أخبار البلد - قال خالد مشعل إن اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح لا يتضمن الاعتراف بإسرائيل، وكذب ما يشاع من أخبار عن اعتزام حركة المقاومة الإسلامية الخروج من سوريا على خلفية الانتفاضة الشعبية المسجلة في هذا البلد، مؤكدا أن حركة حماس تعتبر التطورات في سوريا شأنا داخليا، غير أنه ذكّر بخط الممانعة الذي كان يلتزم به النظام السوري، واعتبر الرجل الأول في حركة حماس أن اتفاق المصالحة الفلسطينية هو من ثمرات الثورات العربية.
* = بداية.. ماذا حدث كي تتم المصالحة الفلسطينية بين عشية وضحها ودون سابق انذار.. هل السبب في توقيع المصالحة هو التغير الذي طرأ على مصر بعد الثورة، أم أنكم كقادة فصائل خفتم من انقلاب الشعب عليكم لعدم إنهاء الانقسام؟
* == لا شك أن تأثير حالة الثورات العربية على القضية الفلسطينية كان لها أثرها البالغ في الدفع بعجلة المصالحة، ولا ننكر أن الشعب الفلسطيني مل من الجولات المستمرة التي لم تثمر أي شيء من المصالحة، ونحن لا ننكر أن للشعب الفلسطيني دورا كبيرا في إنجاز تلك المصالحة والذي خرج عن بكرة أبيه بعد الثورة المصرية كي يطالب بحقة في الاستقرار وإنهاء الانقسام الذي جلب الخراب عليه طوال أربع سنوات،
* لكن دعني أقول أن عودة الروح إلى مصر وعودة مصر إلى الريادة والقيادة في المنطقة كانت السبب الرئيسي في هذا الانجاز الحقيقي
* = هل معنى حديثكم أن النظام المصري السابق كان عائقا في تحقيق المصالحة الفلسطينية؟
* == لقد تعاملنا مع النظام المصري السابق بجهاز مخابراته الذي كان يرأسه الوزير عمر سليمان بإيجابية وبكل دقة في جولات الحوار السابقة وهم يشهدون لنا بذلك لكن العقدة في التعامل أن النظام كان ينظر إلى حماس من عدة أبعاد ويغير سلوكه مع الحركة وفق تلك الأبعاد، البعد الأول هو أننا امتداد لحركة الاخوان المسلمين، ونحن لم ننكر هذا الأمر، لكننا حاولنا إفهام النظام السابق بأننا حركة تحرر وطني ومنفصلون تنظيميا عن الجماعة الأم، وإن كنا نحمل فكرها، لكن يجب ألا يحملنا النظام تبعات علاقته بالإخوان في مصر من حيث المد والجزر، أما البعد الثاني فهو العلاقة الإقليمية لحماس، بما في ذلك سوريا وإيران ونحن كنا نقول افتحوا الأبواب لنا حتى لا يفتحها غيركم، ونحن وصلنا بعد تشكيل الحكومة الأولى إلى حالة من الحصار لم نجد أي دعم من أي دولة سوى إيران بعد أن كان الدعم يصل من ما يقرب من ستين دولة، جميعها توقفت واستمرت إيران، أما عن أن قرار حماس ومدى خضوعه لإيران فمن العيب أن يخرج النظام المصري السابق للحديث بهذا الأسلوب لأنه يعلم جيدا أن قرار حماس نابع من داخلها.
*
* = لكن النظام المصري السابق له الفضل في إعداد الورقة المصرية التي تم التوافق عليها، ولا تستطيعون إنكار هذا الأمر؟
*
* == نعم بالتأكيد نحن لا ننكر الفضل ومن العيب علينا إنكاره او انتقاد شخصا ترك سلطانه وإظهار العيوب فيه، ولا يمكن القول بأي حال إن النظام السابق لم يكن يريد المصالحة، وإنما كانت أقل تسامحا وتقبلا للاستماع لموضوع الملاحظات التي أعلنها، وطلبنا إرفاقها بالورقة المصرية، لكن النظام المصري السابق تمسك بالورقة واعتبرها مقدسه، ولو كان رجال النظام تجاوزوا قداسة الورقة المصرية والحساسية لتمت المصالحة قبل عام، ولاشك أن القيادة الماضية بذلت جهدا حقيقيا، ولكن الجديد الآن هو روح الثورة المصرية والتغيير التي انعكست إيجابيا على المصالحة، ولذلك نحن وفتح والرعاية المصرية قبل أسبوع توصلنا إلى تفاهم خلال ساعة ووقعنا عليها، واحتفلنا بها، لأن الواقع السياسي المصري أصبح أكثر أريحية وتفاهما
*
* = ما هي الأسباب الحقيقية التي تضمن نجاح هذا الاتفاق عن غيره مثل بقية الاتفاقات السابقة كتفاهمات القاهرة واتفاق مكة؟
*
* == لابد من التأكيد على أن روح الفصائل هذه المرة تحديدا تختلف عن المرات السابقة، فالكل قاسى من تجربة الانقسام، والكل كان يحلم بالعودة إلى المصالحة بما فيها حماس، وأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
*
* = البعض يرى أن سرعة التوقيع على ورقة المصالحة كشفت اقتراب حماس من مربع المفاوضات نحو فريق أبو مازن أكثر من انجذاب فتح إلى مربع المقاومة.. ما رأيكم؟ وكيف يمكن التزاوج بين المقاومة والتفاوض كما نص اتفاق المصالحة؟
*
* == القضية لم تكن في الخلاف بين فتح وحماس حول البرامج، سواء كانت مفاوضة أو مقاومة، ففتح وحماس تعايشا منذ أعوام مضت وفتح جذورها هي نفس جذور حماس، فهي جذور حركة البنا رحمة الله وجذورها في حمل البندقية، ولم تكن المعضلة الرئيسية في فتح أو حماس، المعضلة الرئيسية كانت في الورقة المصرية التي أبى النظام المصري السابق المساس بها أو إجراء أي تعديل يمسها أو إضافة أي بنود جديدة تطرأ عليها.
