أخبار البلد - فايز شبيكات الدعجه
يؤكد الحديث الصريح لوزير الداخلية سلامه حماد أمام نخبة من النواب ،وإعرابه عن القلق من التنامي المثير لتعاطي وتجارة المخدرات . يؤكد الحديث حقيقة مؤسفة واحدة ، وهي حجم التضليل الإعلامي الكبير الذي طالما كان ولا زال يتغنى بأن الأردن ممر وليس مستقر للمخدرات ، ويؤكد بذات الوقت زيف الانجازات والإحصائيات الجنائية الخادعة التي كان يتم الإعلان عنها عبر بيانات صحفية متلاحقة لإخفاء الرقم الجنائي الأسود وتوجيه أصابع الاتهام لمن كان يشكك في صحة تلك الأرقام والبيانات او يتحدث عن المبالغة بوصف بحجم الانجاز .
الكره الآن في مرمى مدير الأمن العام الجديد ، الذي لا نشك أبدا بقدرته على تنفيذ برنامجه الطموح الذي كشف عن محاوره الأساسية لمعالجة مشكله الجريمة ، ومنها المخدرات بطبيعة الحال وفق توجهات نوعية جديدة تتسم بالواقعية والشمول .
ستحدد الفترة القادمة أهمية تصريحات المدير ، واختبار قدرته على تنفيذ محاور البرنامج بما تنطوي عليه من تغييرات إصلاحية تنحصر في الوقاية من الجريمة أولا، ثم ضبطها بعد وقوعها ، وتطوير عمل المراكز الامنيه، و.يجب ان تجد التوجهات الجديدة طريقها الى النفاذ حتى لا توصف بأنها قيلت على سبيل الاستهلاك الإعلامي المعتاد.
ستبدد محاور الخطة مخاوف الوزير، وستخفض كما قراناها وقدر لها الاستمرارية والنجاح ، خفضا حقيقيا ملموسا نسبة جرائم المخدرات والسرقات وسرقة السيارات والاعتداء والبلطجه والزعرنة باشكالها المختلفة .
نتوقع كل هذا بحذر شديد فمن سابع المستحيلات التقدم خطوة واحدة في ظروف الترهل الحاليه ، وربما سيجد الباشا نفسه أمام تحديات كبرى، وان علية قلب بعض الأمور التنظيمية والإجرائية رأسا على عقب ، وفي مقدمتها إعادة توزيع القوة ، لأن نسبة العاملين في مكافحة الجريمة ألآن لا تتجاوز 10% من مجموع العاملين في الأمن العام ، موزعين على النجدة والدوريات الآلية والراجلة والبحث الجنائي والمخدرات ، وهي الأجهزة المعنية بالتحكم بمعدلات وقوع الجريمة ، فيما تتوزع النسبة ألكبري من القوة علي وحدات لا صله لها بالجريمة ، وتعمل في شتات الأجانب والحدود والسير والترخيص والشرطة المجتمعية والعلاقات العامة والبيئة وشؤون الضباط والأفراد والصيانة والتخطيط والعمليات والأبنية ، وغير ذلك من الإعمال المكتبية التي تنهي أعمالها في ساعات ما بعد الظهر، حيث
بيد ان التحدي الأكبر هو تنفيذ الخطة بالإمكانيات الحالية فقط وصعوبة توفير الدعم الإضافي في ظل الضائقة المالية التي تعاني منها موازنة الدولة ، وفي الصدام مع الكبار ، وكيف سيكسب الصراع معهم خاصة اذا ما حاول لم شمل القوة وتقليم الجهاز للتخلص من الوحدات الزائدة والدخيله ، ومن مخلفات الأمن الناعم والشامل ، لتعمل القوة صفا واحدا كالبنيان المرصوص في مكافحة الجريمة، ليبقى الأردن واحة امن واستقرار ويطمئن الوزير .