فراعنة: الفلسطينيون استعادوا هويتهم الوطنية وأصبحوا شعباً معترفاً بحقوقه دوليا

فراعنة: الفلسطينيون استعادوا هويتهم الوطنية وأصبحوا شعباً معترفاً بحقوقه دوليا
أخبار البلد -  

أدار الحوار: الزميل محمد حسن التل رئيس التحرير المسؤول
شارك في الحوار: حمدان الحاج، محمد سلامة، كمال زكارنة، نيفين عبدالهادي، أمان السائح، عمر محارمة، أنس صويلح، وفارس حباشنة

قال النائب السابق والكاتب حمادة فراعنة، إننا جميعا في خندق واحد، سواء كنا كأردنيين لنا مصلحة في أمن واستقرار وتقدم الأردن، أو كفلسطينيين لنا مصلحة في دحر الاحتلال ومقاومته.
واضاف في حوار مع أسرة الدستور في منتداها للفكر والحوار أداره الزميل محمد حسن التل رئيس التحرير المسؤول، إن الفلسطينيين استعادوا هويتهم الوطنيية واصبحوا شعبا معترفا بحقوقه على المستوى الدولي ومؤسسات الامم المتحدة، مشيرا الى ان انتفاضة العام 1987 انتزعت اتفاق اوسلو، مبينا أن إسرائيل خسرت بسياساتها المتطرفة وعنصريتها صورتها المشرقة لدى الرأي العام الغربي وروايتها عن نفسها كضحية أبدية وصاحبة مظلومية تاريخية .
وتناول في حواره مراحل النضال الفلسطيني وتضحياته في سبيل دحر الاحتلال، والعلاقة الأردنية الفلسطينية، مسلطا الضوء على الخلافات والانقسامات الداخلية وأسبابها، إضافة إلى تفاعل فلسطيني الـ 48 مع ما يحدث في الضفة وغزة والمشهد الفلسطيني بشكل عام. وفيما يأتي نصُّ الحوار: 

] الدستور: نود السماع منكم بصفتكم خبيراً في الشؤون الفلسطينية في كل المجالات عن الاوضاع الفلسطينية الاخيرة، وقد دخلنا عصر الانتفاضة الثالثة.. انتفاضة الاقصى الثانية، وهل هناك في الافق حل لهذه القضية التي مضى عليها عقود وأخذت من الدماء ومن الحقوق الفلسطينية ما أخذت؟، وأين تقف الآن القضية الفلسطينية بعد اندلاع الانتفاضة الثالثة .. وبالنسبة للفلسطينيين على أراضي الـ48، هل هناك توافق بين جناحي فلسطين على الهدف المنشود؟
] فراعنة: بداية أشكر أسرة الدستور على دعوتي،ولقائي زملاء أعزاء.
نحن جميعا في خندق واحد، سواء كنا كأردنيين لنا مصلحة في أمن واستقرار وتقدم الاردن، أو كفلسطينيين لنا مصلحة في دحر الاحتلال ومقاومته.
درجت المقاربات التقليدية لقضية الشعب العربي الفلسطيني ، على اعتماد رواية تاريخية حافلة بالوقائع المؤلمة ، والمآسي الانسانية المثيرة للمرارة والالم ، ناهيك عن سرد الانكسارات والفظاعات ، وخيبات الامل والعذابات المتعددة ، وكل ما تزخر به يوميات نكبة العام 1948 ونكسة العام 1967 وما أسفر عنهما من تشرد ولجوء ومعاناة ، وما تلاها وما رافقها من حروب غير متكافئة ، وما صاحبها من تطورات واحداث تحصى ولا تعد ، تراكمت بعضها فوق بعض في تلافيف الذاكرة وطغت عليها ، وانتجت مشاهد مروعة من الاقتلاع والتهجير ، والقمع والاستبداد والفقر الشديد ، ناهيك عن الاستيطان والاسرلة والتهويد والمصادرة ، وغير ذلك مما لا يتسع له المقام.
ومع ان كل هذه المقاربات صحيحة ، واستحضارها ضروري ، الا انها –على اهميتها- كثيراً ما كانت تغفل الجانب الآخر من المشهد الفلسطيني وحقيقة الشعب الذي قدم التضحيات الجسيمة بسخاء شديد ، وصنع ما يشبه المعجزات على طريق انبعاثه من تحت الرماد ، ومن ثم الامساك بمصيره ، وجلاء قضيته العادلة امام العالم ، بعد أن استعاد هويته كشعب مناضل ، يتطلع للحياة المقرونة بالكرامة والحرية والاستقلال .
من اجل جلاء الجانب الآخر من الصورة ، وبيان ملامح البعد المهمل من المشهد ، دعونا نقدم قراءة مغايرة ، هذه المرة ، نلقي فيها بعض الضوء على الجانب الآخر من الحكاية الفلسطينية ، اي الجانب الباعث على الامل ، الرافع للمعنويات ، الحافز على مواصلة الكفاح ، والداعي الى مزيد من الثقة بحتمية الفوز في هذا الصراع التاريخي المديد بين المشروعين : المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني ، والمشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي .
لذلك سنعتمد منهجاً تحليلياً ، نقوم فيه بتجميع الميزات النسبية الفلسطينية المتراكمة على كفة اولى لميزان الصراع ، ووضع النقائص والاخفاقات الاسرائيلية في الكفة الثانية ، لعلنا نتمكن من اعادة بناء المشهد التاريخي المتكون على امتداد نحو سبعة عقود متواصلة ، بدءاً من النكبة والضياع عام 1948 ، وحتى حصول فلسطين على عضوية الدولة المراقبة لدى الامم المتحدة عام 2012 .
