اخبار البلد - عمر عياصرة
لا يختلف اثنان على أن الصحيفتين المأزومتين اليوم «الرأي والدستور» كانتا – على حد تعبير سميح المعايطة – تخوضان معارك الدولة وتدافعان عن السياسات وعن قرارات الحكومة.
هذه الحقيقة لم تمنع الدولة من السماح للأزمة البنيوية للولوج الى الصحيفتين والعبث باستقرارهما، الى الحد الذي يهدد وجودهما واستمراهما.
وهذا مقبول في ظل ان الحكومة سمحت لكثير من مؤسساتها ان تدخل الى بوتقة الازمة والترهل، فلم تقتصر القصة على الصحافة بل تجاوزتها لما هو أكثر من قطاع وجهة.
لكن ما لا يفهم أن تقف الحكومة مكتوفة اليد امام انهيار هاتين المؤسستين بينما تجد نفسها غارقة بروح المبادرة في ملفات اخرى كملف شركة الملكية الملتبس.
لا أدري كيف تغفل الدولة عن أداة من أدواتها الهامة؟ ولماذا تتجاهلها وهنا يأتي السؤال؟ أهو مجرد اهمال وترهل ام ان وراء الاكمة ما وراءها.
باعتقادي ان اهتمام الدولة بروايتها لم يعد كما كان في السابق؛ فالمجتمع اصبح اسهل ترويضا واللعبة الاعلامية تجاوزت الورق الى ما هو اوسع واعمق من ذلك.
كما ان فئات المسؤولين اختلفت عن السابق؛ فهناك من يرى «الرأي والدستور» مجرد شركات مساهمة تربح وتخسر وعليه يجب دعمها والوقوف امامها.
في النهاية ورغم كل الذي ذكرته من تبدلات ستصمد الصحيفتان وسيطغى منطق المضمون الداعم لرواية الحكومات، وسيأتي الدعم بعد تكسّر قوى لحساب اخرى.