أخبار البلد- انيس الخضاونه
يعتبر ضخ دماء جديدة في الإدارات الجامعية قضية حيوية ومفيدة للمؤسسات الجامعية وغير الجامعية وذلك نظرا لإمكانية الإفادة من الأفكار الجديدة والرؤى التطويرية والحيلولة دون الجمود والركود في العملية التعليمية والبحثية في مؤسسات طالما تنظر إليها القيادات السياسية والمجتمعية على أنها وكلاء للتغير(Change Agents) والتحديث في المجتمع. وفي الوقت الذي لا يعترض أحد على التغيير الإيجابي الذي يستوحي مصلحة الجامعة وتطورها فإن القيادات الجامعية لا بد وأن تنظر إلى أن العمل والتطور والتقدم هو ذا طبيعة تراكمية تبني على النجاحات السابقة وتتعامل مع التحديات والصعوبات بهدف تلافيها وحلها.
بعض رؤساء الجامعات الأردنية وللأسف الشديد يرسلون رسائل غير مبشرة بالخير سواء من حيث محاولتهم النيل من زملائهم من الرؤساء السابقين وتقليل إنجازاتهم، ربما إدراكا منهم بصعوبة تحقيق إنجازات مماثلة من قبلهم أو لتعظيم صورتهم القيادية في أوساط العاملين في جامعاتهم من الهيئات التدريسية والإدارية لدرجة أن بعض العاملين في الجامعات بدأوا يشعرون أن رؤساء الجامعات يبحثون عن فرق للتسحيج وليس فرقا للعمل في جامعاتهم.
نعم تابعنا التشكيلات القيادية في عدد من الجامعات الرسمية فوجدناها إما متأثرة باعتبارات جهوية أو أمنية أو شخصية حيث يجاهر هؤلاء الرؤساء بتقريب أصدقائهم. وفي الوقت الذي ألفنا مثل هذه الاتجاهات والسلوكيات لبعض رؤساء الجامعات على مدار العقود القليلة الماضية فإن الملفت للنظر أن بعض رؤساء الجامعات بدأوا يضيقون ذرعا بالنقد بل فقد بدأوا يهددون بالويل والثبور لمن ينتقد بعض قراراتهم ويتوعدونهم بالتحقيق معهم وكأننا بهم ملهمون ومعصومون من الخطأ واعجبي؟ ما بال هؤلاء الرؤساء الذين على ما يبدو أنهم لم تنضج لديهم الخبرة القيادية والإدارية لتسيير دفة جامعاتهم يتناسون حق التعبير الذي كفلته المادة (15) من الدستور الأردني؟ لا أعلم كيف يمكن أن يسعى رئيس جامعة الى النيل من أعضاء هيئة التدريس الذين يكتبون في الشأن الجامعي في الوقت الذي تعتبر الجامعات معاقل الفكر ومنابر لحرية التفكير والتعبير والنقد والاختلاف؟ نعتقد أن انتقاد قرارات وسياسات الحكومة رئيسا ووزراء ومن فوقهم ومن تحتهم ربما أكثر يسرا بل فإن قيادة الأردن أكثر مرونة وتسامحا مع النقد من بعض رؤساء الجامعات الذين استهوتهم السلطة وبريقها.
لن تقوم لجامعاتنا قائمة ولن ترتقي بأدائها ما دام يسيطر على إداراتها هاجس السلطة والتهديد والوعيد بدلا من قبول الرأي الآخر واحترام حرية التعبير في مناخات جامعية وأكاديمية صحية. التربص والتعامل الكيدي مع العاملين في الجامعات لا يسهم في رفعة الجامعات وعلى رؤساء هذه الجامعات أن يدركوا أنهم ليسوا بالضرورة هم «ملح الأرض» أو «خيرة الخيرة» حيث ان بعض إن لم يكن كثير من أعضاء الهيئة التدريسية من هم أكثر كفاءة وجدارة منهم وأن المعايير المفصلة والمفبركة لا تأتي بالقيادات المتميزة دوما. حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ مؤسساته وجامعاته وأبعدها عن شرور ونزوات الهواة وعشاق السلطة من القيادات الجامعية.