في هذا المدى الزمني الطويل من الصراع المفتوح على آفاقه اللا محدودة ، وبالقياس الى ما كان عليه الحال في بداياته ، وما هو عليه اليوم ، يمكننا القول بالتاكيد على ما يلي : - ان كفة المزايا النسبية المتحققة عبر دروب الصمود والنضال متعددة الاشكال ، هي اليوم اكثر رجحاناً على الكفة الفلسطينية من طرفي الميزان ،وفي المقابل نرى أن المزايا النسبية الاسرائيلية الموازية تبدو اليوم أخفُ وزناً ، وأقلُ ابهاراً.
- الفلسطينيون الذين كانوا غداة النكبة مجموعة سكانية فقيرة مهملة معزولة مضيّعة ، هم اليوم اصحاب حضور اشد تأثيراً ، واكثر حيوية ، واصلب عوداً .
- استعاد الفلسطينيون هويتهم الوطنية ، رمموا ذاكرتهم الجمعية ، وباتوا شعباً معترفاً بحقوقه المشروعة على اوسع نطاق دولي .
- سطر الفلسطينيون ملحمة صمود اسطورية ، انتزعوا من خلالها اعترافات دبلوماسية بكينونتهم ، وصار لهم عنواناً سياسياً وحيداً ، وكتبوا سفراً مجيداً في المقاومة المشروعة .
- اوقف الفلسطينيون نزيف الهجرة والابعاد ، وتشبثوا بالوطن تحت اقسى الظروف ، تزايدوا ديمغرافياً ، وارتقوا تعليمياً وثقافياً ، وحسنوا مستوى حياتهم النوعية ، على أرض بلادهم وفي بلاد الشتات والمنافي .
- بنى الفلسطينيون اول جسر لهم على طريق العودة الى الوطن ، عبر اتفاق اوسلو الذين انتزعوه بفعل الانتفاضة الاولى عام 1987 ، وأسسوا اول سلطة وطنية معترف بها على اول ارض فلسطينية متاحة لهم عام 1994 ، وعبروا من فضاء التاريخ الى حيز الجغرافيا بكفاءة وجدارة .
- لم يعد الفلسطينيون منذ نحو ربع قرن مجرد فائض سكاني يضيق به الاقليم العربي وامتداداته ، بعد ان نقلوا بيتهم السياسي من الخارج الى الداخل ، وبات لهم مجلس تشريعي ، ورئيس منتخب وفق المعايير الديمقراطية .
- انتقل الفلسطينيون من صورة شعب ممزق مهجر ومصادر ، بلا هوية وبلا تمثيل سياسي ، الى صورة شعب لديه مؤسسات واجهزة ووزارات ، يتخاطب مع العالم بندّية ومسؤولية .
- اعاد الفلسطينيون الهرم المقلوب على رأسه ، الى قاعدته الطبيعية ، ونقلوا قيادتهم الوطنية ومركز ثقلهم السياسي والتمثيلي الى الحاضنة الاجتماعية الحقيقية وسط شعبهم وعلى أرضهم .
- ومع ان هناك مظاهر سلبية كثيرة تعتور المشهد الفلسطيني وتلقي عليه بظلال كثيفة ، الا انه يوجد بالمقابل مظاهر ايجابية عديدة ، محمولة على حقائق موضوعية لا تقبل الامحاء مهما كانت المتغيرات السياسية .
- هناك اليوم أكثر من نصف الشعب الفلسطيني لا يزال على ارضه ، أكثر من ستة ملايين عربي فلسطيني ، يشكل مجرد وجودهم على ترابهم حقيقة ناصعة لا يمكن تجاوزها ، ايا كانت موازين القوة التي تحكمهم وتتحكم فيهم ، في مقابل ستة ملايين وربع مليون يهودي اسرائيلي .
- هناك اليوم نظام سياسي فلسطيني له صفته التمثيلية المعترف بها من جانب الامم المتحدة وأكثر من مئة وعشرين دولة ، ونال عضوية العديد من المنظمات الاقليمية والدولية.
- هناك اليوم لدى هذا الشعب قدرة متعاظمة على مجابهة الاحتلال ، وكبح جماحه ، بلغت اوجها في الحرب الاخيرة طوال خمسين يوماً على قطاع غزة ، حيث طالت الصواريخ الفلسطينية لاول مرة مدن حيفا وتل ابيب وبئر السبع وغيرها ، وها هي انتفاضة الاقصى تقدم الدليل الحي الملموس على عظمة هذا الشعب واستعداده للتضحية من أجل الحرية والكرامة والاستقلال بدون الغاء حق العودة والعمل على استعادتها .
- وهناك تراث ثقافي فلسطيني رفيع المستوى ، وادباء وشعراء ومفكرون ومبدعون ذوو قامات عالية ، تضاهي ارقى ما لدى الامم ، وتضاهي ما لدى الشعوب الاخرى .
- اضافة الى الانجاز الذي تحقق في مناطق 48 ، ونجاح القائمة المشتركة بوحدة وتحالف الكتل البرلمانية الاربع ، وزيادة تمثيلهم ، بما يحقق خطوة نوعية لهم الى الامام بقوة وحضور صاعد .
على الجانب الآخر ، ورغم كل ما يملكه المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي من عوامل قوة ذاتية ، وحائز على عوامل قوة خارجية مكتسبة ، وما حققه من انجازات عسكرية واقتصادية وعلمية ، فانه يمكن القول: - أن المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي يعيش اليوم تحت وطأة شعور ثقيل ومقلق على وجوده ذاته .
- كيان اسرائيل القوية المزدهرة ، ذات العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة ، ليست مطمئنة الى غدها في عالم متحول .
- وهي لم تستطع ، ولن تستطيع بالسيف وحده ، ان تحل معضلاتها الاستراتيجية .
- وعدوانية اسرائيل لم تعد منذ حرب العام 1967 قادرة على كسب الحرب بصورة ناجزة ، بما في ذلك حروبها المتكررة مع الفلسطينيين واللبنانيين ، رغم التفوق الحربي .
