اخبار البلد - طلعت شناعة
باغتنا موته..
كنتُ للتوّ عائدا من «صلاة الجمعة»، واذا بالخبر يهبط عليّ كالسهم. «مات نايف المعاني».
كنتُ أظنّ الخبر «اشاعة». وللغرابة اكثر «ربما لأنني لم اتوقع ان يموت «نايف».. بسرعة.
تزاملنا في «الدستور» سنوات طويلة. وكنا من «العُتقيّة» أي من أقدم العاملين بالجريدة. وبالمهنة.
كنتُ أراه كل صباح، مسرعا نحو «برنامجه» التلفزيوني. ودائما يرتدي البدلة وملمّع شعره. ويحمل ارتالا من الصحف.
كان يعلق عليّ خاصة عندما يراني أرتدي «تي شيرت أزرق» ويقول «انت فيصلاوي».. بس مكتّم ولاءك «الكروي».
يا نايف.. لك عليّ أفضال كثيرة. كنتُ استنجد بك في المسائل» الأمنية»، ترخيص سيارة، واحد «موقوف»، الى غير ذلك ممن يدخل ضمن علاقاته المهنيّة.
كان لا يتردد وكان «خدوما»، الى أقصى درجة.
وكنتُ اراه هائما في «وسط البلد». احيانا يرتدي «بدلة الرياضة» واحيانا بالبدلة الرسمية.
وذات يوم، ذهبتُ معه لاجراء تحقيق صحفي عن «الشرطة النسائية». وكسبنا، معه، وبسببه، «إفطارا» استثنائيا.
كان يتمتع بعلاقات شاسعة وبعقلية، «شيخ» يعمل في «الصحافة».
كان بالفعل «شهما» وبالطبع «ابو شهم».
كان لقائي الاخير به قبل يومين من وفاته في مكتب «رئيس التحرير» الاستاذ محمد التل. ولهذا «اول ما سمعتُ بالنبأ، وجدتُ نفسي اتصل فورا بالاستاذ ابو سعد».
وكان يقول لي نايف «انا واياك استقلنا لكننا نداوم اكثر من الآخرين اللي ما استقالوا».
كان نايف المعاني «كتلة فرح بشرية متنقّلة». ينشر «عدوى» الضحك في كل مكان يحلّ فيه.
كان يريد ان يفعل «كل شيء» وكأنه، يُسابق... شيئا ما!
رحمك الله يا نايف، لقد باغتنا موتك.. وبقيت ضحكاتك ترنُّ في أروقة «الجريدة».