استراتيجية هشة للتحالف الدولي ضد «داعش»

استراتيجية هشة للتحالف الدولي ضد «داعش»
أخبار البلد -  
لا تزال ثمة شكوك لدى الخبراء حول نجاعة الاسترتيجية العسكرية الدولية ضد تنظيم الدولة الإسلامية ـ داعش، فمنذ سيطرة التنظيم على الموصل في حزيران/ يونيو 2014، تشكل التحالف الدولي بقيادة أمريكا الذي في أيلول/ سبتمبر 2014 بهدف القضاء على التنظيم وإخراجه من أماكن سيطرته وحرمانه من مصادر التمويل والتجنيد، إلا أن التحالف عجز عن تحقيق نصر استراتيجي حاسم، واقتصرت إنجازاته على بعض الانتصارات التكتيكية، ولم يتمكن رغم آلاف الطلعات الجوية من الاقتراب من عاصمة التنظيم العراقية في الموصل، الأمر الذي ينطبق على التدخل الروسي في أيلول/ سبتمير 2015، إذ لم يتمكن عقب آلاف الطلعات الجوية من الاقتراب من معقل التنظيم في الرقة السورية، وقد أظهر التنظيم صمودا ومرونة كبيرة في التأقلم مع الضربات الجوية، وهجمات القوات البرية المتعددة في العراق وسورية.
على الرغم من خلل الاستراتيجية العسكرية للرئيس الأمريكي باراك أوباما بالاقتصار على الضربات الجوية وتقديم المساعدة العسكرية للحلفاء المحليين على الأرض، إلا أن الولايات المتحدة قد حسمت خياراتها الاستراتيحية بعدم الزج بقوات أمريكية برية، وهي عقيدة أوباما الأساسية بعد التدخل في أفغانستان 2001، وغزو العراق 2003، وقراراته الواضحة بسحب القوات، وقد عبر عن خلل الاستراتيجية وزير الدفاع الأميركي السابق تشاك هيغل بقوله: إن تنظيم الدولة الإسلامية يمثل خطراً أشد من تنظيم القاعدة، وأكد بأن هزيمة التنظيم لن تحدث فقط عبر الضربات الجوية، وأضاف بأننا نعمل على إقامة شراكات في الشرق الأوسط ضد التنظيم، وخلص إلى القول: نعمل على رسم استراتيجية طويلة المدى لمواجهة تنظيم الدولة، وأشار إلى أن التنظيم أكثر تدريبا وتمويلا من أي تنظيم آخر على الإطلاق، إضافة إلى أنه يملك تكتيكات واستراتيجية عسكرية احترافية.
بعد مرور أكثر من عشرين شهرا على الحملة الجوية على تنظيم الدولة بقيادة الولايات المتحدة، والهجمات البرية المنواصلة من قوى مختلفة كالقوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية ومليشيات الحشد الشعبي والحشد العشائري، لا يزال التنظيم قادرا على البقاء والتمدد، رغم قلَّة عدده وعتاده مقارنة بالقوات الأخرى ورغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بالتنظيم منذ بداية 2015، ففي حزيران/ 2015، أكَّد نائب وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن أن ضربات التحالف دمَّرت أكثر من 6200 هدف لتنظيم الدولة، وقتلت أكثر من 10.000 من مقاتليه منذ بدء الغارات الجوية في أيلول 2014، وبحسب وزارة الدفاع (البنتاجون) فقد ارتفعت خسائر التنظيم في كانون ثاني/ ديسمبر 2015، حيث نفذت القوات الجوية الأميركية وحدها أكثر من 8600 غارة، وألقت خلال الغارات أكثر من 28.000 قنبلة على مواقع التنظيم في العراق وسوريا، أي حوالي 60 قنبلة و17 هجوما جويّا بصورة يومية لمدة تقترب من عام ونصف، وقد قدَّر البنتاجون قتلى تنظيم الدولة بعشرين ألف قتيل.
على الرغم من الخسائر الكبيرة التي لحقت بالتنظيم إلا أنه لا يزال يتمتع بقدرة كبيرة على الاحتفاظ والسيطرة على المناطق الاستراتيجية الخاضعة له، وتبدو التقديرات الأمريكية الرسمية متضاربة مع التقديرات المستقلة، ففي كانون أول 2015، قدَّر الرئيس الأميركي باراك أوباما خسائر التنظيم بـ40% من أراضيه في العراق، بينما قدَّرت تقارير صدرت من مراكز أبحاث متخصِّصة في التحليل الاستخباري ــ العسكري، أن التنظيم فقد 14% فقط من أراضيه في كلٍّ من العراق وسوريا ما بين كانون ثاني و كانون أول 2015.
ورغم خسائر تنظيم الدولة لمناطق عديدة في الرمادي وتكريت وبيجي وريف الحسكة وبعض بلدات وقرى الرقة وريف حمص وحماة، فإن التنظيم لا يزال متماسكا، وهو قادر على شن هجمات معاكسة واستعادة أو السيطرة على مناطق جديدة، فقد تمكن التنظيم السيطرة على مناطق في محافظة حلب السورية وعلى أجزاء من محافظة صلاح الدين العراقية، وأجزاء من محافظات الأنبار ونينوى وكركوك وديالى وصلاح الدين في العراق، وكذلك أجزاء كبيرة من الرقة والحسكة ودير الزور وحلب وحمص وريف دمشق، وعلى ضاحية الحجر الأسود في دمشق وأجزاء كبيرة من مخيم اليرموك في سوريا.
