لقاء السفيرة الأميركية مع إعلاميين أردنيين في منزلها لغايات إطلاعهم على ما جرى في زيارة الملك الأخيرة كان بمثابة مثلبة كبيرة تسجل على وزير الخارجية الأردني ناصر جودة.
الأولى أن يلتقي جودة مع إعلامنا بين الفينة والأخرى وان يضعهم بصورة ما يجري لا أن يتركنا نهبا للتحليلات أو صيدا لما يكتب في الغرب.
السفيرة الأميركية كانت أكثر شجاعة من وزير خارجيتنا، فقد جمعت رؤساء التحرير وتحدثت عن زيارة الملك الأخيرة لواشنطن ورسمت ملامح الحالة في واشنطن تجاه الأردن.
ما جرى يعبر عن حالة أردنية نعيشها منذ زمن ليس بالبسيط، فالمسؤول لا يتحدث معنا وننتظر الأخبار دائما من مصادر خارجية.
حتى المواقف السياسية تراها مرتبكة، فالكل في أركان الدولة ينتظر الملك ليتحدث ثم تتلوه بعد ذلك التأكيدات والتصريحات التي تأتي متأخرة.
نعم.. نعاني من نضوب في تواصل المسؤولين مع الإعلام الأردني، وهناك -قطعا- أسباب لذلك تتراوح بين طبيعة المسؤولين وإرادة مطبخ القرار الذي يريدهم أدوات صامتة.
السفيرة الأميركية قامت بالدور المفترض أن يقوم به ناصر جودة، لكنها أدته خدمة لبلدها وسياسة دولتها وهنا يكمن الفارق بين أن يتحدث جودة أو أن تتحدث ويلز.
هناك حالة رعب لدى النخب الرسمية الأردنية العاملة أو الجالسة في البيت، فالكل صامت ويهمهم من تحت الطاولة، وهذا للأمانة خطأ كبير على «من قرره» أن يتراجع عنه.