شارك الفنان راغب علامة بصفته سفيراً للنوايا الحسنة في غرب آسيا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مؤتمر «غشيرا» الدولي الثامن، الذي عقد في جامعة الروح القدس الكسليك في لبنان تحت عنوان «الجامعات في مواجهة التحديات العالمية: سلامة الغذاء واستدامة البيئة في خدمة الصحة البشرية»، حيث ألقى كلمة في المناسبة دعا فيها «الى وجوب المحافظة على الكوكب الوحيد الذي لدينا»، واعتبر «أنّ مساعدة الفقراء والمحتاجين من أجل الحصول على الطعام والتغذية هي ثقافة يجب أن يتعلمها الجيل الجديد»، وهنا حضّ علامة الطلاب والشباب العرب الى المحاربة من أجل «اللاحرب»… لانّ ما ينفق على الحروب هو الذي يجعلهم من دون علم ومن دون طعام»، وأعرب «عن تخّوفه من التدهور الخطر الذي يطال البيئة والذي يصعب علينا إيقافه في مرحلة لاحقة إن لم نسرع في المعالجة».
وشارك في أعمال هذا المؤتمر، الذي يعقد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا 17 دولة وهو من تنظيم كلية العلوم الزراعية والغذائية في جامعة الروح القدس والاتحاد العالمي لرابطات التعليم العالي للعلوم الزراعية وعلوم الحياة.
وتمّحورت مواضيع المؤتمر حول كيفية إطعام وإشباع 9 مليارات شخص بحلول العام 2050 من دون تدمير البيئة، علماً أن هناك ما يوازي 2000 من الأولاد يموتون يومياً من الفقر وسوء التغذية.
على صعيد آخر، ومن لبنان الى واشنطن لبّى علامة الدعوة الشخصية التي وجهتها إليه جامعة «جورج واشنطن» من أجل القاء خطاب في حفل تخرّج طلاب الماجستير في كلية الاقتصاد والتجارة، وهي تعتبر اول دعوة من نوعها لشخصية فنية.
فألقى خطابه الذي ضّمنه قصة نجاحه إذ شدد على «أن السبب الحقيقي لوجوده في هذا الحفل هو هذا النجاح الذي اعتبره مثل الحلم»، ومما قاله :»قصتي، قصة حلم جميل راودني منذ الصغر، لم أكن أعلم إن كنت سأحقّق هذا الحلم لأن دخول عالم الفن كان يعتبر من المحرّمات في عائلتي ومجتمعي.
لا زلت حتى اليوم أذكر كلام والدتي عندما كانت تسألني ما إذا كنت جاداً في كل شيء من حولي من أجل الفن والموسيقى وكانت دائمًا خائفة من رّدة فعل المجتمع والناس. لا شك أيضًا أن وجودي معكم سببه سلسلة من النجاحات حققتها خلال مسيرتي الفنية والعملية خدمة للمجتمع والوطن اللذين انتمي إليهما، هذا الوطن الذي ذاق طعم الحروب طوال السنوات الماضية، والذي حوّلته السياسة الداخلية والخارجية إلى ساحة صراع للمتآمرين على السلام والأمان.
من المؤسف جدًا اننا أمّة تتصدر عناوين الأخبار بسبب مشاكل سياسية لدول أخرى، هذا البلد الصغير بمساحته، الكبير بمضمونه. ولكن لا شك أن وطني لبنان هو وطن قوي ودائمًا يلملم الجراح ويعود أقوى من السابق. لبنان مورد للأدمغة في كل المجلات العلمية والأدبية إلى كل بقاع العالم».
وتابع علامة «عندما بدأت مشواري الفني وجنيت المال لم أفكر في شراء السيارات والمنازل الفخمة بل انشأت مدرسة. مدرسة تخرج سنويًا أكثر من ألفي تلميذ، كما أنها الأولى لبنانيًا التي أسّست طابقًا كاملاً مخصصًا لذوي الاحتياجات الخاصة.
وكنت حريصا جدًا على أهمية العلم واصرّيت على أخوتي لإكمال تحصيلهم العلمي. العلم هو مفتاح النجاح في المجتمع، كنت وسأستمر في نشر العلم في المجتمع».
وختاماً منح عميد الجامعة جورج جبور درعًا للسفير راغب علامة تكريمًا له ولعطاءاته ونجاحاته طوال الثلاثين عامًا الماضية كما على الخدمات الاجتماعية والإنسانية التي قدّمها للمجتمع والوطن.