لا تربطه علاقات مع اعلاميين، اللهم الا قلة منهم بحكم عمله، ويحب أن ينأى مسافة عنهم، ولعلّ حكمته المفضلة " إلعب لوحدك ترجع راضي".
رغم انه كركي شهير، يتحدر من تلك المدينة الجنوبية ذات المجد التليد، الا انه لم يقطن الكرك قط، وفق ما يفيد قريب له.
تتحدر عائلته من بلدة الحسينية، وكان اسمها القديم "رجم الصخري"، ووالده السياسي الشهير أحمد باشا الطراونة، ويبدو انه وعى درس السياسة منذ نعومة اظفاره ، فقد تربى في بيت سياسي حتى النخاع..
رأى فايز أحمد محمود حمد خلف الطراونة النور في عمان يوم 1-5-1949، وفيها ترعرع وشب ووعى على الحياة، وما زال بالبال تذكار عمان التي يحب.. مدارسها، شوارعها القديمة، سيلها ومدرجها، صنوبرها الباسق وسينماتها الشهيرة وجبالها السبعة عندما لم يكن البناء يتعدى ذراهما.
دراسته الجامعية ابتدأها في الجامعة الاردنية ، ومنها حاز البكالوريوس في الاقتصاد عام 1971، ثم شد الرحال الى جامعة جنوب كاليفورنيا ليحوز الدكتوراة في علم الاقتصاد عام 1980.
رئيس الديوان الملكي ورئيس الوزراء السابق يعد متفردا في ذاته.
ليس صحيحا انه دائم التجهم، كما قد يحلو لخصومه ان يصفوه، فثمة اوقات تفتر فيها شفتاه عن ابتسامة لا تلبث أن تتسع، وهو أمين لعلاقات قليلة تجمعه باصدقاء قليلين.
يتصف بالرزانة وحب الكتمان، ويعتبر محاوراً شديد المراس، عنيداً، لعله اكتسب شيئا من ذلك حين كان عضوا في مفاوضات السلام مع اسرائيل ورئيساً لوفد السلام الاردني .
حين تطلع الى العمل في الديوان الملكي بعد تخرجه، جوبه بمعارضة لم يتوقعها، فقد رفض والده رئيس الديوان انذاك ذلك، ما اضطره الى توسيط الشهيد وصفي التل في الموضوع، فأبلغ المغقور له الملك الحسين فأمر رئيس الديوان أحمد الطراونة بتعيين نجله في دائرة التشريفات الملكية، الأمر الذي أغاظ والده، فطلب منه ألا يستخدم إسمه أو منصبه داخل الديوان!.
اختارته الملك الراحلة علياء الحسين ليكون اول من يتولى إدارة مكتبها.
يذكر انه إرتكب خطأ برتوكوليا فادحا ابان عمله في دائرة التشريفات الملكية أثناء زيارة شاه إيران محمد رضا بهلوي، وقد استعد نفسيا لقرار إبعاده عن القصر، وأثناء مرور الملك الراحل بجواره بعد سفر الضيف، ظن الطراونة أن الملك يريد أن يوبخه، إلا أن الملك الراحل الحسين همس في أذنه: 'فكها يا فايز.. ولا تهكل هم.. الشغله عادية كثير'. الأمر الذي أبكى الطراونة بين يدي الملك. وفق ما يتذكر.
مراحل مهمة مرت في حياته بعد ذلك، فبين 1971-1980 عين مساعداً لرئيس التشريفات الملكية، وفي الفترة من 1980-1984 سكرتيرا اقتصاديا لرئيس الوزراء، فمستشارا اقتصاديا بين 1984-1988 . كما عين وزيراً للصناعة والتجارة والتموين عام 1988.
لكن واحدة من التنقلات المهمة جاءت حين عين سفير الأردن لدى الولايات المتحدة الأمريكية بين 1993- 1997. وعمل ايامها على اعادة العلاقات الاردنية الامريكية الى سابق عهدها، بعد تاثيرات أزمة الخليج 1990-1991 عليها ، وسوء الفهم الذي نتج عنها. ويعزى للطراونة انه توقع فوز الرئيس بيل كلينتون بالرئاسة الامريكية على منافسه جورج بوش، ومعه مد جسور علاقات جديدة.
كما احدث اختراقا مهما في العلاقات مع الكويت عام 1997 حينما أجرى حديثا مباشرا مع وزير الخارجية الكويتي حينها – الأمير الحالي- الشيخ صباح الأحمد الصباح خلال إحتفال في البيت الأبيض، ودعاه الامير الى جناحه ليدور حديث مطول اثمر عن تحسن العلاقات.
جاء تعيينه وزيرا للخارجية في حكومة عبد السلام المجالي عام 1997، ابان كان سفيرا في واشنطن، وهو الوزير الوحيد الذي ادى القسم وهو خارج الاردن، ويروى ان الملك الحسين كان ابتدأ انذاك علاجه في امريكا، فطلب بقاء الطراونة الى جواره.
وفي العام 1998 عين رئيساً للديوان الملكي الهاشمي للمرة الاولى.
تشكيله حكومته الاولى عام 1998 – 1999 كان مفاجئا وجاء في وقت صعب، ففي عهده جاءت وفاة الملك الحسين وتسلم الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، وما رافق ذلك من احداث كبيرة.
عاد رئيسا للديوان للمرة الثانية بين 2000- 2002 .
غاب فترة عن الاضواء الى أن اختير رئيسا للوزراء خلفا لعون الخصاونة عام 2012. وفي نفس العالم قدمت حكومته استقالتها الى جلالة الملك عبد الله الثاني وفقا للاستحقاق الدستوري القاضي باستقالة الحكومة التي تنسب بحل مجلس النواب خلال اسبوع من تاريخ حل المجلس.
لم يكن يدور في خلد الطراونة غداة استدعائه للقصر في شهر كانون ثاني 2012 ان جلالة الملك سيطلب منه ترؤس الديوان الملكي.. لكن هذا ما كان.
السياسي البارز فايز الطراونة متزوج من السيدة رويدا مراد ، المتحدرة من اصول مقدسية.
يجيء في سيرته ايضاً انه عضو في منتدى الفكر العربي، وعضو في جمعية الشؤون الدولية، وعضو مجلس الأعيان الثامن عشر الى المجلس الخامس والعشرون، ورئيس مجلس امناء جامعة آل البيت 2009_2010
ومنذ عام 2006 رئيس مجلس إدارة الشركات التالية:
المستثمرون والشرق العربي للاستثمارات الصناعية والعقارية، داركم، والمستثمرون العرب المتحدون.
في كل مرة يحضر فيها الطراونة الى الديوان الملكي الهاشمي، يتذكر، لبرهة من الوقت، يومه الاول الذي صعد به درجات الديوان ، قلبه ينبض بحب الهاشميين، وزاخراً بحماس الشباب، فيشعر أن قلبه ما زال ينبض على ذات الوتيرة، وإن انقضت أربعون عاماً أو أزيد ، فالعمر والحب والعطاء لا تقاس بالسنوات.