أخبار البلد - غدير حدادين
بعدسة: بسام غنام
سوق جارا، سوق موسمي يبدأ أسبوعياً في كل يوم جمعة وينتهي في شهر (تشرين الأول/أكتوبر)، تقيمه سنوياً رابطة سكان جبل عمان. وهو سوق تراثي يقام في حي في جبل عمان وسط العاصمة الأردنية عمّان. يرتاده السياح بكثرة خلال فصل الصيف. ويقام هذا السوق تحت رعاية الرئيس الفخري للجمعية سمو الأمير علي بن الحسين وبالتنسيق مع أمانة عمان الكبرى. بدأ نشاط هذا السوق في موسم عام 2005. كان - لاخبار البلد - الحديث التالي مع السيد خضر عزيز نائب رئيس جمعية "جارا"..والسيد حسان نسور عضو الهيئة الإدارية للجمعية وأمين السر.
بداية كان الحوار مع السيد خضر.
* من أين أتت التسمية "جارا"؟
الاسم مشتق من الكلمة الانجليزية (Jabal Amman Resident Association (JARA
* ما هي فكرة انشاء سوق "جارا"؟
جمعية "جارا" تأسست عام 2004 برؤية من معالي زيد قسوس بأن منطقة جبل عمان هي أجمل المناطق وبها شخصيات مهمة، ومنها منزل الملك طلال وايضاً ثماني رؤساء وزارة. والفكرة بأنه أراد عمل شيء من أجل إحياء هذه المنطقة لانه أحس بأن هذه البيوت سوف يتم هدمها وتستبدل ببناء عمارات عالية. من هنا قاموا بتأسيس هذه الجمعية باسم "جارا" وبمبادرة من سكان المنطقة، من أجل ارجاع كل اللذين هجروا المنطقة ومن اجل الجيل الجديد في منطقة جبل عمان. في عام 2005 بدأنا بعدد قليل من الطاولات بحوالي (40 - 50 طاوله) وبدعم من أمانة عمان، ولمسنا نجاح منذ البداية، وبصعود دائم وبكل عام وعلى مدار 11 عام وحتى الان.
* ما هي الأهداف التي تسعون اليها في استمرارية السوق؟
هناك أسبوع ثقافي مع مؤسسة عبد الحميد شومان، ومهرجان حارتنا مع المدرسة الاهلية للبنات، ومركز المعلومات في جمعية جارا. وأيضاً هناك طموح لعمل "كتاب توثيقي" عن جبل عمان، بتاريخه وسكانه. وعمل تدريب للحرف التقليدية التي تعرض في سوق "جارا" للعمل على تسويقهم وتدريب الجيل الجديد على الحرف اليدوية.
* من هي الجهات الداعمة لهذا السوق؟
حتى الآن أمانة عمان الكبرى، وأيضاً هناك الجهات العليا ومديرية الأمن للحماية بتقديم كل الالتزامات للسوق. طموحنا الدعم من وزارة السياحة، ولكن للاسف لا يوجد اهتمام ودعم من قبلهم. فهناك (12 الف) زائر يدخل السوق كل يوم جمعه من الساعة (10 صباحاً)، منهم 50% من السياح الاجانب. نحن لا نريد دعاية من وزارة السياحة لان السوق متواجد على المواقع العالمية للسياحة، فهناك العديد من الزوار من امريكا، وهناك ايضاً طلاب من مجلس بلدية زهران يدرسون في الصف السادس بمنهاج اللغة الانكليزية عن سوق "جارا". فالدعم سيكون معنوياً من هيئة تنشيط السياحة، بالرغم من أنه قد تم إعطاء (3 طاولات) مجانية للمحافظات ووزارة العمل و (5 طاولات) في مبادرة التشغيل الذاتي وأمانة عمان، بالرغم من أنه لا يوجد حضور دائم لهم.
* هل هناك مضايقات أو ملاحظات من الزوار ؟
أكيد، هناك العديد من الملاحظات نأخذها بعين الاعتبار، فعند الانتهاء من سوق "جارا" يوم الجمعه هناك اجتماع يتم يوم الاثنين مباشرة للتقييم وعمل خطط للاسبوع التالي للمحافظة على الاستمرارية وبصورة ناجحة.
* هل هناك فكرة للتوسع بمكان آخر تحت نفس الاسم طالما أن هناك نجاح محقق؟
طبعاً لا، لان هذا السوق اذا خرج من جبل عمان سوف يفشل، فقد تم تقديم المساعدة لعدة أماكن في جبل اللويبدة أكثر من مرة وفشل، ولكن أتمنى التوسع في منطقة "الرينبو"، ولكن الجيران أبدوا استيائهم لانهم لم يتعودوا على السوق وأزمة السيارات.
* ما الطموحات للمستقبل؟
الطموحات تتمثل في تجميع الحرفيين والفنانيين وربات البيوت وتقديم الدعم بتعليمهم كيفية التسويق، وعمل اتحاد لكل الحرفيين، وإقامة مطبخ تغليفي بشكل دائم تحت اسم منتج أردني وتوزع على كل المحلات، وأن يكون هناك معهد تدريب للحرف ومعرض دائم للفنانيين.