لقد ظهر جليا أن خسائر تنظيم الدولة لا تقع ضمن السياق الاستراتيجي، إذ لا تتمتع المدن الصحراوية كالرمادي وتدمر بأهمية استراتيجية مطلقا، وهي تقع في المجال التكتيكي، كما كشفت عملية إعادة السيطرة على المدينتين عن فشل الاستراتيجية باعتبارها نموذجا إرشاديا لـ «تحرير» مناطق أكثر أهمية على الصعيد الاستراتيجي كالموصل والرقة، فقد برهنت هذه المعارك وغيرها عن صعوبة تحقيق نصر على تنظيم الدولة دون استخدام خيارات الأرض المحروقة ونهج التطهير المكاني، كما فعلت من قبل في تكريت وكوباني، إذ لم تتمكن القوت البرية المحلية رغم حشدها أكثر من 10 آلاف مقاتل مقابل أقل من 150 مقاتلا من الدخول إلا عقب تدميرها وتحويلها إلى ركام، ولم تسفر العملية عن أسر أي عنصر من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، وعجزت عن عرض صورة مشهدية لجثة أحد مقاتلي التنظيم، الأمر الذي تكرر في مشهد تدمر.
على خلاف الصورة الإيديولوجية الفجة لمقاتلي تنظيم الدولة، إلا أن التنظيم يتمتع بسلوكية قتالية براغماتية فائقة، ويدير موارده البشرية والمالية وفق استراتيجية تقوم على الإقتصاد في القوة والتقشف في الإنفاق، ويجعل من خسائر القوات المهاجمة فادحة بشريا وماديا ونفسيا، ذلك أن العقيدة القتالية لتنظيم الدولة تقوم على الشهادة من أجل الانتصار، فالاستراتيجية العسكرية لتنظيم الدولة في الصمود والبقاء تتجاوز التجارب التاريخية فبالمقارنة مع حركات ودول تعرضت لهجمات جوية أقل حدة، وبمشاركة دولية أضعف كنظام حركة طالبان في أفغانستان 2001 ودولة البعث في العراق 2003، فقد فقدت طالبان السيطرة على عاصمتها الفعلية قندهار بعد أقل من شهرين من الغارات الجوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وضربات قوات المعارضة الموالية للتحالف، أما دولة البعث فقد فقدت السيطرة على العاصمة بغداد بعد أقل من شهر ونصف من الغزو الأنجلوأميركي، على الرغم من توافر عناصر تعتبر أساسية في الصمود كوعورة الجغرافيا وتعقيدات الطبوغرافيا، ووجود الحواضن الشعبية.
خلاصة القول أن الاستراتيجية الدولية ضد تنظيم الدولة الإسلامية ــ داعش تتوافر على خلل استراتيجي كبير، فالضربات الجوية عاجزة عن تحقيق نصر استراتيجي، وهي لا تزيد عن عمليات صد واحتواء، فالقوات البرية الشريكة على الأرض لا تتوافر على قدرات احترافية في تكتيكات مكافحة التمرد، كما أنها غير متجانسة ومختلفة، وأهدافها متضاربة، فالقوات العراقية تختلف مع قوات البيشمركة الكردية وقد حدثت بينهما صدامات في مناسبات عديدة في المناطق المتنازع عليها، ومليشيات الحشد الشعبي أجندتها شيعية طائفية، أما في سورية فالاختلافات أشد حدة بين قوات نظام الأسد، وقوات سورية الديمقراطية ومكونها الكردي الأساس تتناقض أهدافها مع قوات الجيش الحر، وكلاهما يختلف عن الفصائل الإسلامية، فضلا عن التناقضات الإقليمية والتعقيدات السياسية، ولهذا فالاستراتيجية الدولية تنطوي على عيوب ظاهرة يصعب تذليلها في وقت قريب.
 
شريط الأخبار عشرة صواريخ باليستية تهز تل أبيب وإصابة مستوطنين صافرات الإنذار تدوي واصابات في تل أبيب بعد رشقة صاروخية من حزب الله (فيديو) "رفعة الأداء والشفافية" تضع البنك المركزي على منصة التكريم الملكي وشركس يتسلم الجائزة اختتام ملتقى مستقبل الاعلام والاتصال بنسخته الثانية ( صور) ضبط مطلق النار داخل مصنع في العقبة .. توضيح أمني دائما الغذاء والدواء بالمرتبة الأولى.. "برافو " نزار مهيدات .. فيديو الجيش الإسرائيلي يتحدث عن معارك بظروف صعبة وحزب الله يقصف تجمعاته الجيش اللبناني يوضح: لم ننسحب من جنوب لبنان وائل جسار وسيرين عبد النور بالأردن والتذكرة تصل إلى 400 دينار وفيات الثلاثاء 1-10-2024 الزرقاء تفقد أحد رجالاتها .. النائب الاسبق (محمد طه ارسلان) في ذمة الله ترقب لحكم الاستئناف بحق نائب متهم بالرشوة بعد التاج الاخباري .. رجل الأعمال طارق الحسن يخسر قضيته أمام “صوت عمان” في قضية وثيقة مصرف الشمال مقتل نجل منير المقدح قائد كتائب شهداء الأقصى بغارة إسرائيلية على مخيم عين الحلوة بلبنان( فيديو) استهداف قاعدة فكتوريا العسكرية في مطار بغداد بالصواريخ هطول مطري شمالي ووسط المملكة اليوم.. والأرصاد تحذر من خطر الانزلاق انفجارات دمشق... اغتيال إسرائيلي يطال صحافية ويوقع شهداء وجرحى «المركزي»: تعليمات خاصة لتعزيز إدارة مخاطر السيولة لدى البنوك فرنسا ترسل سفينة عسكرية إلى سواحل لبنان احترازيا في حال اضطرت لإجلاء رعاياها الاتحاد الأردني لشركات التأمين يهنئ البنك المركزي الأردني بفوزه بجائزة الملك عبدالله الثاني للتميز عن فئة الأداء الحكومي والشفافية لعام 2024