- ولم يعد في وسع هذه العدوانية التوسعية الخروج الى القتال كلما اشتهت ذلك ، جراء فرط حساسيتها للخسائر البشرية والمادية ، وعمق خلافاتها الداخلية ، ان لم نقل جبنها ازاء خيار الحرب ، بما في ذلك الحرب ضد ما تسميه خطر الصواريخ البالستية ، ومعضلة القنبلة النووية الايرانية .كما استقر في الوعي الاسرائيلي ، وولت الى غير رجعة ، حروب النزهة العسكرية غير المكلفة .
- خسرت اسرائيل جراء تطرفها ودمويتها وعنصريتها ، صورتها التي كانت مشرقة لدى الرأي العام الغربي ، وروايتها عن نفسها كضحية ابدية وصاحبة مظلومية تاريخية .
- فقد المشروع الاستعماري الاسرائيلي ميزته الاستراتيجية كحاملة طائرات أميركية غير عائمة ، منذ نهاية الحرب الباردة ، ودخول الولايات المتحدة ، بقضها وقضيضها ، غير مرة الى قلب المنطقة العربية والاسلامية وخسارتها فيها بل وهزيمتها .
- ليس لدى تل أبيب اجابات شافية على مخاطر تعرضها لضربات صاروخية مكثفة ، ولم تعد هناك حماية لعمقها السكاني المكشوف .
- صار المجتمع الاسرائيلي المترف ، والمفتقر للزعامة ، اقل استعداداً للتضحية وتحمل الخسائر.
- باتت اسرائيل اليوم موصومة بصفة الفاشية والتمييز العنصري ، وغدت مملة حتى لدى اشد اصدقائها .
- ليس لدى اسرائيل قدرة على دفع استحقاقات السلام مع الفلسطينيين والعرب ، الذين عرضوا عليها مبادرة سلام قبل ثلاثة عشر عاماً، دون ان يجدوا لديها رغبة حتى في ادارة حوار حول مضامين المبادرة العربية للسلام .
- ضربت آفة الفساد مؤسسات مشروعهم الاستعماري التوسعي ، على أعلى المستويات القيادية ، وخسرت بذلك أحد أهم ما تمتعت به من تفوق معنوي على جيرانها المتهمين بالفساد دائماً ، وصار قادتها ملاحقين امام المحاكم ، وكبار عسكرييها عرضة للمساءلات القانونية الدولية ، يخشون المثول امام محكمة الجنايات الدولية .
- فيما علت مكانة الفلسطينيين اخلاقياً ، وتحسنت صورتهم في مختلف انحاء العالم ، تدهورت مكانة اسرائيل الدولية ، ان لم نقل انها باتت مكروهة .
- تفتقر سياسة اسرائيل الاستيطانية التوسعية الى أي تأييد دولي من أي نوع ، ولم تعد هذه السياسة تتمتع حتى باجماع داخلي .
ازاء ذلك كله ، فان هناك اليوم متسعاً للتفاؤل بامكانية الفوز بالنقاط في حلبة هذا الصراع ، الذي قد يمتد الى فترة اطول ، وان هناك ما يدعو للثقة أن مراكمة المكتسبات الصغيرة ، والانجازات الجزئية المتفرقة ، مع مزيد من الصبر والصمود والمقاومة ، يمكن ان يحقق النصر بمعناه الواسع ، مهما طال الوقت الذي لم يعد يعمل في صالح المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي .
] العلاقات الاردنية الفلسطينية ومستقبلها المنشود : اعترف الاردن بمنظمة التحرير ممثلة للشعب الفلسطيني وباعلان الدولة يوم 15/11/1988 ، والذي سبقه قرار فك الارتباط القانوني والاداري مع الضفة الغربية في 31/7/1988 .
وقد سعت محاولات عديدة لاعادة انتاج علاقة وحدوية بشكل أو بأخر بين فلسطين والاردن طوال سنوات التفاوض المباشرة وغير المباشرة بما فيها التوصل الى الاتفاق الاردني الفلسطيني عام 1985 ، وتشكيل الوفد المشترك الاردني الفلسطيني في مؤتمر مدريد 1991 ، وغيرها من المحاولات الهادفة الى اعادة ربط الموضوع الفلسطيني بالاردن ولكنني أجد نفسي معارضاً بشدة لاعادة انتاج العلاقة الاردنية الفلسطينية على أي شكل من أشكال الوحدة طالما أن الشعب العربي الفلسطيني لم ينجز أهدافه بعد ، وذلك لعدة أسباب أجملها كما يلي : أولاً : يتوجه قادة المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي لاعادة التأكيد أن أرض اسرائيل تشمل الاراضي الواقعة غرب نهر الاردن وشرقه ، وقد وقع ظلم على الاسرائيليين أنهم حرروا فقط الجزء الغربي من اسرائيل أي فلسطين بينما بقي شرق الاردن خارج الحلم والتحقيق الاسرائيلي ، ولذلك يقترحون أن تقوم الدولة الفلسطينية شرق الاردن وبذلك يتم تقسيم اسرائيل بين اليهود والعرب ، ولهذا أي علاقة وحدوية بين الاردن وفلسطين في الوقت الحالي وقبل استعادة حقوق الشعب الفلسطيني ، تخدم التوجهات الاستعمارية التوسعية الاسرائيلية كي يكون حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على حساب الاردن والهوية الوطنية الاردنية .
ثانياً : لا يملك الاردن القدرات السياسية والعسكرية والاقتصادية لجعل قضيته الاولى تحرير فلسطين ، فالاولوية للأردنيين ويجب أن تكون للفلسطينيين أيضاً هي أن يبقى الاردن مستقلاً موحداً متماسكاً قوياً قادراً على حماية نفسه والحفاظ على أمنه وتعدديته وديمقراطيته ويكون رافعة لدعم كفاح الشعب الفلسطيني من أجل دحر مشروع الاحتلال واستعادة حقوقه .
