أخبار البلد- خالد الزبيدي
يرى البعض ان ارتفاع اسعار اللحوم والدواجن في مطلع الشهر الفضيل ناجم عن زيادة الطلب، وهذا التوصيف غير منطقي وغير حقيقي، فالاسواق الاردنية لم تتفاجأ بشهر رمضان الذي نبتهل لله عز وجل ان يبلغنا الشهر الفضيل، فالجهات الرسمية والقطاع الخاص اشبعونا تصريحات واعلانات مفادها ان المخزون الغذائي مطمئن، وان التجار استعدوا لمواكبة الطلب، وتم الكشف عن دراسات ومسوح ( خفيفة ) مفادها ان اسعار السلع انخفضت، وان الامور عال العال، اما ارباب الاسر يكتشفون الحقيقة المرة عند الشراء، ويعتمد تجار انماط تسويق مضللة وان كانت قانونية، منها تخفيض العبوة من كيلو غرام الى 800 غرام، دون افصاح كاف، وتحميل المستهلك المسؤولية لمساهماته في زيادة الطلب الذي اخل بالسعر.
اسعار الخضار والفواكه ارتفعت رغم صعوبات التصدير، كما حلقت اسعار اللحوم البلدية والمستوردة، والسبب الحقيقي هو محاولات شركات تجارة المواشي واستيراد اللحوم تحقيق ارباح مبالغ فيها خلال الشهر الفضيل، ويتم ذلك بتحديد الاسعار فاللحوم الحمراء والدواجن متاحة، لكن الاسعار غير منطقية حيث تم رفعها من قبل المستوردين الكبار، وهنا يمكن اطلاق توصيف لهذه الحالة بممارسة الاحتكار او شبه كارتيل احتكاري في سوق اللحوم، وهذا السلوك بعيد كل البعد عن اليات العرض والطلب في التأثير على الاسعار.
طبيعي ان ترتفع الاسعار في مناطق غرب عمان، نظرا لكلف المستثمرين من الايجارات ورواتب ونوعية السلع المعروضة، اما ان ترتفع الاسعار في المناطق الفقيرة والارياف والمحافظات فهو امر غير طبيعي، ويؤكد ان هناك محاولات صعبة لرفع الاسعار وتحقيق ارباح غير عادلة، دون الالتفات الى الخطط والاجراءات للجهات المسؤولة عن الاسواق من الصناعة والتجارة والبلديات، اي هناك تجاوز على القوانين وحقوق الناس في العيش.
المبالغة في رفع الاسعار الى مستويات مصطنعة قد يوفر ارباحا مؤقتة لتجار، الا انها تؤدي الى اضعاف حركة السوق خلال الاسابيع القادمة، هذا السلوك التجاري يكاد يصبح عرفا في اسواقنا، معظم التجار يبالغون في رفع الاسعار، وجمهور المستهلكين يفتقرون للرد على التجار والدفاع عن حقوقهم في عيش كريم، وهنا سؤال يطرح... ماذا لو امتنع نصف المستهلكين عن شراء اللحوم والدواجن لثلاثة ايام ما الذي سيحصل؟، الجواب ستكون النتائج مدهشة ولن يقدم تجار اللحوم على مد اياديهم في جيوب المستهلكين...السوق بحاجة لقوى ضغط اجتماعي استهلاكي تقوّم تغول البعض على قوت الناس.