أخبار البلد -  
تعاني مهنة المحاسبة من فوضى عارمة، في جميع تداخلاتها من ما يؤثر على البنية الاقتصادية والسلم المجتمعي، فتخصص المحاسبة ليس تخصص سهل كما قال عنه رجال الاعمال.

فهي مهنة تخضع لعلم ومعايير ونظام واخلاق، حاليا يوجد في المهنة عدة تصنيفات مهنية لا يوجد ترابط بينها او تنظيم، لا يوجد قانون يحمي حقوق الزملاء في تداخلات هذه المهنه.

فالتصنيفات التي سيتم ذكرها هي تصنيف يجب ان تنظم العلاقة فيما بينها، وهذه التصنفيات من الناحية المهنية كما يلي:

اولا: يجب تنظيم علاقة المهنة مع رجال الاعمال، فهناك نوعان من رجال الاعمال رجل اعمال شريف يعرف معنى قسم المحاسبة لديه، ورجل أعمال غير شريف ولا يعير اي اهتمام لا للمحاسبين ولا للمهنه، ولا يحتاج المحاسب الاعند وجود مشكلة ما، ويجب تنظيم هذه العلاقة.

يجب ان يكون هناك قوانين تحمي الطرفين من اي توغل على الاخر، وحماية مصالح الطرفين وعدم تغيير المحاسب لديه الا عن طريق نقابة، مع توضيح الاسباب وتعامل بسرية تامه، لحماية مصالح رجل الاعمال، ولحماية مصالح المحاسب.

ثانيا: العلاقة بين الزميل والزميل في العمل، يجب وضع ميثاق مهني واحترام الزملاء من نفس الرتبة المكانية في العمل، او التعامل مع الاقل او الاكبر باحترام وعدم وجود تنافس غير شريف بين الزملاء قد يؤدي بالشركة وصاحب العمل للهاوية، لذلك يجب ان تكون هناك سبل للتعامل بين الزملاء والتعامل مع المراحل الادارية بكل احترام متبادل لمى فيها خير الشركة والمحاسب.

فليس من المعقول ان يشعر المدير المالي بالخوف من المحاسب الذي علمه او دربه والعكس صحيح يجب على المدير المالي ايجاد التوازنات داخل العمل، بحيث يحقق الراحه للمحاسبين، ويعلمهم ويعطي من علمه لمصلحة الزملاء، وايضا يحافظ على مصالح رجل الاعمال، لان هذه الشركات عصب الحياة للوطن والمواطنين وهي ليست ملك لرجل الاعمال فقط وانما فائدتها تعم على العاملين فيها والمواطنين.

ثالثا: تنظيم العلاقة المهنية بين المدير المالي والمستشارين الضريبين، وعدم تضارب العلاقة فيما بينهم، وذلك بما يخدم مصلحه العمل وخصوصا عندما يكون احداهما قديم والاخر جديد، فقد تحصل في بعض الاحيان مشاكل من عدم الثقه او الارتياح، وهذا يكون من خلال تنظيم رجل الاعمال اموره القانونية لدى الموظفين بكل وضوح وان تكون المهام والتعاون فيما بينهم موجود.

وان لا يضر هذا الامر بمصالح الشركة ولا بمصالح الزملاء.

رابعا: تنظيم العلاقة بين المدير المالي والمدقق الداخلي، فنعرف كم من المشاكل والتنافس المهني الذي قد يحدث بينهم، وقد يكون هناك بعض الاجراءات الخاصة بالتدقيق الداخلي قد تتعارض مع اجراءات المدير المالي, وهذه الامور تحتاج الى ميثاق اخلاقي يضع مصالح جميع الاطراف بالحسبان بما فيها الشركة.

