الزيارة الملكية للجامعة الأردنية: دلالات وعبر

الزيارة الملكية للجامعة الأردنية: دلالات وعبر
أخبار البلد -   تكتسبُ زيارة الملك عبدالله الثاني للجامعةِ الأردنيّةِ الكثير من الاهتمامِ والتقديرِ والدلالاتِ في زمنِ التحديات الكبرى التي تعيشها المنطقة، وأولُ هذه الدلالات توقيت الزيارة وأهمية الجامعة في المنظور الملكي؛ خاصةً أنّ الجامعة هي الأولى التي تنطلق منها شرارة التغيير الإيجابي في بناء منظومة علمية جادة أساسها الإنسانُ ومستقبلها الانسان، والعبرة المأمولة ان تستمر الجامعة بنهجها العلمي في ظل إدارة جديدة تُعيدُ للجامعةِ ألقها وحضورها ووجهها الجميل وحوارها العلمي؛ خاصةً ان علماء الاردنية وأساتذتها مستعدون غاية الاستعداد العَمل مع هذه الإدارة بروحِ الفريق الواحد؛ لأنهم يرونها امتداداً لهم، وتأتي هذه الزيارة لتؤكد على دور الجميع في تخطي السكون والصمت للحركة والعمل الجاد من خلال العمل الخلاق والمبدع ولعل افتتاح هذا المركز العلمي المبدع؛ مركز الخلايا الجذعية هو العنوان القادم لانطلاقة الاردنية في طريقها الصحيح ولكي يكون المركز عنوان الإبداع لكل المراكز العلمية والكليات على اختلاف تخصصاتها، وان الإنجاز والتفرد العلمي هو رمح المسقبل للتنافسية الدولية والعلمية.
وعلينا ونحن نشعر بالارتياح لهذه الزيارة ان نتذكر زيارة الملك قبل اربع سنوات حين تشرفتُ مع اساتذة الجامعة الاردنية بلقاء جلالته في الجامعة والحديث بين يديه امام كوكبة علماء الاردنية ورجالاتها الغر الميامين ، وكان اللقاء حاراً ومعبراً وعفوياً تحدث فيه الملك من القلب الى قلوب أبناء الاردنية الحاضرين والغائبين.
وأعود لأقول: لا أجمل من أن يتعانق الحب بالعلم والجد بالمثابرة والتغيير بالإصرار، والقائد بأسرته العلمية في رغبة واحدة أساسها الإبداع والبناء والعطاء، ولا أنسى تلك الكلمات الدافئة التي ما زالت تحفر في القلب بهاءها ونقاءها وجمالها، وأكد فيها على أهمية بناء الأردن الحديث القادر على مواكبـة العالم ومعطيات العصرِ، خاصةً حين طالب الجامعات التركيز على نوعية التعليم العالي ومستواه، وأن لا يقتصر عملها على الجانب الأكاديمي والتعليمي، وعليها مسؤولية تشكيل الوعي الثقافي والديموقراطي، وتعزيز الهوية الوطنية الجامعة على مبدأ الـمواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات، وتشجيع الطلبة على المزيد من الإبداع والتميز والعمل التطوعي وتكريس ثقافة الحوار والقيم الديموقراطية واحترام الرأي الآخر، وعلى دور الشباب بحيث لا ينحصر داخل الجامعة والمؤسسات التعليمية، وإنما يجب استثمار طاقاتهم ومواهبهم في إحداث التغيير الإيجابي في كل ميادين العمل، كانت الكلمات واضحة وصريحة وجادة في يومِ الفَرَحْ، فَرَحِ الجامعةِ الأردنيّةِ بِعيدِها الخمسينِ، وها هيَ الأردنية تَرْنو إِلَيْه بِحَنانٍ، وَتَمُدُّ يَدَها له بِاطْمِئنان، فَهَلُمُّوا يا ابناء الأردنية نَرْتَمي في حِضْنِها، نَقْتَبِسْ مِنْ عَيْنَيْها نورًا نَسْتَضيءُ بِهِ في دُروبِ حَياتِنا، هَلُمُّوا بِنا نَسْتَذْكِرْ قاعاتِها، وَشَوارِعَها، وَنَعيشُ مَعَها ذِكْرَياتٍ جميلةً ما امَّحَتْ مِنْ مُخَيِّلَتِنا، ثُمَّ نعودُ تارَةً ثانِيَةً، وثالِثَةً، وَرابِعةً فَنَرْتَمي في حِضْنِها. نَعَمْ، هذهِ الجامعةُ الأردنيّةُ التي بها نَفْخَرُ وَنَعْتَزُّ، تحتفي اليوم بقدوم مليكها الذي نذر نفسه للوطن والعلم والبناء، وكأني بها تقول بلسان كل من فيها سَنَظَلُّ ما حَيينا نسعى إلى تَقَدُّمِها وازدِهارِها، الجامعةُ التي ما فَتِئَتْ تَرْفُدُ المُجْتَمَعَ الأرْدُنِيَّ والعَرَبِيَّ والعالَمِيَّ بِعُقولٍ نَيِّرَةٍ لها السَّبْقُ في مَجالاتِ الحياةِ جَميعِها، الجامعةُ التي اسهَمَ كُلٌّ مِنّا، سواءً كَبيرًا كانَ أمْ صَغيرًا، في بِنائِها، ابتِداءً برؤسائِها، وَمُرورًا بأعضاءِ هَيْئاتِها التَّدْريسيّةِ والعامِلينَ، وانْتِهاءً بالطَّلَبَةِ الذينَ ما تَوانَوْا لَحْظَةً عَنْ إكرامِها، ولا قَصَّروا في المُحافَظَةِ على مَرافِقِها.
ها هي الجامعة تستقبل مليكها الهاشمي الذي لا ينساها رغم كلِّ التحدياتِ والمشاغل الكثيرة يأتيِها اليوم ليعبر للقاصي والداني وأمام إدارتها الجديدة وأساتذتها أنّ الإبداع يستوعبُ العالم ويختزنه في بوتقةٍ تمنحُ الحياة كنهها وجوهرها، والمبدع يمتلك قلباً يبدع جدلية الوجود الذي يتمم دائرة الإبداع، وحينها ندرك قيمة الإبداع الذي يثير كوامن النفس الإنسانية ويثير الروح ويوجّه الفكر نحو مباهج الحياة، ومركز الخلايا الجذعيّة في الجامعة الاردنية الذي يمنحه الملك فرصة ثمينة من وقته لافتتاحه والاعتراف بتميزه « يفتح كوامن النفس للحديث عن قصة إبداع بسواعد أردنية ذكية تؤشر على دور المبدع في إعادة رسم البسمة على الوجوه، إنه العلم والإبداع الذي يقوم به النطاسي البارع الدكتور عبدالله العبادي، مدير عام مركز العلاج بالخلايا (cell therapy center)؛ حيث يحاول أن يتغلب على أوجاع الناس وأمراضهم من خلال زراعة الخلايا الجذعية، والهدف من هذا المركز ومنجزاته الإبداعية إنقاذ ملايين البشر من الأمراض من مثل السكري والكبد والكلى والشلل والشلل النصفي وغيرها من الأمراض التي يمكن احتواؤها بفضل تقنية الخلايا الجذعية»
ان هذه الزيارة الملكية بتوقيتها ودلالاتها تؤكد على دور الجامعة الاردنية في قيادة التعليم العالي في بلدنا وتطمح ان تتقدم الجامعة تقدما علميا في مختلف حقول المعرفة العلمية في ظل حضرة صاحب الجلالة وبحكمة ادارتها الجديدة التي يدعمها اساتذة الجامعة بكل طاقاتهم لكي تبقى الجامعة صفحة مشرقة وطاقة لا تتوقف وقمرا مُنيرًا، يُضيءُ سَماءَنا بالعِلْمِ، ها هيَ حاضِرَةٌ بينَنا، في ماضينا، وفي حاضِرِنا، وفِي المُسْتَقْبَلِ الذي يُبَشِّرُ بِالْخَيْرِ كُلِّ الخَيْرِ، تَحْكي لنا ذِكْرَياتِ الماضي الجَميلِ، وتَرْوي قِصَّةَ الحاضِرِ الأجْمَلِ، وَتَخُطُّ بِمِدادٍ مِنْ نُورٍ تاريخًا يَعْبِقُ بِالْفَخْرِ، وَتَرْسُمُ لَوْحَةً لِلْوَطَنِ لَوَّنَها الأحمرُ، والأخضرُ، والأبيضُ، والأسودُ، لَوْحَةً تَجْمُعُ في ثَناياها سيرةَ الهاشِمِيّينَ البُناةِ،الحُماةِ، دُعاةِ العِلمِ والفِكْرِ والثقافة.
