تُهنا بين الأصيل والدخيل
- الخميس-2011-03-28 06:19:00 |
أخبار البلد -
آن أوان الرحيل.........
لقد كان حادث فك الإعتصام من ميدان جمال عبد الناصر يوم الجمعه حدّا فاصلا بين التهوُر والحكمة خاصة ان الحكومه كان لديها سببين لعدم الإتجاه نحو العنف في حل الموضوع أولهما تعليمات جلالة الملك للحكومة ولمدير الأمن العام للمحافظه على حياة المواطنين وثانيهما تجارب دول أخرى في مواضيع مشابهة .
وقد كان عدد المعتصمين ليس كبيرا ويمكن التعامل معه بأسلوب أسهل وإعطاء البدائل الممكنه من حيث الموقع أو الحركة وقد قال رئيس الوزراء ووزير الداخلية انه تم الحديث مع امين عام جبهة العمل الإسلامي بدون فائدة ومع ذلك كان يجدر إعادة المحاولة عدة مرات معه ومع غيره لإنهاء الإعتصام أو تغيير المكان .
وقد وصف سمو الأمير الحسن هذا الحدث بالمؤلم والمخزي كما انتقد إحضار الباصات من الجنوب وكأنها على كبسة زر .
إن ما يخفف عن الناس جزءا من عذباتهم هو خطاب جلالة الملك والإجراءات التي يأمر بها الحكومة .
إن شعور الناس بضرورة تحسين معاشهم بتخفيف التكاليف عنهم وفتح فرص عمل وزيادة الرواتب إذا لم يترافق مع نشر العدالة والمساواة واجتثاث الفساد من جذوره ومحاكمة الفاسدين والمتورطين معهم ومحاسبتهم وإعادة ألأموال لخزينة الدولة وتعديل سلّم الرواتب بحيث يكون قريبا للعدل والمنطق وتخفيض رواتب الدرجات العليا لن يكون هناك هدوء في البلد .
والمواطنون في الأردن متفقون على أمرين أولهما هو ألإخلاص للقيادة الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله وثانيهما أن الفاسدين نهبوهم أموالهم وحقوقهم في التعيين والتعليم والصحه ويجب كشفهم والقصاص منهم وأصبحواهم الجماعه الأقوى في البلد لذلك يلزم وجود حكومة قويّه نظيفة يساندها الجيش العربي الأردني وألأجهزة الأمنيه الأخرى بحيث يتم منع تحويل الفلوس المنهوبة للخارج ويمنع مغادرة المشتبه بهم من السفر وتباشر السلطات المختصه وخاصة هيئة مكافحة الفساد عملها بأقصى سرعة وطاقة لديها بعد رفدها بالكادر اللازم من محامين وقضاة ومعقّبين وغيرهم وقد آن الآوان ليتم فرز الموظفين من رئيس الوزراء ومدراء الأجهزة الأمنية والوزراء وغيرهم من هو القادر على القيام بتلك الواجبات دون خوف من احد ويضع مخافة الله بين عينيه ورضى مليكه وشعبه ومن لا يستطيع فقد آن ألآوان ان يرحل عن المهمّة لغيره.
وأما تلك الأسطوانة التي يعزف عليها البعض عند حاجتهم وهي الوحدة الوطنية بين مكونات الشعب الأردني الواحد شرقا وغربا جنوبا وشمالا فبلد المنشأ لمعظم المواطنين هو الجزيرة العربية كما قال سمو الأمير الحسن قبل يومين بحيث تُهنا بين الأصيل والدخيل فما مبرّر ذاك العزف احيانا .
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِل لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير) صدق الله العظيم
وقد قال المصطفى عليه الصلاة والسلام :"ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظلَّ تحت شجرة ثم راح وتركها" رواه البيهقي.
فالمواطن يُحاسب حسب إنتماؤه لبلده وإخلاصه لها والقيام بواجباته في العمل والتنمية والإنتاج وثم الدفاع عن الوطن في الخطوب فهويّة المواطن هو حسن إنتمائه ومواطنته نابعة من خضوعه لدستور الوطن بحقوقه وواجباته .
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 28/3/2011