قلة هم الذين نجوا من سرطان البنكرياس، فحوالي 95% من المصابين به يموتون خلال خمس سنوات من التشخيص. ويسبب هذا السرطان أكثر من 40 ألف وفاة سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، وتشمل عوامل الخطورة المؤهبة له: التقدم في السن، والتدخين، وكون الشخص ذكرًا، والأصول الإفريقية، والتاريخ العائلي. وبسبب خطورة هذا السرطان وشدة فتكه، هناك اهتمام طبي كبير وأبحاث دائمة حول أسبابه وتشخيصه وعلاجه.
اقترحت دراسة جديدة أن أنواعًا معينة من الجراثيم الموجودة بشكل طبيعي في الفم عند الإنسان تحمل خطرًا إضافيًا للإصابة بسرطان البنكرياس.
وربطت هذه الدراسة كذلك بين الإصابة بأمراض الفم واللثة والأسنان وبين زيادة خطر الإصابة بهذا الورم القاتل، والتفسير المنطقي لذلك يتعلق بوجود الجراثيم الفموية ونوعها.
يحوي فم الإنسان ما بين 600-700 نوع وفصيلة من الجراثيم، تعيش بشكل طبيعي ودائم فيه. وهناك اختلاف كبير في أنواع هذه الجراثيم من إنسان لآخر.
أجرت الجمعية الأمريكية للسرطان (ACS) والرابطة الوطنية للسرطان (NCI) دراسة واسعة النطاق حول السرطان بشكل عام والعوامل المؤهبة له، وجمعت بيانات 140000 شخص، ومن بين هؤلاء طوّر 361 منهم سرطان بنكرياس خلال حياتهم. وعند مقارنة النبيت الجرثومي الفموي عندهم بالأشخاص الطبيعيين؛ تبين وجود فصيلتين جرثوميتين مميزتين في فم هؤلاء المرضى، وهما: (Porphyromonas gingivalis) و(Aggregatibacter actinomycetemcomitans).
فالذين يحملون الفصيلة الأولى من الجراثيم يزيد لديهم خطر الإصابة بسرطان البنكرياس 59%، والذين يحملون الفصيلة الثانية 50%.
وعلى كل حال أكد القائمون على الدراسة أن النتائج التي توصلوا إليها مدهشة حقًا، ولكنها مازالت اقتراحًا وليست نتائج مؤكدة، ومازال الأمر بحاجة إلى دراسات أخرى أكثر توسعًا وتفصيلًا.