ثالثاً : ان أي علاقة بين الاردن وفلسطين ستجعل وستدفع جزءاً من الشعب الفلسطيني لأن ينتقل نحو الاردن لأن البرنامج الاحتلالي الاستعماري الاسرائيلي جعل الارض الفلسطينية طاردة لأهلها وشعبها ، وبالتالي سينتقل المواطن الفلسطيني من مدينته ال الى أي مدينة أردنية ، باعتبار الوطن واحد والدولة واحدة ، وهذا يؤدي الى تفريغ فلسطين من شعبها بشكل تدريجي وعلى حساب الاردن وشعبه وأمنه واستقراره .
ولذلك يجب أن يبقى الاردن للأردنيين فقط ، وفلسطين للفلسطينيين ، ويسجل للرئيس الراحل ياسر عرفات أنه حقق انجازاً مهماً في نقل الموضوع الفلسطيني من المنفى الى الوطن اذا بات الصراع والنضال على أرض وطنه لا خارجه .
ومع ذلك فثمة واجبات أردنية تدفع باتجاه العمل نحو فلسطين ، لمساعدة شعبها في نضاله من أجل دحر الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه الكاملة غير المنقوصة والدعم الاردني يجري نحو الاجزاء الفلسطينية الثلاثة : مناطق 48 عبر الحج والعمرة والجامعات،ومناطق 67 بالدعم السياسي عبر القدس والرعاية الاردنية للأوقاف والوصاية الهاشمية على المقدسات والحفاظ عليها،وعبر دعم قضية اللاجئين وابرازها والتمسك بحقوقهم في العودة.
] فلسطينيو 48 : وجه فلسطينيو مناطق الاحتلال الاولى عام 1948 ، أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل الفلسطيني المختلطة لطمة لقادة المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي ، عبر تشكيلهم للقائمة العربية المشتركة يوم 22/1/2015، من الكتل البرلمانية الاربع : الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ، والحركة الاسلامية ، والتجمع الوطني الديمقراطي ومعهم حزب الحركة العربية للتغيير ، وكان انجازهم الاول هذا رداً على قانونين : الاول الدولة القومية اليهودية الذي بادرت اليه كتلة تسيبي ليفني ، والثاني رفع نسبة الحسم والذي بادر اليه افيغدور ليبرمان ، وتم ذلك من قبل الطرفين بهدف شطب الدور العربي في مناطق 48 ، والغاء وجودهم البرلماني والسياسي ، وانجازهم الاول هذا شكل الارضية والخلفية لتحقيق انجازهم الثاني يوم الانتخابات في 17 أذار الماضي حيث زاد تمثيلهم من 11 مقعداً الى 13 مقعداً ، وحصلوا على 440 الف صوت مقابل 330 الفاً عام 2013 ، ورفعوا نسبة التصويت بين صفوفهم من 56 بالمائة الى 64 بالمائة .
اضافة الى هذه الارقام ونتائجها الملموسة ، فقد حققت هذه النتيجة تحولاً سياسياً في غاية الاهمية أنها شطبت أو كادت تشطب مقوله أن « اسرائيل دولة الشعب اليهودي « ، فقد أعطت هذه النتيجة أن هناك شعباً أخر وقومية أخرى وهوية وطنية ثانية ، تمثل عشرين بالمائة من المجتمع الاسرائيلي .
وفي ضوء هذا الانجاز ، يبقى السؤال ما هو المطلوب منهم لتأديته؟؟ ما هو التحدي الذي يواجههم؟؟ وما هو برنامجهم في ضوء المقدمات التي صنعت هذا الحدث ، والذي تم رداً على السياسة العنصرية المباشرة التي استهدفتهم بهدف ابعاد تمثيلهم بما يوازي حجمهم في البرلمان.
] الموقف من سياسة الرئيس الفلسطيني : تستطيع أن تختلف معه ، سواء تعرفه أو انك تسمع منه أو عنه ، تستطيع أن تختلف معه قليلاً أو كثيراً ، ولكن لا تستطيع الا أن تدرك أن هذه وجهة نظره يقولها بوضوح ومباشرة بلا مواربة وبلا انتقاء للمفردات .
انه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن يخاطب الاسرائيليين عبر صحيفة هأرتس بقوله « أنا مع الكفاح الشعبي غير العنيف ، ولكن ضد كل عنف وضد استخدام السلاح « هذا ما يقوله علناً وليس سراً ، من فوق الطاولة ومن على شاشات التلفزيون ، لديه وجهة نظر يُؤمن بها على أن العنف واستخدام السلاح من قبل الفلسطينيين سلاح ذو حدين فهو يوجه ضربات موجعة للاسرائيليين ولكن ضرباتهم المسلحة موجعة للفلسطينيين أكثر ، فموازين القوى لصالحهم ويملكون ترسانة لا يملكها الشعب الفلسطيني ولا يستطيع امتلاكها ، كما أن استعمال السلاح المحدود لدى الفلسطينيين لا يستطيع استعماله أو توفيره الا لعدد محدود من الفلسطينيين ، ولكن الكفاح الشعبي يستطيع كل فلسطيني المشاركة به سواء رجلاً أو امرأة ، شاباً أو صبية، فالزخم الشعبي لمواصلة النضال حينما يكون شعبياً فهو غزير العطاء ولا ينضب بفقدان السلاح .
الكفاح الشعبي أو الكفاح المسلح أو المفاوضات أو النشاط الدبلوماسي ، أو أي فعل أخر هي أدوات يتم استعمالها لاستعادة حقوق الشعب العربي الفلسطيني ، وليس قناعات مبدئية راسخة في الوجدان ، بل هي أدوات على فصائل المقاومة والقوى الفاعلة لدى الشعب الفلسطيني أن تختار هي لا غيرها خارج فلسطين من اعتماد الوسائل الكفاحية المناسبة لظروفهم ، وطالما هناك تعددية فلسطينية من الشعبية والجهاد والديمقراطية والشيوعيين والقوميين ، وهناك تنظيمان متوازيان بالقوة والفعل والحضور والمصلحة وهما فتح وحماس تستطيعان الاتفاق والتوصل لاختيار الادوات الكفاحية المناسبة لنضالهم ضد الاحتلال ، على الطريق الطويل التدريجي المتعدد المراحل لاستعادة حقوق الشعب العربي الفلسطيني الكاملة غير المنقوصة .
