التقى وزير التخطيط والتعاون الدولي عماد نجيب الفاخوري اليوم الاحد وزير التنمية الدولية البريطاني ديزموند سوين، حيث تطرق فاخوري إلى البرامج الإصلاحية الاقتصادية والتشريعية التي تقوم بها المملكة، والتحديات الناجمة عن الأوضاع في المنطقة وما يتمخض عنها من آثار على كافة القطاعات.
وبحسب بيان صادر عن وزارة التخطيط، فإن الفاخوري استعرض التحديات الاقتصادية الراهنة والتبعات الإنسانية والمالية التي يتحملها الأردن نتيجة الأوضاع السائدة في المنطقة، ومن ضمنها استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين وآثارها المرتدة على المملكة، والضغوطات على البنية التحتية وقطاعات التعليم والصحة والمياه ولا سيما في مناطق الشمال والوسط والمجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين.
وأكد أهمية مساندة المجتمع الدولي للأردن من خلال الدعم المباشر للحكومة للحد من الأثر الكبير الذي سببته أزمة اللجوء السوري على الاقتصاد الوطني بمختلف قطاعاته.
وأشار إلى أن خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية موضحا انها تشكل تحولا استراتيجيا في المنهجية تحت قيادة وطنية، حيث تجمع الخطة بين البرمجة للتدخلات الإنسانية والإنمائية ضمن إطار وطني موحد قائم على مبدأ تعزيز القدرة على التحمل والاستجابة لاحتياجات اللاجئين والمجتمعات الأردنية المستضيفة. حيث تم إعداد الخطة بالشراكة بين الأردن والمجتمع الدولي، هذا وبلغت موازنة خطة الاستجابة الاردنية 2015 حوالي 2.9 مليار دولار أمريكي توزعت على المشاريع ذات الأولوية لأحد عشر قطاع وهي التعليم، والصحة، والطاقة، والبلديات، والمياه، والحماية، والإسكان، والتشغيل وسبل العيش، والبيئة، والعدل، ومنذ بداية العام الحالي وصلت قيمة التمويل 335 مليون دولار. علماً بأن جزءاً كبيراً من التمويل المطلوب ضمن الخطة يهدف إلى المحافظة على ديمومة تشغيل برامج ومشاريع قائمة، والمحافظة على المكاسب التنموية التي تحققت خلال العقود الماضية. واكد ان الوزارة تعمل على اعداد خطة الاستجابة القادمة وبالتنسيق مع كافة الجهات الحكومية والمانحة ومنظمات الامم المتحدة والدولية على اساس ثلاث سنوات (2016-2018).
وبالرغم من الدعم الذي قدمته الدول المانحة وتقدير الاردن لكافة الجهات الداعمة ، مازال هناك حاجة ماسة إلى تقديم المزيد من التمويل والالتزام بخطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية كإطار واحد للتمويل لتخفيف آثار الأزمة السورية في ضوء استمرار الأعباء وزيادة آثارها السلبية، مؤكدا استمرار الاردن بمساره الاصلاحي والتنموي والاستثماري والسياحي وانطلاقة الاردن الاقتصادية المتجددة.
وفي نهاية الاجتماع أشاد الفاخوري بعلاقات الشراكة التاريخية والاستراتيجية المتميزة التي تربط الأردن مع المملكة المتحدة وثمن جهود القائمين على تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية والعمل مع الحكومة الأردنية لدعم جهود الأردن في توفير المستوى اللائق من الخدمات وتلبية الاحتياجات للاجئين السوريين حسب المعايير الإنسانية والدولية، مؤكداً أن أهمية هذا الدعم يكمن في ضمان التنسيق المناسب بين جميع الجهات المانحة والداعمة لضمان توجيه الدعم نحو الأولويات والاحتياجات العاجلة وبشكل كفؤ ووفق خطة الاستجابة الاردنية.
من جانبه، قال وزير التنمية البريطاني ان بلاده قدمت دعما اضافيا أخيرا بقيمة 110 مليون دولار لخطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية وعليه تكون المملكة المتحدة قد ساهمت بحوالي 340 مليون دولار منذ بداية الازمة لدعم الخطة.
واكد الوزير البريطاني على عمق العلاقات مع الاردن، وأبدا استعداد بلاده الاستمرار في دعم الاردن خاصة فيما يتعلق بموضوع اللاجئين السوريين في المنطقة والمجتمعات المستضيفة، كما أشادت بالدور الاردني الإنساني بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في استقبال واستضافة اللاجئين السوريين، كما بحث الجانبان ملف التعاون التنموي الثنائي بين البلدين وتقدم سير عمل المشاريع الحالية، وبحث المشاريع المستقبلية الممكنة بين البلدين بشكل يبني على الزيارة الاخيرة والناجحة لجلالة الملك عبدالله الثاني الى المملكة المتحدة.