أحبار البلد - رمضان الرواشده
الغضبة الملكية التي عبر عنها جلالة الملك خلال لقائه فاعليات وشخصيات محافظة اربد والغيرة الملكية على الوحدة الوطنية لها ما يبررها.
فالمجتمع الاردني نشأ عروبي النزعة وقومي الاتجاه ولم نكن نسمع هذا الذي سمعناه خلال الاسابيع الماضية على خلفية مقطع تلفزيوني في قناة رؤيا او تعليق لأحد النواب .
واذا كانت رؤيا قد جانبها الصواب مهنيا واخطأ النائب بتعليقاته فالاصل احالة الموضوع الى القضاء وليس سب الناس واعادة الامر الى دينهم واصولهم .فالخلل ليس نابعاً من ان فلاناً دينه مسيحي او اصله ومنبته من هذا الاتجاه او ذاك.
جلالة الملك اكد في حديثه على اهمية صون الوحدة الوطنية من عبث العابثين وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي التي لا رقيب او حسيب عليها.
«ما يجري في هذا الموضوع عيب» بهذه العبارة لخص الملك كل الحديث وذكّر الناس بان الوحدة الوطنية هي صمام الامان في وسط اقليم مضطرب تلعب فيه الهويات الفرعية والدينية لعبها وتخرب مجتمعاتها لان الدولة الوطنية هي الحامية للجميع وليس الهويات الفرعية التي اودت بكثير من المجتمعات في من حولنا.
حسنا فعل المدعي العام عندما امر بمنع النشر في قضية رؤيا حتى لا يترك الحبل على الغارب لكل من لديه عقدة نقص لينفث سمومه الداخلية في وجه ابناء المجتمع الاردني .
وحسنا فعلت نقابة الصحفيين الاردنيين عندما التقطت التوجيه الملكي واصدرت بيانا يدعو الصحفيين والاعلاميين للابتعاد عن خطاب الكراهية الذي يفرق ولا يوحد . والمطلوب من المدعي العام ونقابة الصحفيين الحزم في التعامل مع مثيري الفتنة وان لا يترك لهم المجال في وسائل الاعلام ليتسيدوا المواقع وهناك مسؤولية على زملائنا الاعزاء في المواقع الالكترونية-وهم اصحاب رؤية وطنية- بان لا يتيحوا اي مجال او منبر لهؤلاء من مثيري الفتنة والداعين الى العودة الى الهويات الفرعية المدمرة.
المجتمع الاردني من المجتمعات التي حافظت على نقائها باستثناءات شاذة طرأت هنا او هناك من بعض المأزومين الذين لا ذكر لهم اطلاقا في مسيرة المجتمع الاردني .
والمسيحيون الاردنيون مثلهم كمثل باقي ابناء شعبنا جزء اصيل منذ ان نشات الاتحادات الوطنية الفلاحية وفيما بعد المدنية حاربوا حروبنا وثاروا ثورتنا وكانوا طلائع الحركات الوطنية القومية واليسارية .
ومجتمعنا الان مبني على جهد أبنائه من شتى الاصول والمنابت لا نفرق بين احد منهم الا بالاخلاص في العمل والولاء والانتماء للوطن الاردني العزيز الذي نغار عليه ونحميه ونؤكد العزم على دعم دعائمه الوطنية ولبنته الوحدوية التي هي مضرب المثل بين البلاد العربية .
فنحن لا بترول عندنا ولا اموال طائلة في البنوك وثرواتنا الوطنية موجودة لخدمة المواطن ومع ذلك فالاستقرار موجود والامن والامان موجودان وليس هناك ما يعكر صفو حياتنا الاردنية باستثناء الوضع الاقتصادي الصعب .
الاعلام حاضنة اساسية من حواضن الوحدة الوطنية وهو يعزز القيم الايجابية في المجتمع ويبتعد عن الدعوات المسيئة التي لا هدف من ورائها الا العبث بالامن والاستقرار الذي هو راس المال الحقيقي لنا في الاردن وذلك بفضل حكمة القيادة الاردنية ووجود جيش عربي واجهزة امنية ساهرة على الحفاظ على المقدرات الوطنية .
الفتنة ملعونة وملعون كل من يثيرها ويوقظها ولا يجب ان تاخذنا بهم اي رأفة فخراب البلدان العربية التي حولنا بدأت بالحديث والعودة الى الاصول والمنابت والطائفية والهويات الفرعية المشينة.
حمى الله الاردن وحمى قيادته وشعبه واظنها سحابة صيف سرعان ما تندثر فالزبد يذهب جفاء اما ما ينفع الناس فيبقى في الارض .