] شروط الانتصار الفلسطيني : لا شك أن المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي يملك مقومات القوة ، التي يتفوق فيها على المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني وعوامل قوته يمكن تلخيصها بثلاثة عوامل هي قوته الذاتية ،ودعم واسناد الطوائف اليهودية والمتنفذة في العالم ،ودعم الولايات المتحدة له .
ولكن رغم التفوق الاسرائيلي فالشعب العربي الفلسطيني يملك أربعة مصادر قوة ذاتية هي وجود ستة ملايين نسمة على أرض فلسطين ،والعداء الفلسطيني من كافة الشرائح ، للمشروع الاستعماري الاسرائيلي ،وتوفر التعددية الفلسطينية ،وامتلاك الفلسطينيين لأحدى أهم أسلحتهم السياسية وهي قرارات الامم المتحدة .
والمشكلة الفلسطينية لا تكمن فقط بامتلاك المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي القوة والتفوق ، بل يعود الضعف الفلسطيني الى عدم امتلاك المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني الوضوح الكامل في التعامل مع العناوين الثلاثة الضرورية ، وهي شروط انتصاره وبدونها ستتواصل معاناة الفلسطينيين وسيبقون أسرى تحت رحمة قوة المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي وتفوقه والعناوين هي الوحدة الوطنية الفلسطينية ،والعمل على زيادة تعاطف المجتمع الدولي ودعمه للمطالب الفلسطينية ،واختراق المجتمع الاسرائيلي ، وكسب انحيازات من بين صفوفه لصالح عدالة المطالب الفلسطينية .
] الدستور: بالنسبة للاضراب، جميعنا نحييه ونشجعه ، لكنه ليس أول اضراب في فلسطين، ففي عام 1936 كان هناك اضراب واستمر لعدة أشهر وكان أطول اضراب، وسلاح الاضراب معروف عبر الثورات الفلسطينية وحركات التحرر الفلسطينية، لا يمكن أن نعترف بأن هناك يهوديا مدنيا، وهنا نختلف معك، كل اليهود في فلسطين مسلحون وجاهزون لقتل أي فلسطيني يشتبه به، وبالتالي اليهود جميعاً عسكريون ومجرمون وارهابيون، فلا ينطبق عليهم تسمية مدني أو برئ.
بالنسبة لـ 48 ، فلهم حركة قوية فعلية وعملية تختلف عن الانتفاضة الثانية والاولى، فالآن دخلوا مباشرة، ويقومون بعمليات، ونعتقد أن الانتفاضة الثالثة التي نأمل أن يعلن عنها قريباً ستشغل الـ48، هل ترى أن ما بعد الاضراب ستختلف الامور، وهل سيكون هناك تنسيق بين الـ67 والـ48؟
] فراعنة: شعبنا في الـ48 كان طوال فترات الانتفاضتين السابقتين يتضامن مع الفلسطينيين، الآن لم يعد يتضامن، بل أصبح شريكاً في هذا النضال، وهذا له سببان، الاول أن العدو الاسرائيلي يتعامل مع شعبنا في النقب مثلما يتعامل مع شعبنا في الغور، ويتعامل معهم في الجليل كما يتعامل معهم في القدس، فلذلك العدو الاسرائيلي هو الذي وحد الفلسطينيين من خلال سياسته العدوانية العنصرية في مواجهة الفلسطينيين سواء في الـ48 أو في الـ67.. العامل الثاني أن الوعي الفلسطيني في الـ48 ازداد بهذا الاتجاه، حيث كان هناك خلاف وصراع على هويتهم، فكان في راديو اسرائيل يشار اليهم بعرب اسرائيل، أو مسلمي اسرائيل، ولكن كان ممنوعا استعمال كلمة الفلسطيني، ولذلك الهوية الفلسطينية زادت، والقومية العربية تعمقت، انحيازهم للديانة الاسلامية والمسيحية أصبح واضحا ، الآن ما أريد ايصاله أننا كأردنيين لعبنا دورا أساسيا ومهما في هذا الاتجاه، من خلال الاسناد والدعم الاردني لفلسطينيي الـ48 عبر الحج والعمرة والجامعات، فالآن هناك حوالي 4500 حاج يؤدون فريضة الحج كل سنة عبر بعثة الحج الاردنية بجواز سفر أردني، وبالنسبة للعمرة فهناك 21 ألف معتمر من فلسطينيي الـ48 يؤدون مناسك العمرة، والجامعات نحن كدولة أردنية نقدم لكل حزب سياسي 30 مقعدا، ونحن البلد الوحيد الذي يعطي لكل الاطراف بالمساواة، وكان الحديث دائماً أن هذا خدمة لشعبنا في الداخل.
بالنسبة للاضراب، الآن فلسطينيو الـ48 أطلقت عليهم كلمة شركاء، فالفتاة التي قتلوها في العفولة في الناصرة، والشاب الذي حاول القيام بعملية من فلسطينيي الـ48، وحجم الجرحى هناك 180، والاعتقالات 80، فهم شركاء في مواجهة المشروع الاسرائيلي، خصوصاً أن ما يساعدهم أن اليمين الاسرائيلي لا يريد لا أوسلو ولا دولة فلسطينية ولا أي شيء، ويتعامل مع كل الفلسطينيين كشعب واحد.
