كم هي صعبه حقيقتكم الرثه حين يكتشفها الجميع
ليبرز قبحكم شيئاً فشيئاً في لفافة مليئة بأشباهكم , مع لفيف من المومياءات
المتحربنة التي تبرز من خلفها مسوخات انثوية متلونة في صور مختلفة , وثعالة لا
تعرف سوى الاصطياد و المكر والتدليس على رجال كان لهم عند الجميع مكانة العظماء .
نكتشف وللاسف ان الأقنعة لم تعد تلك التي وضعتموها على وجوهكم مع أنها تزيد
إلى طهركم الذي انقرض من حيلهن , بل لم تعد بمقدورها أن تواري سوءاتكم واندثار
أخلاقكم.
كم كرهنا سيرتكم المختبئة بالسراديب والأقبية , وملتكم المروءة والقيم
وأنتم تلوكونها في طريقكم إلى مجّها, حين يقطن تحت معاطفكم الرثّة خواؤكم المعهود
ولا شيء أكثر.
لم أعهدكم في تأليه ذواتكم وأكثرتم من نفش أجنحتكم الموبوءة حتى خُيلت
تفاهتكم فضيلة تستحق الثناء , وتنظيركم مثلبة تفاخرون به على رؤوس الأشهاد ,
تنادون بالانفتاح الحضاري وأنتم ممسوسون بغرائزكم , تُفاخرون بالماكرات وسارقات
القلوب تبعاً لغرائزكم وشهواتكم وتحشرونها باسم التحرر والتفسخ , و تمقتون ممارسة
الرذيلة باسم الأخلاق وتقبلون على انفسكم ركب جيادها باسم غير اسمكم المعلن ,
وتصمُّون آذاننا بنبذ العلاقات غير الشريفة والجنوح المضرب إلى محاربة الخائنات في
مكان وتدبجون نفثكم في حق خاطفات الرجال في مكان آخر.
التفافهن في منظوركم قداسة تُغتفر، وتقربهن مسألة فيها نظر، وتبقون في صمت
مطبق وصيام عن القيم والفضيلة المعهودة , ونسيتم قداسة خطاباتكم الفكرية وتمجيدكم
من لا يستحق التمجيد منهن وتنعتون من يقوم بها بكل الأوصاف وأنتم ترفعون شعاراتكم
الرثه في اماكن وجودكم وتعصبون بها رؤوسكم وتدعون الفخار .. أيّ عقليات تلك التي
مُنيتم بها؟ وأي منطق تقنعون أنفسكم به وأنتم تسافحون كل ذلك التناقض؟.
بأفعالكم وعلاقاتكم المخبوءه تلك تحرسون كيدهن وتثنون تربص مكرهن , ورب
العزة في علاة قال " ان كيدهن عظيم " فتخليتم عن قيمكم لما فيه شيء من
القبح الممجوج واتبعتم غرائزكم الهوجاء في موضع يبرع في التبرير لعلاقات استحوذت
على عقلكم وتفكيركم وسمعتكم وانتم لا تعلمون .
انتظرنا ان يصيبكم شيء من الحياء أو أن يتمعّر وجهكم خجلاً من المختبئات من
وراء حجاب , فكم هو مقلق ومثير حين نظن بكم العلو فتتساقطون بيد المراهقات وتتخذون
منزلة لا يطاولها أحد، وما اردناها لكم البته .. لتجدكم ما زلتم تختبئون في
مستنقعٍ من النرجسية والخواء , لكنكم ستسقطون وتصبحون عجزة عن انتشال ذاتكم من
أناتها المستفحلة وبابويتها ضاربة الجذور في أعماق نفوسكم وتبقوا صديهن الثمين .
وأخيرا فان رسالتي لمن ارتضت على نفسها الرخص .. متى ستكفون عن صيد اكناف
المسؤولين والتذلل في ردهان اقبيتهم و لا تتوانوا عن ذلك الطريق بمعاكساتكم
الرعناء ، ولتعلمن ان اقنعتم باتت مكشوفة و إن الطريق الذي تسلكونه محفوف برذيلة
واضحة ، و إن ما تقمن به هو اساءه لكن ولأخلاقكن وسمعتكن ولمن عرفتموهم فعلاقاتكن
باتت واضحة لان ما يشوبها الا التهويشات والإيغال للنفوس بقضايا تمس الاخلاق ..
فكفاكم اصطياد للاشراف وكفاكم مراهقة .
تخلوا عن بث طعمكم الرذيل فقد باتت سنارتكم مكشوفه واتركوا مهماتكم
السخيفة, فانتم لا نجيدون سوى التجديف على الرمل وذر التراب على العيون لتغطية من
انكشف من عوراتكم.
واعلموا أن الجميع سيصمت بانتظار نهاية نزقكم في أحد الدهاليز المظلمة التي
تقبعون بها حين لن يكترث بكم أحد.. لأن أحداً لم يشعر بوجودكم حتى يتأثر بزوالكم
.. والله يعلم ما لا تعلمون