أخبار البلد : نشات المجالي / من عجائب القدر ان امتنا العربية والإسلامية التي كانت خير الأمم وأفضلها وأقواها عبر التاريخ الطويل أصبحت امة لاترضى إلا بالمهانة وتدخل الغير في أوضاعها مما يحط من قدرها لا بل حط من قدرها بين الأمم وأصبحت هذه الأمة بفضل عهر ثورات شبابها وثورات أصحاب اللحى فيها من الأمم التي تطأطئ الرؤوس لأقل الأمم أخلاقا وأكثرها فوضى ودناءة .
ان دولنا العربية التي حظيت بثورات عرمرمية تسببت بها دول خارجية وأثرت في عقول الشباب عبر برامج الكترونية بدأت بمطالبات عادية جدا وانتهت بالقتل والتشريد والتدمير والسلب والنهب وأعادت تلك الدول عقود إلى الوراء نتيجة عهر أولئك الشباب ومن والاهم والتف حولهم ومن ركب موجتهم وسيطر في النهاية على عقولهم متناسين ان دولهم خسرت خلال تلك الثورات آلاف المليارات من الأموال كل حسب نوع عملته وأعادت لتلك الدول عادات الثار ونشر الفتنة التي أنتجت إقليمية بغيضة بين أبناء البلد الواحد حتى غدت أحياء دون سكان وقرى لا بأمن فيها المواطن على نفسه ومدن عمت فيها الفوضى نتيجة الغرور الذي أصاب من يسمون أنفسهم ثوارا ونتيجة الدسائس التي استطاع صناع الفتن نشرها بكل يسر وسهولة.
أنا على يقين ان أبناء الأمة العربية والإسلامية ليسوا ضد الإصلاح لا بل الجميع مع الإصلاح المؤيدين والمعارضين والكل مع التغيير ولكن ليس على حساب الوطن وليس من خلال تدخل جهات أجنبية صهيونية وجهات للأسف الشديد عربية هي الأقرب للصهيونية من العربية ودول تسمى إسلامية وهي في حقيقة الأمر يعادل خطرها خطر بني صهيون نتيجة مواقفها التي تدعم كل ما من شأنه إثارة النعرات وزعزعة الأمن والاستقرار في كثير من الدول وقلب الوقائع من ايجابيات إلى سلبيات غايتها في ذلك خدمة إسرائيل ولفت أنظار العالم إلى قضايا أخرى حتى يتسنى لإسرائيل ومن يدعمها تشريد وقتل أبناء فلسطين وقصف غزة في الوقت الذي يرونه مناسبا دون ان يكون للعرب دور في وقف التعنت الإسرائيلي وأشغال كل دولة بثورات شبابية يركب موجتها أصحاب العمائم السود واللحى الطويلة وبعض اليساريين الذين خرجوا من جحورهم وبثوا سمومهم أولئك اللاهثين خلف مصالح خاصة ... ليطالبوا بإصلاحات تسببوا بدمارها في دول عربية عدة نتيجة اقتتالهم على المصالح الخاصة وحب الكراسي والالتصاق بها ..
في مصر قلب العروبة النابض ثار عدة شباب مطالبين بامور بسيطة سرعان ما تزايدت وتزايدت معها الفوضى المنظمة وبدأت عمليات القتل والسرقة والنهب والحرق حتى وصل الأمر إلى إحراق 99 مركزا امنيا وسلب أكثر من 800 منزل وتشكيل مايسمى لجان شعبية سرقت ونهبت وانتشر السلاح بين الشباب الذين هددوا بعضهم البعض وتد اخل الأسود بالأبيض وهرب أكثر من 30 ألف سجين نصفهم من المجرمين ومهربي المخدرات وصناع الموت وبدأوا يهددون البشر ويثيرون الشغب في كل مكان والأمور ألان من سيء إلى أسوأ رغم تزيين وتجميل تلك الثورة إضافة إلى ماسبقها في تونس التي أصبحت بؤرة من بؤر الفوضى والخراب والتهديد الذي لايستطيع أمن ايقافة ولا جيش يحد منه .
ان ثورات الشباب كانت نتيجة هزل الحكومات وضعفها الشديد وعدم اهتمامها بما يجري داخل المجتمع الواحد وعدم تقديم مايلزم لأبناء الشعب واللهو في اقتناص الفرص وجني الأموال وسرقة الآخر وإقامة المشاريع التي جمعوا من خلالها المليارات التي وضعت في بنوك أوروبا دون ان يستفيد منها الشعب ودون ان يشتم رائحتها .