] الدستور: الى اي حد تشعر بأن الاحداث منذ أربعة أعوام الى الآن شتتت الاوراق في المنطقة، ارهاب وتطرف ..الخ، هل تشعر بأن القضية الفلسطينية أصبحت تشبه غيرها من القضايا التي نسمع بها مؤخراً على الرغم من أن هناك اختلافا تاما في المشهدين الفلسطيني والعربي؟
] فراعنة: لنفترض أن الشعب الفلسطيني ليسوا عرباً ولا مسلمين ولا علاقة لهم بنا، شعب الآن موجود على الارض، كنت قد تحدثت عن عاملين وهما الارض والسكان، فاسرائيل احتلت كل الارض ولكن لم تسطيع طرد كل السكان، الآن الموجود على أرض فلسطين 6 ملايين و100 ألف عربي فلسطيني في مواجهة 6 مليون و240 ألف يهودي اسرائيلي، فبالتالي هناك شعب موجود على الارض، هذا الشعب كما افترضنا ليس عربيا ولا مسلما، هذا الشعب يتعرض للظلم والقهر، فهنا سيقاتل وسيناضل ..الخ، ولذلك نضاله متواصل ولكنه متقطع بسبب العوامل الذاتية المؤثرة عليه، العامل الذاتي مع الاسف لعب دوراً أساسياً في هذا المجال، أولاً من جهة ان هناك انقساما وانشقاقا بسبب ما حصل في قطاع غزة، وثانياً القيادة الفلسطينية، الرئيس أبو مازن لا يعطي الاهتمام المطلوب للوضع الداخلي، بل يعطي اهتماما كبيرا للوضع الدولي أكثر من اهتمامه بالوضع الداخلي، ولذلك نلاحظ في فترة رئاسته حقق انجازات ملموسة على المستوى الدولي، وبالمناسبة عندما أتحدث عن الارهاب الفلسطيني فأنا قلت كيف المجتمع الدولي ينظر لهذا العمل أو ذاك، فأنا منسجم مع الوضع الدولي، بأن هذا عمل يجوز وعمل لا يجوز، فأولاً قناعاتي الوجدانية هكذا، ثانياً أنا شخص أسعى لدعم واسناد الشعب الفلسطيني فأريده أن يربح ولا يخسر.. أنا قلت من البداية بأن النضال يجب أن يمتلك العاملين، العامل الاول هو العامل الذاتي والذي هو ضعيف الآن على المستوى الداخلي، والعامل الدولي بشكل ايجابي، فهذا ليس له علاقة بالوضع العربي والاسلامي، بدلالة أن الوضع العربي في غاية السوء والانحدار من طرفين، الطرف الاول الذي يعاني من الانقسام والانشقاق والدمار والخراب ..الخ، والطرف الثاني هو الذي يمول ، لذلك الوضع العربي له تأثير، ولكنه ليس التأثير الحاسم على الوضع الفلسطيني، بدلالة أن الوضع الآن موجود رغم كل الخراب والدمار وذلك لعاملين، أولاً لأن هناك احتلالا وظلما وقمعا ..الخ، وثانياً هناك عامل ذاتي فلسطيني سيناضل ضد الاحتلال سواء كان هناك عرب أو لا، ففي حال مراقبتنا يجب أن نتعامل مع هذين العاملين، لذلك أنا ركزت على الـ48 بأن العامل الذاتي في منطقة الـ48 يتطور بالشكل الايجابي الى أن وصل لأن يكون شريكاً في النضال ضد مجمل المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي.
] الدستور: قلت أن هذه ثورة وليس مجرد انتفاضة، ولكن اذا رأينا الوضع أولاً في فلسطين، فالتنسيق الامني بين السلطة الفلسطينية واسرائيل هذا جانب تأثيري، أيضاً الظرف المحيط بفلسطين من الربيع العربي هذا أيضاً مساعد، وما تفضلت وتحدثت عنه حول التطور النوعي في الحالة الفلسطينية، والانتفاضة التي تجري الآن على الساحة الفلسطينية، هل سيكون هذا منظم أم مجرد مجموعات فردية تنطلق من هنا وهناك لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي.
] فراعنة: فيما يتعلق بالمعلومات، يجب أن ندرك المعلومات حتى نصل الى نتائج واستخلاصات، الرئيس الفلسطيني أبو مازن لا يخفي علناً وفي الاجتماعات العلنية والاجتماعات الرسمية فهو يقول بأنه ضد العنف وضد الكفاح المسلح وهو مع الانتفاضة الشعبية، لذلك الوضع تطور في الضفة الفلسطينية بهذا الاتجاه لأن التعليمات أعطيت لأجهزة الامن أن لا يمنعوا المتظاهرين من الوصول الى جيش الاحتلال، ولذلك نتنياهو أرسل اسحق مولخو يوم الجمعة الماضي وحاكم الضفة الفلسطينية يوآف مردخاي وهو جنرال الى أبو مازن وأخبره بأنه يتحمل المسؤولية في هذا القرار، فهذا القرار يعني بأنه فتح الحرب، وهذا لا يجوز، ورد عليه أبو مازن بأنه ليس لهم علاقة ، فمؤسساتنا وأجهزتنا في مكاتبها ومعسكراتها فلا علاقة لها، ولذلك التنسيق الامني بالنسبة لي هو عامل سلبي ولكن ليس عاملاً مطلقاً، أيضاً هناك تنسيق أمني في الضفة بين رام الله وتل أبيب، وهناك تهدئة أمنية وتفاهم أمني بين حماس وتل أبيب في غزة، ولذلك الرسائل التي تخرج من غزة بأنها مع التهدئة، وهؤلاء الشباب الذين خرجوا قال يعلون عنهم ان حماس لم تمنعهم ولذلك تتحمل حماس المسؤولية، الآن حماس داخلياً تتهم فتح بأنها تحرجهم وذلك عن طريق جعل هؤلاء الشباب يصلوا الى الحدود، مثلما حماس تحاول في الضفة الفلسطينية أن تقوم بعمل شيء لتحرج فتح، ولذلك الصراع الداخلي مع الاسف يلعب دورا سلبيا في هذا الاتجاه، ولذلك لنتفق بأن التهدئة في قطاع غزة والالتزام فيها والتنسيق الامني في الضفة الفلسطينية كلاهما قرار غير ايجابي ويجب الغاء القرارين، ولكن كيف يمكن ذلك؟ فهذا لا يمكن الغاؤه الا بالجلوس على الطاولة بين كل الاطراف الفلسطينية بحيث تصل الى تفاهمات واتفاقات في هذا الاتجاه.
