عاد جلالة الملك عبدالله الثاني إلى ارض الوطن اليوم الخميس بعد زيارة عمل شملت بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية.
وخلال زيارته الى الولايات المتحدة عقد جلالة الملك لقاء قمة في واشنطن مع الرئيس الأميركي باراك اوباما ركز على تطورات الأوضاع في المنطقة، والمستجدات التي تشهدها الساحة العربية، وعلاقات التعاون والشراكة الاردنية الأميركية وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
وأعرب جلالة الملك عن شكره وتقديره للرئيس أوباما والحكومة الأميركية على تقديم الدعم للقضية المركزية في الشرق الأوسط والمتمثلة في التوصل إلى السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وللدعم الكبير الذي تقدمه الولايات المتحدة للأردن في المجال الاقتصادي.
وتناولت القمة العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في المجالات كافة، إلى جانب الإصلاحات التي يقودها جلالة الملك في المجالات السياسية والاقتصادية وجهود جلالته في تحقيق طموحات المواطنين الأردنيين في مستقبل أفضل.
ورحب الرئيس أوباما بالمبادرات الإصلاحية في الأردن، وقال "رحبت بالمبادرات التي أطلقها جلالة الملك في هذا المجال وكلي ثقة بقدرة جلالته على المضي بهذه الإصلاحات إلى الأمام".
كما تناولت القمة الأردنية الأميركية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث أكد الزعيمان أهمية عودة الطرفين للبدء بعملية تفاوض للتوصل إلى حل الدولتين، دولة فلسطينية تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
كذلك التقى جلالة الملك وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حيث جرى استعراض التطورات التي تشهدها المنطقة العربية، وجهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط على أساس قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وفي إطار حل الدولتين.
كما التقى جلالته وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، وبحث معه مجالات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات خصوصا العسكرية منها، إضافة إلى تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.
واستقبل جلالة الملك في واشنطن الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية، كاثرين اشتون، وبحث معها الدور الأوروبي في دعم جهود تحقيق السلام في المنطقة على أساس حل الدولتين.
وعقد جلالة الملك عبدالله الثاني سلسلة من اللقاءات مع لجان مجلس الشيوخ الأميركي تناول خلالها تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وسبل تحقيق السلام فيها، إضافة إلى علاقات التعاون الثنائي وآفاق تطويرها في المجالات كافة.
وشملت هذه اللقاءات، رئيس لجنة العلاقات الخارجية السيناتور جون كيري وأعضاء اللجنة، ورئيس لجنة المخصصات في المجلس السيناتور دانيال انوي وأعضاءها، وزعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السيناتور هاري ريد، وممثلين عن لجنة الخدمات العسكرية في المجلس.
وأطلع جلالته أعضاء المجلس على جهود الأردن في مجال تحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الشامل، الذي يلبي تطلعات المواطنين في تعزيز الحياة السياسية والمسيرة الديمقراطية وبناء مستقبل أفضل لهم.
والتقى جلالة الملك في واشنطن أيضا ممثلي المنظمات العربية والإسلامية واليهودية الأميركية، حيث أكد أهمية الدور الذي تضطلع به هذه المنظمات لدعم مساعي الإدارة الأميركية في دفع جهود السلام في الشرق الأوسط.
وفي جلسة حوارية في معهد بروكنجز مع عدد من القيادات الإعلامية والفكرية والسياسية في الولايات المتحدة الأميركية، أشار جلالة الملك إلى ضرورة تكثيف المجتمع الدولي لجهوده لاستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتوصل إلى حل شامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
كما التقى جلالته في واشنطن رئيس البنك الدولي روبرت زوليك وبحث معه أوجه التعاون بين المملكة والبنك والمشروعات التنموية التي ينفذها البنك في الأردن.
وكان جلالة الملك التقى في العاصمة البريطانية لندن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وبحث معه التطورات في المنطقة العربية والدور الذي يمكن أن تلعبه بريطانيا وأوروبا بشكل عام في دعم جهود عملية السلام في الشرق الأوسط.
وقالت السفيرة الاردنية في واشنطن الدكتورة علياء بوران لوكالة الأنباء الأردنية(بترا) : "إن زيارة جلالة الملك إلى الولايات المتحدة الأميركية جاءت من حيث التوقيت والنتائج مثمرة جدا، فالنتائج التي لمسناها في لقاء جلالة الملك مع الرئيس الأميركي تعبر عن التقدير الكبير الذي يكنه الرئيس أوباما والإدارة الأميركية لجلالة الملك والخطوات التي يقوم بها الأردن بقيادة جلالته في ميادين الإصلاح السياسي والاقتصادي، إلى جانب جهوده في دفع مسيرة السلام في الشرق الأوسط".
واعتبرت أن لقاءات جلالة الملك مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، خصوصا مع وزيرة الخارجية ومجموعة كبيرة من اللجان في مجلس الشيوخ لها أهميتها بسبب التأثير الكبير لهذه اللجان في عملية صنع القرار في الولايات المتحدة، وتأثيرها على الرأي العام الأميركي.