهج المدرسية حيث جاء كلام المومني قاسيا تضمن كلمات تدخل في قاموش "الشتائم" فوصف الهجمة (وكان يعني منتقدي التغيير من معلمين أكفياء ومن اصحاب الخبرات الطويلة في التدريس ومختصين) بـ فئة "ضالة" وظالمة ولم ينسى المومني ان يركب موجة مصطلح "اجندات سياسية" وهي نظرية المؤامرة التي اصبحت شماعة في الاردن فكل من يخالف او يرفع صوته او ينتقد هو مدعوم من الخارج وله ارتباطات مشبوهة وكل مواطن يرفع رأسه هو تابع تحركه ايدي خفية..
المومني الذي "سكت دهرا ونطق كفرا" كان حديثه خارج عن السياق ويخلو من الدبلوماسية ووزع الاتهامات جزافا هنا وهناك مستعينا بعبارات باتت مكشوفة ومستهلكة ولم يعد لها أي تأثير .. فمن خرج معترضا على تغيير المناهج لم يأت من المريخ او من جنوب افريقيا او من جزر "الواق واق" بل هم المعنيين المباشرين بالعملية التعليمية والتربوية من مدراء ومعلمين وطلبة وذويهم.. ولم يأت حرق الكتب وليدة اتصال هاتفي من الخارج بل هو تعبير بعد تعنت وزارة التربية وكافة المشاركين في تغيير المناهج دون مبرر ورفضهم للانتقاد ليصل الامر الى تصريحات المومني التي أزمت الموقف وزادته تعقيدا..
ورغم ان المومني استعان بكلمات من سبقه في الدفاع عن المناهج الجديدة مستخدما الكلمات ذاتها "التطوير، الاصلاح، الاعراف، الدين".. لكنه اضاف نكهة جديدة عن الاجندات والمؤامرات ليزيد الطين بله..!