خامسا: تنظيم العلاقة بين المستشارين والمدققين، وهناك تنافس حاد فيما بينهم واحيانا تعاون مشترك في المهنه، فهناك بعض المدققين، يسيطرون على السوق المحلي، ويحاربون مصالح المستشارين الضريبيين ولا يعترفون اساسا بمهنيتهم، وهناك ايضا بعض المدققين المظلومين في حقوقهم حتى في الحصول على شهادة المدقق بعد نجاحه في الامتحان،

وهناك من المدققين في جمعية يتعاون مع المستشار وكله في صالح هذه المهنه التي تعاني الفوضى وهذا يحدث حاليا توازن في حماية مصاح الشركات، وقد يضر بالمدقق والمستشار الضريبي.

سادسا: تنظيم المهنه بين المدققين انفسهم فهناك طبقة مسيطرة على المهنه من قبل المدققين وهناك مدققين غير مسموح لهم بمزاولة المهنه وذلك لاسباب تنافسية مهنيه.

فيجب تنظيم هذه العلاقة بميثاق اخلاقي للمهنه، وعدم توغل فئة على فئة اخرى.

سابعا: تنظيم المهنه بين القطاعات المالية والاقتصادية الاخرى، وقد تم هذا التنظيم في القانون الاخير بالتعلميات الخاصة بالتفويض والانابه، وقد منع الدخلاء من ممارسة المهنه، والقضاء على هذه الظاهرة للابد، ومازالت بحاجة لبعض التعديلات ولكن ستحل بعد مرور وقت ومدة طويلة من الزمن وبشكل تدريجي.

وهذه الحادثه قد وضحت اهميه النقابة للمحاسبين وعدم وجود دخلاء للمهنه من اطراف لا علاقة لهم بها وقد يسعون للسيطرة عليها من قريب او من بعيد.

ثامنا: دائرة ضريبة الدخل والمبيعات كلنا نعرف ان الدائرة بها قوانين صارمه للتحصيل والمنع والحجز وفك الحجز والتقدير، فنحن نحترمهم فهم زملائنا، لكن نحن نعترض على كثير من القانونين التي قد تضر في مصلحة المحاسب وتضر ايضا في مصلحة الاقتصاد الوطني.

فكم من مصلحة قد تم اقفالها أو تهجيجها أو الحجز عليها وكانك تقول للمستثمر لا تقربوا الصلاة، يجب وضع تشريعات اكثر دقه لحماية مصالح المستثمرين والمدققين والمستشارين والزملاء لحمايتهم.

وان لا تكون الضريبة اداه مباشرة او غير مباشرة في اذية المحاسب مهما كان تخصصه أو المستثمر مهما كان استثمارة، يجب أن نرفع شعار في بلدنا الاردن لا للخوف من الضريبه، فهذا يؤثر على العميلة الاستثمارية، والزملاء.

تاسعا: علاقتنا مع زملائنا من حملة الدبلوم فهم فئه كبيرة، ويجب تنظيم في المهنه بنقابة وتطويرهم مهنيا، ورفع المستوى المهني لهم.

عاشرا: الاكادمين فهم عصب المهنه وضمان تطورها ويجب ان ياخذ الاكاديمي حقه في هذه المهنه مكانته التي يستحقها، من الناحية المهنية والالقاب المهنية

ان اقتصاد بلدنا يعاني ويعيش في فوضى وحلقة التنظيم بيننا وبين الاصلاح هي النقابة نقابة المحاسبين الاردنيين.
لن نتخلى عن دورنا في تنظيم هذه المهنه ، ومصرون على تنظيم المجلس الاعلى للمحاسبين، وان يكون له دور في التصنيفات المهنية المختلفة التي ذكرناها والتي لم نذكرها، وان يكون هذا المجلس منظما من قبل نقابة المحاسبين الاردنين بما ينعكس ايجابا على المهنه والمحاسب بكافة تخصصاته، وعلى رجل الاعمال واقتصاد البلد والمواطن الذي يعاني الامرين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها.

مروان عبد العزيز عمرو