اخبار البلد : بقلم: السفير محمد داودية - جاكرتا
تزور صاحبة السمو الملكي الاميرة بسمة بنت طلال اندونيسيا حاليا لحضور حفل تكريمها ومنحها شهادة الدكتوراة الفخرية بالقانون من الجامعة الإسلامية الشافعية في جاكرتا. وقد أدهشت اميرتنا المحبوبة جموع الاندونيسيين ونالت اعجابهم وتصفيقهم الحار الذي لم ينقطع، لتدفقها ولطلاقتها وللمحتوى الثري لكلمتها الشاملة عن المرأة المسلمة ودورها وواجباتها والتحديات التي تواجهها في مجتمعها وفي المهجر، التي القتها سموها بحضور نحو 2000 مدعو كان بينهم الوزراء والسفراء والعلماء والاكاديميون والاعلاميون والادباء وقيادات المجتمع المدني والنسوي وطلبة الجامعات.
اما الاعجاب منقطع النظير، من الاندونيسيين، علاوة على انه بسبب ولعهم بآل البيت وتبجيلهم لهم، فقد كان كذلك بسبب ما لمسوه من بساطة الاميرة الهاشمية وطيبتها ودفء لقائها وحرارة سلامها وبشاشتها التلقائية وحنانها المتدفق وتأثرها لدى زيارتها مأوى ومدرسة الاطفال الايتام الذين ترعاهم الجامعة الشافعية، وهي التي واظبت على رعاية الايتام عامة والايتام في مبرة ام الحسين عقب رحيل الملكة الوالدة، كافلة الايتام، تغمدها الله بواسع رحمته ورضوانه.
لقد اكتشف الاندونيسيون ولمسوا، المزايا والمناقب والسجايا والخصال النبيلة، التي تميزت بها الاميرة الطيبة واشتهرت بها، والتي يعرفها كل ابناء مجتمعنا الاردني عن اميرتنا التي كرست طاقاتها وجهودها لرفعة شأن المرأة الاردنية والعربية والمسلمة طيلة الثلاثين عاما الماضية.
لقد كالت البروفيسورة الانسانة، توتي علوية رئيسة الجامعة الاسلامية الشافعية، للأميرة بسمة عشرات الالقاب وأغدقت عليها ما هي جديرة به من تقدير وتبجيل واحترام، لدورها الانساني والاسلامي والوطني، وجهادها المتصل وكفاحها الدائم وعزمها الذي لم يكل، لجلاء صورة المرأة العربية المسلمة بشكل عام والمرأة الاردنية بشكل خاص.
كان يوم امس، يوم فحص صورة الاردن لدى العالم، الذي حضر اكاديميوه من دول غربية واسلامية وآسيوية، لحضور مناسبة تكريم الاميرة الانسانة، المعروفة على الصعيد العالمي بانجازاتها وعملها وجديتها ومثابرتها، وتصميمها على معالجة القضايا الجوهرية، وكان يوما لفحص صورة بلدنا، لدى شعب اندونيسيا الشقيق، المجد المكافح المستنير المتعدد الاعراق والثقافات والبنى السياسية، المتسامح المنفتح الذي يقبل الاخر، البعيد عن التعصب، صاحب التجربة الديمقراطية المتطورة المتقدمة المتميزة، المشهود لها بإعتبارها من اكبر التجارب الديمقراطية في العالم، فاذا كانت اندونيسيا اليوم دولة كبيرة -عضو لجنة ال 20 وذات ال 250 مليون نسمة و17500 جزيرة وموارد طبيعية هائلة - ، فإنها بدون ادنى شك، ستكون دولة عظمى خلال السنوات العشر المقبلة.
وقد التقت في اندونيسيا شخصيتان مسلمتان بارزتان، هما سمو اميرتنا الهاشمية والبروفيسورة توتي علوية رئيسة الجامعة الاسلامية الشافعية، التي هي من النساء الماجدات اللواتي يشاركن اميرتنا مسيرتها الطويلة من اجل النهوض بالمجتمع، والتقدم به الى ذرى جديدة، من خلال انصاف النساء وتمكينهن واحقاق حقوقهن والاقرار بكرامتهن وانسانيتهن، ودورهن الجليل الاساسي في النهضة والتقدم والبناء والكفاح من اجل الحرية والاستقلال، كما هو الكفاح في فلسطين المحتلة وكما تجلى في الثورات التونسية والمصرية والليبية، التي كان للنساء فيها دور معادل ومساو لدور الرجال في التضحية والكفاح وصنع النصر، وكذلك في غيرها من الإنتفاضات ضد الاستبداد والفساد ومن اجل الحرية والكرامة والديمقراطية والاصلاح والحريات الاعلامية والعامة والعدل والتعددية السياسية والمشاركة.
صاحبة السمو الملكي الاميرة بسمة بنت طلال الاميرة الاردنية الهاشمية هي النموذج والقدوة والمثال على ان ما ينفع الناس يمكث في الارض وفي الضمائر وفي قلوب البشر في كل مكان.