] الدستور: التنسيق الامني الذي تقوم به الجهة الرسمية التي تمثل الشعب الفلسطيني الآن، هذا قبل 20-25 سنة كان يعتبر خيانة عظمى، لذلك المفاهيم اختلفت وتغيرت، لكن نختلف معك هنا في نقطة محددة، فأنت قارنت بين التنسيق الامني وبين الهدنة في غزة وهذه مقارنة ظالمة بين فصيل خاض ثلاث حروب كبيرة خلال السبع أو الثماني سنوات الماضية ضد اسرائيل.. ثلاث حروب عجزت أن تقوم بها دول عربية كبرى، وبين سلطة لا تمثل الا نفسها، فاقدة لشرعيتها، فمحمود عباس مضى الآن على انتهاء ولايته ثماني سنوات دون اجراء انتخابات، لا يملك قاعدة شعبية، وهذه مسألة لا تحتاج الى قياس لأنها واضحة ومعروفة ومعلومة، وبين فصيل قدم تضحيات كبيرة وكان الوجه الوحيد للمقاومة الوطنية الفلسطينية الحقيقية خلال العشر سنوات الاخيرة على الاقل، فهذه المقارنة نعتقد أنها ظالمة من جانبك.
] فراعنة: فتح كما هي حماس كما هي كل فصائل المقاومة، لكن مع الاسف أنا لست حزبياً، فيجب أن أكون أردنياً عضوا في حزب سياسي، وفلسطينياً يجب أن أكون عضوا في فصيل فلسطيني، ولكن الفصيل الفلسطيني الذي كنت أنتمي له تعرض لظروف معينة.. فأنا أتعامل مع المسائل من زاوية مهنية وثانياً أيضاً من زاوية فلسطينية أين هي مصلحة الشعب الفلسطيني، ولكن أدعي أنني أعرف كثيراً وأكثر من غيري بسبب اختصاصي واهتمامي، ولذلك تفاهمات القاهرة التي وقعتها حماس مع العدو الاسرائيلي من أسوأ الوثائق في تاريخ النضال الفلسطيني، برعاية الرئيس محمد مرسي، وتجددت بعد حرب 2014، في 26/8/2014، يتحدثون عن الاعتداءات الفلسطينية على اسرائيل، ويتحدثون عن الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة، فلذلك التفاهم مع العدو الاسرائيلي من قبل حركة حماس لا يقل سوءاً عن التنسيق الامني مع العدو الاسرائيلي في رام الله، فهذه وقائع، ولكن المشكلة الحاصلة أن هناك رؤية أحادية في هذا الاتجاه، لكن بالنسبة لي أتطلع للمسألتين من زاوية أن هذه تضر بالمصلحة الفلسطينية، الاساس هو أن تجلس فتح وحماس وباقي الفصائل كما حصل عدة مرات في القاهرة وشكلوا القيادة الانتقالية المشكّلة من كل فصائل المقاومة الفلسطينية وأنا شخصياً حضرت ثلاثة اجتماعات بصفتي مراقب.. الآن مع الاسف غابت هذه الاجتماعات، ولكن هذه الاجتماعات يجب أن تصل الى ثلاث خطوات في غاية الاهمية، الاولى أن تكون المؤسسة التمثيلية للشعب الفلسطيني، منظمة التحرير، ممثل فيها وفي صفوفها وفي مؤسساتها كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني من فتح وحماس والجهاد والديمقراطية والشعبية ..الخ، وبدون ذلكً فسيكون هنالك ضعف في الاداء الفلسطيني.
العامل الثاني أن يكون هنالك برنامج سياسي مشترك، وليس نحن خارج فلسطين يمكن أن نملي على الشعب الفلسطيني ماذا يفعل وكيف يفعل، لذلك عندما تجلس الفصائل الفلسطينية على الطاولة فكل فصيل يعلم ما له وما عليه وبالتالي يمكن أن يصلوا الى القواسم المشتركة.
العامل الثالث اختيار الادوات الكفاحية المناسبة، وهنا يجب أن تجلس الفصائل على الطاولة وتختار الادوات الكفاحية، الادوات الكفاحية ليست قضية مبدئية بل هي أدوات للوصول الى الهدف، وهي الكفاح المسلح، العمليات الاستشهادية، الانتفاضة الشعبية، المفاوضات، فجميع هذه أدوات، لذلك يجب أن لا ينفرد أي طرف باختيار أدوات على رغبته، بل يجلسوا على الطاولة ويختاروا الادوات الكفاحية المناسبة التي توصلهم لتحقيق غرضهم وهو دحر العدو وتحقيق الانتصار. .ونحن كأردنيين علينا أن نساعدهم وندعمهم ونحترم خياراتهم.
