اخبار البلد- خالد عياصرة -لمؤرخ الإسرائيلي.. توم سيغيف قال في حوار مع دير شبيغل الألمانية ان( ثورة واحدة في الأردن تخدم إسرائيل،وأن الإطاحة بالنظام الملكي الفاسد الأردني سيكون فرصة مثالية لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني،أنه يمكن عندئذ أن تكون الضفة الغربية والأردن متحدين وهناك بالفعل الأغلبية الفلسطينية في الأردن، وهناك ما يكفي من الفرقة والاختلاف. ومن شأن ذلك... أن يكون أفضل لنا.
ماذا نحن فاعلون إلى أين نسير ؟
قصة الاعتصامات،بدأت في الأردن قبل أي دولة عربية أخرى،لها أسبابها،منها ما هو معلن،وكثيرا ما هو مضمر،منها ما هو وطني،ومنها ما هو مرتبط بملفات شرق أوسطية صهيوامريكية تهديميه تخربيه.
هناك دوما حقائق مره،لابد من التعامل معها بعقلية منهجية،عمادها التروي والاحتواء البناء،لا التسرع والانجراف الهدام.
على أحداث الجمعية الغريبة، أغرقتنا،عنفاً حقدا،تجييرا،اتهاما،إساءة،ونتائجاً.
المتظاهرين،بغض النظر عن ماهية انتماءاتهم وأفكارهم،من كلا الطرفين،يستحقون التحية والثناء،لكن هذا لا يمنعنا من قول الحق،كل الحق بوجه من تخطى الحدود وتعداها،بل واستغلها كما اعتاد من ذي قبل،ليصيب الأمن الوطني والمجتمعي،لا بهدف ماهيته بل لضربة والبناء عليه.
الغريب في الأمر،هو كمية الحقد المسفوح بين كلا الطرفين ضد بعضهما،الحقد والعنصرية التي تم زرعها في النفوس صبت حممها على الأردن،هذا للأسف نتيجة واقعية، واقعية بمكان لا نستطيع إنكارها،قادت الأجهزة الأمنية الاستخدام القوة حفاظا على هيبة الدولة.
وزيادة للتوضيح نقول:إن اعتصام شباب 24 آذار،قبل صلاة الجمعة،كان غير اعتصام الشباب بعد الصلاة،فقد اختلفت الوجوه،وتم الانقلاب على الاتفاقات،انزل العلم الأردني،وخلط الحابل بالنابل وزاد من الصورة تعقيدا خاصة بعدما جاءت إضافات منظمة،أنكرت تواجدها،زرعت الفتنه وكان فأنبتت اضطراب.
نتائج لم تكن زهرا ربيعا يانعا،بقدر ما كانت زوانا اسودا قاتماً،جيرت وعي الشباب المبني على رياح التغيير،التي هبت على المنطقة العربية،لصالح الإخوان المسلمين القادمون كما هي العادة في نهاية العرس.
بالطبع - نحن – لا ننكر حقوق الشعب التي اقرها الدستور تظاهرا،ومطالباً،وحقوقا،بكافة الوسائل السلمية التي لا تقوم على العنف،والعنف المضاد،لتعكس صورة حضارية،لا لبس فيها.
أما أن قاد التظاهر والاعتصام إلى تهديد أركان الدولة،وعمل على ضرب منسوجها الاجتماعي الترابطي،فان الأولوية تصب في اتجاه منعها،لحصار أثارها،وهذه حقيقة لابد من التعامل معها بمنتهى الجد.
القصة ليست مع او ضد،تكذيب او تصديق،ولاء وانتماء،معارضة وأجندة،لكن القصة التي أقف عند حدها،هي عين اعتصام هو الهدف منه،والنتائج المترتبة عليه،ومدى توافقها،فان كانت في صالح الشعب كنا في إطارها لها،وان كانت ضد الشعب كنا خارج سياقها الجارف.
هذا ينطبق على اعتصام دوار الداخلية،الذي فتح علينا أبوابا جهنم محليا ودوليا،قادت إلى شجن الأجواء وتسميمها،بحيث لم يقصر أي طرف من الأطراف،في زرع رؤياه لإسقاط الأخر،النتيجة تشويه صورة وصبغها بالدم،وأضحى شماعة للاستمرار.
