أخبار البلد - قادتنا الصدفة لمشاهدة فيلم عربي مصري إسمه أرض النفاق وهذا الفيلم كتبه الروائي الكبير يوسف السباعي عام 1949 ، وكان من بطولة الفنان فؤاد المهندس والفنانة شويكار .
يتحدث الفيلم أو الرواية عن شخص وفي الفلم هو فؤاد المهندس بأنه غير سعيد بحياته الزوجية والعملية ، فتقوده الصدفة الى دكان يبيع حبوب للأخلاق الجيدة والأخلاق القبيحة وللنفاق والكذب وغيرها من الحبوب التي تهتم بسلوكيات الحياة السلبيه منها والايجابيه .
يطلب المهندس من البائع عدد من حبات الأخلاق القبيحة ليستعملها بحياته ولكن البائع قال له بأن هذه الحبوب التي تعطي الأخلاق القبيحة قد نفذت من أول يوم أحضرها ، لا بل أضاف البائع أن الناس وقفت بالدور لشراء هذه الحبوب .
( وهي رسالة هنا أن الناس أخلاقها أصبحت بالحضيض ) وعندما لم يجد المهندس حبوب الأخلاق القبيحة قال للبائع أعطني حبات من الأخلاق الجيده، وأخذها وشربها ولكنه خسر كل شيء في حياته بفعل سلوكه واخلاقه الحسنه ، ( وهي رسالة بأن الناس لا ترغب بالأخلاق الجيدة وما ينتج عنها من قول الصدق وعدم النفاق ) .
ولكن سرعان ما عاد المهندس الى البائع طالباً حبوب من الأخلاق القبيحة ، وفعلاً اشترى منها واستعملها فبدأ ينافق ويكذب وهذا ساعده أخيراً على استرداد وظيفته التي خسرها سابقاً بفعل أخلاقه الجيدة لا بل تولى أرفع المناصب بفعل أخلاقه القبيحة ونفاقه .
تخيلوا معي هذا الفيلم والسيناريو كتب عام 1949 أي قبل 66 عاما ويتكلم عن سوء الأخلاق والنفاق والغش والخداع ، فما رأيكم ونحن في عام 2015 وبوجود هذا التطور التكنولوجي في وسائل الاتصال والانفتاح الفضائي أين تكون قد وصلت الأخلاق!!؟؟ .
تعرف الأخلاق وهي جمع خُلق بانها مجموعة من الصفات النفسية وسلوكيات الإنسان التي ينتج عنها الخير والشر ، وأسأل أين الأخلاق اليوم في المجتمع وكل الديانات السماوية تحث على الأخلاق وتنهى عن قبحها ومع ذلك لا نرى إلا الأخلاق السيئة سلوكاً وتفكيراً هذه الايام والعجيب الغريب ان الكل يتحدث في المجالس وعلى مواقع التواصل الإجتماعي عن الأخلاق وعن القيم .
الكذب والغش والنفاق شعاراً يرفعه معظم الناس حتى يصل الى مصلحته المادية أو المعنوية ، لم تعد هناك تربية ولم يعد هناك تعليم ولم تعد هناك أخلاق تحكم سلوك الناس .
تذهب الى البقال يغشك تذهب الى المطعم يغشك تذهب الى اللحام يغشك تذهب لتصليح سيارتك يغشك تذهب الى الطبيب يغشك ، لم نعد نرى إلا نفاق وكذب وغش وأخلاق سيئة ، الرجل لا يفكر إلا بغريزته الحيوانية بدون أخلاق والمرأة لا تفكر إلا بمن يكذب عليها وينافق لها ويمتدح جمالها وجسمها الفتان وفي الحقيقة بعضهن كان مشروع رجل .
ارحمنا يا الله بعظيم رحمتك وإغفر لي ولهم فعلامات الساعة من هنا تبدأ وأنهي بما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي قبل 80 عام عن الأخلاق بهذه الأبيات :
انما الامم الاخلاق ما بقيت.... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه … فقوّم النفس بالأخلاق تستقم
إذا أصيب القوم في أخلاقهم … فأقم عليهم مأتماً وعويلاً
فالأمم تضمحل وتندثر إذا ما انعدمت فيها الأخلاق،
فساد فيها الكذب والخداع والغش والفساد
حتى ليأتي يوم يصبح فيها الخلوق القوي الأمين... غريباً منبوذاً لا يؤخذ له رأي،
ولا تسند إليه أمانة، فمن يريد الأمين في بلد ...عم فيه الفساد وساد فيه الكذوب الخدّاع المنافق!!!!!.