ولعل الزيارة تقول للجميع هذا مركز ترعاه الجامعة الأردنية، ويجب أن يكون نواة علمية تؤهل الجامعة في القريب العاجل للحصول على جائزة عالمية متقدمة ؛ خاصة أنّ الجامعة الأردنية وضعت نصب عينيها أن تكون في قائمة أول 500 جامعة عالمية، ولذلك نحن نطالب من هذا المنبر القطاع الطبي الخاص في الأردن بدعم هذا المشروع الأردني المتميز؛ لأنّ تكلفة مركز الأبحاث والدراسات الجذعيّة قد لا تتجاوز عشرة ملايين دينار، وكلفة إدامته السنوية قد لا تتجاوز ثلاثة ملايين دولار، فلتبادر مؤسساتنا وجامعاتنا إلى دعمه بإمكاناتها، وتحيّة لفريق المركز إبداعهم ، والتحية لكلّ مبدع يرسم لنا صور الحياة ونغماتها المبدعة. وان كان من تحية صادقة وحارة فهي لجلالته الذي يستحقها من أسرته الاردنية كلها ، فله منا أجملها وأغلاها.
 
شريط الأخبار عشرة صواريخ باليستية تهز تل أبيب وإصابة مستوطنين صافرات الإنذار تدوي واصابات في تل أبيب بعد رشقة صاروخية من حزب الله (فيديو) "رفعة الأداء والشفافية" تضع البنك المركزي على منصة التكريم الملكي وشركس يتسلم الجائزة اختتام ملتقى مستقبل الاعلام والاتصال بنسخته الثانية ( صور) ضبط مطلق النار داخل مصنع في العقبة .. توضيح أمني دائما الغذاء والدواء بالمرتبة الأولى.. "برافو " نزار مهيدات .. فيديو الجيش الإسرائيلي يتحدث عن معارك بظروف صعبة وحزب الله يقصف تجمعاته الجيش اللبناني يوضح: لم ننسحب من جنوب لبنان وائل جسار وسيرين عبد النور بالأردن والتذكرة تصل إلى 400 دينار وفيات الثلاثاء 1-10-2024 الزرقاء تفقد أحد رجالاتها .. النائب الاسبق (محمد طه ارسلان) في ذمة الله ترقب لحكم الاستئناف بحق نائب متهم بالرشوة بعد التاج الاخباري .. رجل الأعمال طارق الحسن يخسر قضيته أمام “صوت عمان” في قضية وثيقة مصرف الشمال مقتل نجل منير المقدح قائد كتائب شهداء الأقصى بغارة إسرائيلية على مخيم عين الحلوة بلبنان( فيديو) استهداف قاعدة فكتوريا العسكرية في مطار بغداد بالصواريخ هطول مطري شمالي ووسط المملكة اليوم.. والأرصاد تحذر من خطر الانزلاق انفجارات دمشق... اغتيال إسرائيلي يطال صحافية ويوقع شهداء وجرحى «المركزي»: تعليمات خاصة لتعزيز إدارة مخاطر السيولة لدى البنوك فرنسا ترسل سفينة عسكرية إلى سواحل لبنان احترازيا في حال اضطرت لإجلاء رعاياها الاتحاد الأردني لشركات التأمين يهنئ البنك المركزي الأردني بفوزه بجائزة الملك عبدالله الثاني للتميز عن فئة الأداء الحكومي والشفافية لعام 2024