أجلس كل يوم نفس الجلسة ، أمسك نفس القلم ونفس الأوراق ، احتسي قهوتي بنفس الفنجان وأحاول ان أكتب مقالا ، فمنذ مدة وأنا منقطع عن الكتابة ، ألملم فكرة من هنا وفكرة أخرى من هناك ، فتتلاشى الأفكار على صوت سارة وضحكها حينا وصراخها حينا آخر.
أمزق الأوراق بغضب وأرمي القلم بكل ما أوتيت من قوة ، فتعيده إلي سارة بضحكتها العفوية ، فأقنع نفسي بأن سبب عدم الكتابة هو ضياع الأفكار وأحمل سارة السبب.
وأخفي سرا عن ذاتي بأن القلب قد شاب وهرم وأن الأفكار باتت عصية ولم تعد الكتابة تستهويني فلا أحد يقرأ ومن يقرأ ربما لا يعي ومن يعي لم يعد يهتم ، فحجارة الرحى تدور متجاهلة أنين الحب والقمح وسفينة العمر تمضي شئنا أم أبينا رغم كل الأمواج المتلاطمة والتي لا ترحم.
تركض سارة لتحضر القلم المرمي على بعد أمتار وتطلب ورقة ، فترسم "خرابيش" تشبه الواقع وترسم خطوطا متداخلة لا تشبه شيئا إلا يومنا المفعم بالأخبار والعجائب.
أترك وقاري على الطاولة أحملها وألعب معها ، نتراكض وأقتطع معها نصيبا من الفرح الذي لم نعد نراه إلا في عيون الاطفال وعيونها.
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com