اخبار البلد : اسماعيل السعودي - من عكّر صفو ينابيع الطفيلة الطاهرة ؟؟، ومن أجفل الحمام حول أهداب الطفيليات ؟؟، ومن هذا الذي عَبِثَ بذكرى الشهداء وأسمائهم ؟؟، ومن هذا الذي يريد أن يسرق قصائد تيسير السبول ويلغي أحزانه الأردنية ؟؟، ومن هذا الذي يريد أن يطفأ سماء الوجد والشكوى للطفايلة الأحرار ؟؟.
من هذا الذي يريد أن يعبث بشجيرات الزيتون الراقدة فوق قبر عبدالله العوران وبهجت المحيسن، ومن هذا الذي يستفز روح فرحان الشيبلات، ويريد أن يمسح خربشات وائل الجرايشة على جدران مدارس (صنفحة وعابل)، ومن هذا الذي يريد أن يبدِّل ماء العين البيضاء سوادا، ومن هذا الذي يريد أن يزعج وشوشات الماء في ( ضانا والجنِّين وغرندل) ويريد أن ينكأ جراح المتعبين في (بصيرا والقادسية)، ومن هذا الذي يريد جعل (عيمة) الحارسة للمجد والكبرياء عمياء لا ترى فساده، ولا تبصر عجزه وضعفه.
منذ فجر البشرية وثمة جنوبٌ لله كلما أراد القلب أن يتوضأ بالطهر، وثمة تراب تشكّل من حبات العرق ونجيع الدماء، وثمة أناس يحملون الطيبة عنوانا، والوفاء عادة، والكرامة قيمة لا يساوم عليها ولا يعبث فيها.
هي الطفيلة هكذا منذ أن تقدمت ثورة العرب الأولى ونهضتهم لتحرر الناس من العبودية والقهر، هبّ أبناؤها ليقدموا الدماء رخيصة في سبيل الرفعة والتقدم، رجالها كانوا شمّا على التعداد، لعيون الوطن وترابه، ما ساوموا يوما على الوطن ولا كان بقرة حلوبا مثلما هو عند غيرهم من الطارئين، لم يعرفوه من نوافذ الطائرات بل عرفوه نبضا وعشقا وفداءً. طفلهم يعرف الوطن كما يعرف كفّ يده، وشيخهم له فيه ذكريات وأحلام وأوجاع، وشبابهم أرادوه عزيزا قويا لا ينحني للريح والعاديات، ولم يأخذوا عشقه كحبة أسبرين عند اللزوم.
أيها المتأرجحون بين الدوار الرابع والعبدلي؛ إنْ أردتم الطفيلة درعا النازفة ستكون درعا النازفة مجدا وكبرياء وحرية، وإن أردتم الطفيلة ( سيدي بوزيد) الثائرة ستكون (سيدي بوزيد) الثائرة، وإن أردتم أن تحرقوا (بوعزيزينا) الثائر، ستجدون الطفيلة كلّها (بوعزيزي) ولكنه هذه المرة لن يحرق نفسه بل سيحرق كل فسادكم وظلمكم وقهرقكم وتجبركم.
دولة رئيس الوزراء الأفخم صدقّني أنّ الإبل ترتاح في الطفيلة أكثر....