] الدستور: الانقسام والانشقاق الذي تفضلت به، الى متى سيبقى سيفا مسلتا على الوضع القائم في الاراضي الفلسطينية.. ثانياً هناك تهديد اسرائيلي باجتياح مناطق السلطة الوطنية لاعادة الهدوء الى هذه المناطق، فما تداعيات ذلك؟
] فراعنة: فيما يتعلق بالانقسام والانشقاق، مع الاسف ما زال هناك عوامل ذاتية تشكل حوافز لاستمرارية هذا الانقسام وهذا الانقلاب وهذا التمزق، في قطاع غزة هناك سيطرة منفردة لحركة حماس، ومع الاسف لا تسمح للآخرين بأي مشاركة وأي جهد ، فهناك تسلط وحزب واحد ولون واحد، الوحدة بالنسبة لها عملياً ستعطي الآخرين امكانية المشاركة في السلطة في قطاع غزة، ولكنها لن تكون بنفس القيمة وبنفس القوة شريكة في السلطة الفلسطينية في الضفة الفلسطينية، ولذلك ليس لديها مكسب تحققه على المستوى الذاتي الحزبي بهذا الاتجاه .. حركة فتح الآن مع الاسف تقود كل الحالة الفلسطينية وهناك حالة من التعصب بأننا نحن من قمنا بالثورة وبتفجير الانتفاضة ونحن الذين أطلقنا الرصاصة الاولى، وبالتالي حماس جاءت ملحقة في 1987، بالتالي التنازل من قبل حركة فتح عن بعض المواقع وقيادتها لبعض المؤسسات عامل ذاتي سلبي، بحيث لا يدفع باتجاه العمل للمشاركة بين كل الاطراف... أما العامل الآخر فهناك دول تلعب دوراً تخريبياً تغذي وتساعد وتدعم، وحركة الاخوان المسلمين، فهذه عوامل مساندة لا تساعد على التوصل لتفاهمات بين الطرفين، فلذلك من الصعوبة أن تتحقق أمنياتنا الا اذا نضج الوضع الذاتي للطرفين على الارض، وأيضاً الاطراف العربية المغذية لهذا الانقسام تراجعت وأدركت أن المصلحة هو دعم كل النضال الفلسطيني وليس طرفا على حساب طرف.
أما فيما يتعلق بالاجتياحات الاسرائيلية لكل المدن الفلسطينية في عهد شارون في 30 آذار 2002، تذكرون أنه انعقدت قمة بيروت في 28 آذار 2002 فبعد القمة مباشرة أعلنت المبادرة العربية، وشارون في اليوم التالي قام باجتياح كل المدن الفلسطينية وأنهى دور السلطة الفلسطينية في كل المواقع، بالتالي لم يعد هناك دور للسلطة الفلسطينية وبما فيها المقاطعة، وأعتقد أن أحد أسباب منع ياسر عرفات من الوصول الى قمة بيروت هو صدور المبادرة العربية، لأن ياسر عرفات اذا وصل الى بيروت فلن يقبل بالمبادرة العربية، لأنه في مفاوضات كامب ديفيد ، ياسر عرفات لم يقبل المساومة على مسألتين: القدس واللاجئين، في المبادرة العربية مع الاسف كان هناك مساس بمسألتين أولاً الحل المتفق عليه في قضية اللاجئين، وعندما نقول ذلك معنى هذا أن فيتو اسرائيلي على عودة اللاجئين، والمسألة الثانية التبادلية في الاراضي، بدون تحديد أين هي التبادلية في الاراضي، لذلك أخبرني ياسر عرفات أثناء زيارتي له في حصار رام الله بأنهم لا يريدون مني الذهاب الى بيروت لأن المبادرة العربية لن أقبلها بهذه الصيغة، ولذلك الاجتياحات قائمة ومتواصلة، لكن انهاء السلطة الفلسطينية أعتقد أن لا مصلحة اسرائيلية في انهاء السلطة ويجب أن ندرك رغم كل ملاحظاتنا على أداء السلطة ، فالسلطة معترف بها دولياً، ويقدم لها المساعدات والدعم المالي من الولايات المتحدة الامريكية ومن أوروبا ومن كل الاطراف باعتبارها سلطة تمثل شعبا، لذلك هذا يزيد من مشاكل نتنياهو على المستوى الدولي، لذلك يقوم هو بالواجب بدون أن يجتاح هذه المدن، فهو يجتاح رام الله التي يفترض أن تكون العاصمة المؤقتة للسلطة الفلسطينية، ولذلك الاجتياحات ستتواصل، لكن يجب أن ندرك أن نتنياهو في مأزق كبير لسببين، السبب الاول النضال الفلسطيني على الارض، كل الاجراءات لم توقف هذا النضال، وبسالته وشجاعته عند الشباب، والمسألة الثانية أن نتنياهو أسير لسياسته العقائدية المتطرفة، وأسير أكثر للأحزاب المؤتلفة معه في الحكومة، 6 من 24 وزيرا يعيشون في الضفة الفلسطينية، فهم مستوطنون.
شريط الأخبار لماذا انهارت شركة توشيبا اليابانية وتخلى عنها كل شركائها في العالم؟ "الكهرباء الوطنية" تستأجر خزانا عائما للغاز قبل الانتقال لـ"الوحدة الشاطئية" "إعادة تشكيل المنطقة".. قمة ثلاثية "تاريخية" تُعقد في القدس مؤشر بورصة عمان يسجل ارتفاعا تاريخيا بوصوله للنقطة 3506 "الجمارك" تدعو إلى الاستفادة من الإعفاءات من الغرامات المترتبة على القضايا جمعية لا للتدخين: تخفيض ضريبة السجائر الإلكترونية "صدمة" الأردن يتقدم 10 مراتب في مؤشر نضوج التكنولوجيا الحكومية "الإقراض الزراعي": 8 ملايين كقروض بدون فوائد ضمن موازنة العام القادم فريق الشرق الأوسط للتأمين يحرز المركز الثالث في هاكاثون الابتكار في التأمين 2025 وزير البيئة: مخالفة الإلقاء العشوائي للنفايات قد تصل إلى 500 دينار الفقاعات الاقتصادية... لم لا نتعلّم التأمين الإسلامية تحصل على المركز الثاني في هاكاثون الابتكار في التأمين 2025 تخفيض الضريبة على السجائر الإلكترونية ومنتجات تسخين التبغ تعديل الضريبة الخاصة على السجائر الإلكترونية ومنتجات تسخين التبغ قرار تاريخي... الهيئة العامة للقدس للتأمين توافق على الاندماج مع التأمين العربية بعد صدور الإرادة الملكية بالموافقة عليه.. (النص الكامل لقانون الموازنة) التربية تنهي استعدادها لبدء تكميلية التوجيهي السبت المقبل لأصحاب المركبات منتهية الترخيص في الأردن منتخبا إسبانيا وإنجلترا يقدمان عرضين لمواجهة النشامى "وديًا" ملحس: 172 مليون دينار قيمة الاراضي التي اشتراها الضمان الأجتماعي في عمرة