خطوه الى الامام خطوتان الى الوراء
سليمان الصبيحي
لم يكن عبد الناصر أعلى الدوار ولم يكن سيد قطب يهتف داخله أ و يوزع المطويات على أنصاره ولكن يبدو بأن المسميات والتاريخ أرخى بظلاله على المكان والاحداث فحدث ماحدث وأنفجر االمكان واختلط الحابل بالنابل وسا لت الدماء الاردنيه العزيزه وأصبح تضميد الجراح من الصعوبه بمكان لاأقولها متشائما بل أقولها لان ما حدث لم يكن أمرا غير متوقع الحدوث بل كانت كل المؤشرات والدلائل تشير الى ذلك فالطرفان في الدوار يعرف احدهما الاخر جيدا ويعرف قدراته واساليبه وان نسيت حكومتنا او تناست بأن التلميذ ليس بالضروره ان يتبٌع اسلوب المعلم وقد يفوقه ذكاءا لقد كانت لعبه شد حبل ما بين المعارضه الاسلاميه والحكومه استعملت فيها اساليب جديده هي نوع من اللعب بالنار كان من المكن أن تخلق شرخا في النسيج الاجتماعي في المجتمع الاردني لولا عفويه الشعب الاردني واستجابته لدعوات الطرفين دون تمييز كان الشعب بصدق اكبر من الحكومه والمعارضه
لقد كانت احداث الدوار حركه مفصليه في التاريخ السياسي الاردني فلقد اضافت وبقوه تيارا جديدا على الساحه الاردنيه لايمكن تجاهله او اقصاءه وقفت الحكومه عاجزه عن فهمه وادراك مطالبه فبدا عليها علامات التخبط في التعامل مع الحدث وعدم نقل الصوره بالشكل الصحيح والزج بمسلمات ثابته عند الشعب الاردني في خضم الاحداث مما افقد الحكومه مصداقيتها لدى شريحه هامه من الشعب الاردني واثبت مقوله المعارضه بأن الحكومه تفتقر الى القدره على دراسه الشارع وحاله الاحتقان الذي يعيشه والقدره على معالجته من خلال النظر بعين واحده وعدم النظر في كل الاتجاهات وقد تجلى ذلك واضحا في عدم التاسق في الادوار في التعامل مع الاحداث والغياب التام لبعض الوزارات المعنيه واسترجاع الماضي بما يحمله من اتهامات واللغه الحواريه المتشنجه لقد كان من الممكن ان يحدث غير الذي حصل لو ان حكومتنا فكرت للحظه بان من اعتصموا في الدوار لايريدون الا الاصلاح ولا يمثلون لونا واحدا