* أين يذهب ريع أجور الطاولات التي يتم العرض عليها؟
بالنسبة للاجور فهي رمزية اي (35 دينارا) يخرج منها (5 دنانير) ضريبة مبيعات. ف (35%) من الطاولات حالات إنسانية، ومحافظات وجمعيات تقدم لهم مجاناً، أضف الى ذلك وجود شركة للتنظيف، وشركة فك وتركيب الطاولات والمظلات، وشركة أمن خاصة، وشركة دعاية. فلولا دعم شركة زين سنوياً لما كان هناك استمرار لسوق "جارا" علماً بأنه لا يوجد رسوم دخول للسوق. من هنا نجد بأنه لا يوجد ربح من السوق، فالهدف هو مساعدة المجتمع المحلي حتى ان هناك طاولات لا يتم البيع بها فلا نأخذ منهم أجور. فالموضوع هو تنشيط الحركة والمبيع فهم يأتون من كافة المحافظات من جرش وعجلون والسلط وأربد.
وفي حديث لنا مع السيد حسان نسور، عضو هيئة ادارية وأمين سر جمعية سكان جبل عمان القديم..أجاب
* عن نشأت وأهداف الجمعية ؟
جاءت الاهداف من الحفاظ على الارث الذي توارث من الاباء والاجداد والاخذ بعين الاعتبار طريقة البناء القديم وبطراز معين، فالهدف هو إعادة الحياة كما كانت في السابق وذلك لهجرة سكان الحي الاصليين في فترة من الفترات.
* هل هناك تفاعل بين سكان الحي والسكان اللذين هجروا هذه المنطقة؟
بالنسبة لسكان الحي، أنا من سكاني هذه المنطقة، ومهما تغير الزمن فالسكان الاصليين ما زالوا مرتبطين به بالرغم من تركهم للمكان، وذلك بعودة ابنائهم للسكن من جديد في المكان، يعني جيل قديم سلم وجيل جديد استلم. وايضاً بقيت هذه البيوت فارغة لم يتم بيعها، فبعد عودة الجيل الجديد تم تحديثها وصيانتها وترميمها ومن ثم السكن بها.
* كيف تم اختياركم لهذا الموقع؟ ولم هذا الشارع بالاصل؟
هذا الموقع بالاصل من الاملاك العامة للامانة، وهو من أحد المشاريع الرئيسة للجمعية.
* هل هناك فكرة لانشاء شراكات مع جمعيات أخرى؟
هناك شراكات مع معظم الجمعيات: جمعية اللويبده، صناع الحرف، جمعيات الامانة الخيرية من عجلون، وهم معنا جنباً الى جنب في السوق.
* هل البساطة هي التي جذبت مرتادو السوق أم هناك أسباب أخرى؟
كل شيء قديم للانسان يكون عزيز عليه وليس غريب عليه. فكان هناك هدف لجلب كل ما هو قديم خوفاً من الاندثار، فمنذ عام 1950 وحتى الآن هناك الكثير من الاشياء المستخدمة ممكن انها اندثرت مع الزمن، ولكن نحن الان نعمل على احياء هذه المقتنيات خوفاً عليها من الضياع وحتى ايضا يتعرف اللجيل الجديد عليها.
* كيف ترى دور الصحافة والاعلام بالموضوع؟
هم دائمي التواجد في كل وقت وحتى الصحافة العالمية متواجده والمحطات الفضائية، فنحن حريصون على التواصل معهم من خلال مؤتمرات صحفية لتعريفهم بأهداف الجمعية وما هو جديد بالسوق.
*هل يواجه سوق "جارا" اي من المعوقات للاستمرارية؟
كل نجاح مقابله عقبات، فالعقبات أكيد موجودة، وهناك بعض التساؤلات بأن هناك أزمات خانقة في الشوارع، ولكن ما اقوله بأن الازمة المرورية الموجودة ليست بسبب سوق "جارا" وانما هي أزمات عامة بسبب الاكتظاظ السكاني في المنطقة وطبيعة البيوت وأزمة الحارات الضيقة، والمنطقة تم تحديثها حتى يرتادها الجميع فهي بالاصل منطقة يؤمها الجميع لوجود المطاعم والمقاهي الكثيرة. هذه من أكثر العقبات التي تواجهنا علماً بأن رجال السير مشكورين وهندسة المرور في أمانة عمان لهم الدور الكبير في التنظيم والمساعدة لحركة السير. فنحن دائماً بالتواصل معهم حول ايجاد حلول وأي طاريء، فهذا السوق أصبح من معالم السياحة في الاردن.
وأضاف السيد خضر عزيز هنا بمداخلة قال فيها: نحن مهددون بالاغلاق بأي وقت وبقرار من موظف فردي له مصلحة شخصية لا يملك روح السياحة أن يأخذ قرار باغلاق السوق. فكل سنة نقول بأنها السنة الاخيرة ونعمل المستحيل من اجل الاستمرارية، فمن هنا وجب على الصحافة أن تعلم ما نعانيه وأن لا يتم اغلاق أي معلم سياحي تحت أي تأثير ويعمل من أجل مصلحة الاخرين ومناطق أخرى. فيجب أن تشجع أن تكون في كل منطقة فكرة سوق "جارا" من أجل الاهتمام بالسياحة الداخلية وخاصة بأن الاردن يتمتع بالأمن والأمان واستغلال هذه الحالة لانعاش السياحة الداخلية لما لها من مردود جيد وحافز للتطوير وإشغال أيدي العمالة المحلية كما هو الحال في البتراء وجرش. فهذه حضارة موجودة ودائمة لدينا يجب المحافظة عليها واستغلالها من أجل بناء السياحة الداخلية.