*
* لكن ما حدث اليوم هو ليس إلا تفاعلا مع النظام المصري الجديد الذي قبل بملاحظتنا على الورقة المصرية، فحماس لم تقبل بشيء كانت ترفضة أو أنها بدأت الانحراف عن نهج المقاومة، لكن روح الثورة المصرية هي التي أخرجت هذه المصالحة إلى النور قبيل مماتها، إضافة إلى أن فتح لم تعترض على ملاحظاتنا كالسابق فتمت المصالحة بسهولة ويسر.
*
* = ما هي العوامل الرئيسية التي عجلت بالمصالحة الفلسطينية؟
*
* == إضافة إلى ما سبق فإن حالة الانتفاضة العربية والثورات التي تعيشها الشعوب وسياسة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وعرقلته للمفاوضات كانت من بين العوامل الأساسية في نجاح المصالحة والتعجيل بها.
*
* = الأحداث في سوريا تتسارع بشكل كبير، ما موقفك من تلك الأحداث، وهل ستسعى حماس إلى نقل مقر القيادة إلى عاصمة أخرى، وماذا بشأن ما تردد حول مكتب لحماس بمصر؟
*
* == لا شك أن حركة حماس تتابع باهتمام وحرص بالغين التطورات التي تشهدها سورية الشقيقة في هذه الأيام، وفي هذا السياق نود القول إن سورية وقفت مع مقاومة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، واحتضنت قوى المقاومة الفلسطينية، وخاصة حماس، وساندتها في أحلك الظروف وأصعبها، وأخذت الرهانات والتحديات والمخاطر الكبيرة، وصمدت أمام كل الضغوط من أجل التمسك بدعم نهج الممانعة والمقاومة في المنطقة، ومسنادة فلسطين وشعبها ومقاومته بشكل خاص، والوقوف في خندق الأمة ومصالحها، ونحن نعتبر ما يجري في الشأن الداخلي يخص الإخوة في سورية، إلا أننا في حركة حماس، وانطلاقاً من مبادئنا التي تحترم إرادة الشعوب العربية والإسلامية وتطلعاتها، فإننا نأمل بتجاوز الظرف الراهن بما يحقق تطلعات وأماني الشعب السوري، وبما يحفظ استقرار سورية وتماسكها الداخلي ويعزز دورها في صف المواجهة والممانعة.
* أما الحديث عن ما يتردد من شائعات عن انتقال حماس من دمشق بعد الثورة الشعبية هناك إلى قطر أو التفكير في الإقامة في مصر، فلا صحة لما نشر في هذا الصدد على الإطلاق ولا نفكر في الانتقال، ولا شيء يوجب الانتقال حتى الان، كما لم يتم مناقشة المسؤولين المصريين في فكرة فتح مكتب لحماس في القاهرة، ونحن غير مستعجلين على مصر فنحن نريدها أن تتعافى أولا بعد الثورة.
*
* = وماذا بشأن التهدئه مع إسرائيل؟
*
* == نحن الآن في مرحلة مهمه نريد من خلالها تثبيت المصالحة وإنهاء الانقسام ومن خلال لقائنا بالإخوة المصريين تناقشنا بشأن التهدئة وتوصلنا إلى عدم إعطاء إسرائيل ذرائع بطريقة تراعي الوضع الجديد وهو المصالحة، ولكن قلنا إن من حقنا أن ندافع عن أنفسنا وأن التصعيد ينبغي أن يتم الرد عليه بما يخدم المصالحة.
*
* = هل تم التوصل الى صيغة نهائية بشأن معبر رفح وعملة بطريقة منتظمة؟
*
* == تفاصيل فتح معبر رفح سنبحثها لاحقا مع مصر ولا مصلحة من فتحها الآن، والأمر سيتم بالتراضي والتوافق مع مصر، ونريد أن تتعافى مصر أولا داخليا كي تلعب لاحقا دورا عربيا قويا وتقود العالم العربي، ونسعى إلى أن تتعافى مصر سريعا أمنيا واقتصاديا وتنمويا كي تتفرغ لأعبائها &