أخبار البلد - أدعي هنا أن ثلاثين مليون دينار يجب أن تدخل خزينة المملكة ولكنها توشك على الضياع بسبب عدم انتباه دائرة ضريبة الدخل والقضية باختصار هي :
في الوقت الذي يتحدث الناس عن شبهات فساد وتحقيقات تجري حول عطاءات مشاريع ( سكن كريم ) فانني أعتقد أن المقاول الشاطر عرض سعرا على مالك المشروع ( المؤسسة العامة للإسكان ) وهي التي قبلت السعر وأحالت العطاءات بسعر يصل الى ضعف سعر الكلفة , وهي التي ينبغي أن تحاسب على سوء الادارة وعدم الخبرة أو القصد العمد في تقدير الكلفة وسعر الاحالة .
غير أن ما أرغب باثارته هو حق الخزينة في ارباح المقاولين كضريبة دخل وقد فوجئت أن دائرة ضريبة الدخل على اتفاق مع شركات المشاريع الاسكانية لدفع مبلغ مقطوع سنويا كضريبة دخل تم معادلته كنسبة ثابتة تعكس كمبلغ مقطوع التفافا على القانون وتجنبا للتدقيق والعمليات المحاسبية المعقدة , علما أن شركات المشاريع الاسكانية التي حصلت على العطاء انما نفذته كشركات مقاولات وليس كشركات اسكان وهذا أدى الى خسارة الخزينة مبلغ ثلاثين مليون دينار ضرائب دخل متحققة أو ستتحقق على أرباح مشاريع سكن كريم على النحو التالي وحسب الارقام التي حصلت عليها من مصدر خبير ومطلع على التفاصيل :
بلغ عدد الشقق التي أحيلت عطاءات تنفيذها ضمن مشروع سكن كريم ( 8340 ) شقة بمساحات من 110 أمتار الى 125 متر أو يزيد قليلا , وكان سعر الاحالة 265 دينارا للمتر المربع الواحد بكلفة أجمالية تقريبية ( 254 ) مليون دينار .
وحسب تفاصيل دفتر العطاء ومواصفات البناء المطلوب فان خبراء المباني وبعض أصحاب شركات الاسكان يرون أن كلفة البناء في مشاريع سكن كريم لايمكن أن تتجاوز ( 140 ) دينارا للمتر المربع الواحد , فيكون ربح المقاول في المتر ( 125 ) دينارا وهو ربح لايحلم به أي مقاول في دول النفط والذهب , وبالاستناد الى ذلك فان كلفة تنفيذ ( 8340 ) شقة هو ( 134 ) مليون دينار , ولكنها أحيلت بمبلغ ( 254 ) مليون دينار أي بربح صاف بلغ مائة وعشرين مليون دينار تستحق منها ضريبة الدخل نسبة خمسة وعشرين بالمائة أي ( 30 ) مليون دينار فهل قبضت منها الضريبة شيئا ؟؟
بين يدي كشف بالشركات التي نفذت مشاريع سكن كريم وهي عشر شركات ويتضح من الكشف أن منها أكثر من حوت كبير حيث حصلت احدى تلك الشركات على عطاء تنفيذ ( 2048 ) شقة يفترض أنها حققت منها ربحا مقداره عشرين مليون دينار ( تستحق منها الضريبة خمسة ملايين دينار ) بينما حصل أوسطهم على ( 1032 ) شقة واشترى حق تنفيذ حصص آخر فحقق ربحا مقداره ( 14 ) مليون دينار أما أصغر الاسماك فقد حصل على عطاء تنفيذ ( 204 ) شقق حقق منها ربحا مقداره مليوني دينار فقط لاغير.
والدليل على الارباح الفاحشة أن كبار حيتان المشروع قاموا بشراء حقوق تنفيذ حصص بعض الاسماك الصغيرة حيث باع ثلاثة من المقاولين حصصهم الى الكبار مقابل مبالغ مالية مقطوعة أو مقابل عشرين الى خمسين دينار لكل متر .
آمل أن يقرأ معالي وزير المالية هذه الاسطر فيبادر الى فتح ملف ضريبة الدخل المتحققة على منفذي مشاريع سكن كريم فكل فلس يتم تحصيله على تلك الارباح الفاحشة يساهم في العيش الكريم المنشود ويعتبر بينة على سوء الادارة في احالة تلك المشاريع وربما فساد محتمل .