الاستعجال،السمة الأبرز في الأحداث،جاء نتيجة سوء في أدارة الأزمة من قبل الطرفين،أن كان من قبل شباب حركة 24 آذار الذين سقطوا في شراك غضاضة التجربة والأعداد والاختيار والتوحد حول المطالب،او من قبل الحكومة،التي لم يتسع صدرها وضاقت ذرعا بالحراك،فسارعت لاتخاذ اجراء وجدته مناسبا،لكن هذا الاجراء كلفها وكلف الأردن غاليا،النتيجة من كل هذا هي تلاشي المطالب والرؤية والروية .وإحلال الصمت الذي خيم على الجميع.
احد أهم نتائج التسرع، كان صرف انتباه الرأي العام الأردني عن الإصلاح الذي خرج من اجله والذي كون من اجله كذلك لجنة الحوار الوطني تلك التي أصيبت بمقتل بعد استقالة عدد كبير من أعضاءها ،النتيجة حملت تساؤلات وإشكاليات وعواصف وانزلاقات كبيرة خطيرة تقوم على أفكار فتنيه تعمل على استعداء الشعب وضربة ببعض أولا،إرضاء لأصحاب الأجندة الداخلية منها والخارجية. واستعداء الشعب للأجهزة الأمنية،التي تحولت أثناء الاعتصامات بنظر طرفي الاعتصامات إلى (مع او ضد )،ليدخل في دهليز تخلي الأمن وفق نظرة (ضد)لصالح(مع)عن حياديته باعتباره جاء ووجد لحماية الشعب كل الشعب لا جزء منه.
انزلقنا أكثر،دولة شعبا حكومة نوابا قادةً،هذا الانزلاق جر الجميع صوب الاستعجال، في الحكم كما في التعاطي مع المشكل،لذا هرول البعض لا للمطالبة بإسقاط الحكومة الأردنية او إقالتها فقط بل الى تهديد أجهزتنا الأمنية وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة وكان القضية عند البعض أسلوبا تسلية صبيانية،تسقط من تشاء وترفع من تشاء.
هل يوجد جنونا أكثر من ذلك،هل يريدها - الجميع- عراقا ثانية وفق أسلوب (بول بريمر)،هل تريدون حل الأجهزة لبسط سلطانكم ومشاريعكم على دولة وشعب ليسا بمستعدين لهما.
الأحداث باتت حدا فاصلا،وفق سيناريو مأساوي قائم على تحديد الخطى والخطاب،حتى ان اتسعت المظاهرات والاعتصامات،نتيجة الفرق بين اليوم فالأمس،الأمس قال الجميع بما يريدون،دون خوف او وجل او إساءة إلى الاردن،الدولة والشعب والقيادة،أما اليوم الأمر اختلف،حيث التظاهر مقرون بالخوف والحرية المعجونة بالتهديد،هذا ينطبق على المعتصمين كافة،بوعي وبغير وعي.
ألا يعلم هؤلاء،أن الزج بالأجهزة الأمنية واعتبارها طرف في المعادلة سيقود ضربها بالشعب،أليس هذا كفيل بنبذ هؤلاء،هنا وهناك مهما كانوا.
في النهاية سأقول:أن استقرار الأردن معقود باستقرار أجهزته الأمنية،وتقويتها لا حلها وتهديدها،وفق مطالب قصيرة النظر،أليس استقرار الأردن أولى من هذه التحركات،إضافة إلى ألم نتربى على أن أجهزتنا الأمنية بكافة تشكيلاتها،هي درع الوطن،وهي خط احمر،لا يجوز الاقتراب منه.
هل ثمة فرق أم تشابه،بين المطالبين بحل جهاز المخابرات،وبين الزرقاوي الذي خطط لتفجيرها؟؟؟؟
هل بات حب الأردن جريمة يعاقب عليها؟
هل بات ولاءنا لجلالة الملك جناية تستوجب الطرد من رحمة البعض ؟
اسئلة
اترك الإجابة للقارئ الكريم.
الله يرحمنا برحمته .... وسلام على أردننا الهاشمي ورحمة من الله وبركه
Khaledayasrh.2000@yahoo.com