ما قامت العلاقة يوما من الايام بين الحاكم والمحكوم على ارض هذا الوطن الغالي الا على اساس الاحترام المتبادل ودوماً كان وما يزال يعيش فوق هذا التراب الغالي من يحترم الكبير ويحنوا على الصغير ويغيث المكروب ويعين على نوا ئب الدهر آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر منذ الرعيل الاول من ملوك الهاشميين إلى يومنا هذا .
الاردنيون من ابناء هذا التراب الغالي ما كانوا يوماً – حكاماً او محكومين - باسهم بينهم شديد ... بل يجير عليهم اصغرهم ويسعى بذمتهم ادناهم ... واستمرت السفينة تبحر باهلها وعمّارها وبحّارتها وقبطانها متوكلة على الله ومستندة إلى مبادىء من الحب والاحترام والتسامح ... مبادىءٌ راسخةٌ موروثة وليست دخيلة او مصطنعة وهذا ما يفسر استمرار سير السفينة رغم تعثّر الكثير من البواخر والبوارج حولها .
واليوم تبحر السفينة فوق امواج بحرٍ هادرٍ ويستقلها مع الاردنيين اخوانٌ لهم لجأوا من هول القتل والتشريد الذي نتج اما عن عسكرة العلاقة بين الحكومات والشعوب او عن التطرّف والتكفير والارهاب الذي من احد اسبابه تلك العلاقة (البوليسية ) المشوّهه بين الحكومات والشعوب والذي وقعت بموجبه بعض دول المنطقة بين سندان فقدان الحكومات لشرعيتها او وقوع الكثير من المجموعات الشعبية فريسة لحركات التطرّف والارهاب والتكفير التي يبدوا ان لها من اصحاب المصالح والاطماع من يساندها ويصب الزيت على نيرانها الملتهبة .
نسأل الله ان لا يقع هذا الوطن الغالي بين ثنائية فقدان الشرعية او التطرف والارهاب ونأمل بانفسنا ... اردنيون من شتى الاصول والمنابت ان نكون عند حسن ظن الوطن بنا وكما عودتنا تلك الارض الطيبة -أمّ الاردنيين جميعا – واعتادت منا ان مشاكلنا الداخلية ان وجدت انما تحلُّ في مجالس الرجال من اهل الرأي و الحل والعقد وليس من فوهات البنادق التي يجب ان تظلّ مذخورةً لحماية هذا الوطن الغالي .
تتطلع اعينُ الاردنيين صوب المزيد من التنمية والتطوير للحصول على مؤسسات مدنية دستورية قادرة ان تضرب على ايدي تلك الفئة القليلة وبعضها من غير اهل هذا الوطن التي قد تحاول خرق السفينة تطرّفاً منها او عدواً بغير علم لاننا ان لم نفعل ذلك غرقوا وغرقنا جميعا ....
صالح ابراهيم القلاب