ان مهزلة الحكومات العربية هي التي وضعت القادة على المحك وحاصرتهم بطرق غير لبقة وغير مستحبة كون بعض القادة بقي الشعب يصفق لهم على مدار عقود ويستقبلونهم بالروح وبالدم نفديك ياقائد وفي رمشة عين كان هذا الذي يفدى بالروح والدم ملقى في مكان بعيد وكثرت السكاكين التي ماتركت فيه موقع إلا طعنته وطعنت معه كل ماقدم ... ومع ابتعاد هذا القائد أو ذاك وتعنت هذا أو ذاك تدهورت حال البلاد وهلك العباد واقتتل الإخوة ومن المؤسف ان من يموت منهم يسمونه شهيدا وما هو بشهيد لان الشهادة لاتكون باقتتال الإخوة والأشقاء لنيل مكاسب ومغانم وإنما الشهادة لإعلاء كلمة الله تعالى فقط أو ان يتعرض المواطن للقتل من قبل عدوه فقط لا من قبل اخية وابن عمه وماشابة ...
في الأردن نحمد الله على نعمة الأمن والأمان والاستقرار الذي يرى البعض ممن يعكرون صفو أبناء الوطن عبر الفضائيات وخاصة الجزيرة إنه نعمة ناقصة وإنها بحاجة إلى المزيد من الإصلاحات وهذا الأمر لم ينكره احد لان الوطن بحاجة إلى إصلاحات والإصلاحات تتم من خلال الحوار والنقاش بين أبناء الوطن وليس بين لجنة نصف الأعضاء فيها يسيئون للوطن مرات عديدة عبر تلك الفضائيات المأجورة وبكل وقاحة ونتانه يتهمون الوطن واجزء كبيرة من أبناء الوطن بالإقليمية وغيرها .. كل ذلك يأتي نتيجة مهزلة الحكومة وضعفها تلك الحكومة التي أصبح فيها الوزير معارضا وصار فيها المدير والمسؤول منظرا دون ان يقدم شيئا لا للوطن ولا للشعب ولكنه يزيد الطين بله فيتهم جهة ما أنها تدعو إلى الإقليمية ويغطي على أفعال جهة أخرى ويهدد تارة بالاستقالة وتارة أخرى يسير في مظاهرات ويطالب بإطلاق سراح بعض المساجين كل ذلك على حساب الوطن وأبناء الوطن الذين اطلق عليهم لقب البلطجية من قبل عدد قليل من الأشخاص تاهوا في سراديب الإخوان المسلمين واليساريين الغاضبين على أنفسهم ومن حولهم وجهات تكفيرية ممن برزوا علنا مرة واحدة في ظل ضعف الحكومة وانصياعها لكل مايطلب من تلك الفئات بينما الأكثرية تنتظر ماتريد دون ان تجد من يستمع لها ويحل قضاياها إلا ( قائد الوطن) الذي يتحسس تلك الأمور ويطالب بتنفيذ فوري لها رغم عدم تنفيذ معظمها .
لقد وصل الأمر ببعض الجهات الرسمية ان تؤلب أبناء الوطن على أجهزتنا الأمنية الساهرة على راحتنا واستقرارنا الذي نعتز به ونعتبره مفخرة لنا ورأس مالنا الأول والأخير لان الشعوب التي ليس فيها امن وأمان لاتنفعها دولاراتها ولا آبار نفطها ولا قنواتها الفضائية الحقيرة .
وهنا لابد من الاشارة الى الامن الذي ننعم به ولم يعجب بعض الوزراء لدينا او النقابيين الذين اكتشفوا اخطاء بعضهم البعض والاحزاب التي تعمل خارج نطاق الوطن تلك الاحزاب صاحبة الاذناب والرؤوس التي تحيك للوطن المؤامرات اقول ان من اصبح امنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكانما حيزت له الدنيا بما فيها حيث جاءت الشريعة الغراء بالعقوبات الصارمة والحدود القاطعة حفظا للامن والامان في الأوطان خاصة ان الإسلام اهتم بالأمن ثم مقومات الأمن في الأوطان أولها تحكيم شرع الله و إصلاح العقيدة و شكر النعم والاستقرار السياسي و استقرار الاقتصاد و جهاز الأمن القوي ، ثم التزام الإعلام بالمنهج الإسلامي والتزام الدقة والوضوح في نقل المعلومة التي اصبحت اليوم تصل للعالم بشكل خاطيء مما يسيء للوطن والمواطن .
كان الله في عون وطننا على حكوماتنا ووزرائها وعلى احزابها وشبابها الذين ركبوا موجة التقليد العمياء تلك الموجه التي يجب ان تنطفيء قبل استفحالها لان الحقد سيجد بينهم طريقا وسيؤدي بالتالي الى زعزعة الوضع العام الذي نؤكد اننا في مأمن منه .
وفي الختام يقول احد المصريين المشاركين في ثورة 14 يناير لو كنا نعرف ان النتيجة هكذا لما خرجنا ولما استمعنا لاحد .. ان الامور اصبحت من سيء الى اسوأ القتل , النهب , السلب , هتك الاعراض, التدمير , الحرق ,,,ونرجوا الله العفو والعافية والنجاة من الفتن التي تكاثرت وانتشرت ..........