أخبار البلد - جمال الشواهين
رئيس الوزراء من الجيل القديم وممن ينتمون الى حرسهم ومع ذلك لا ينطبق عليه وصف الديناصور ولو انه كذلك لغادر موقعه مبكرا باعتبار صاحب الملكية الفكرية للوصف. والحال لا يعني انه عصري الفكر والتركيب وانما امكانياته للتعامل مع المتغيرات من ادواته التحليلية وذخيرته ذاتها في مفهومه للسلطة. فمثل النسور لا يمكن ان يقبل ابدا التركيب الايديولجي للوزير خالد الكلالدة غير انه لا يمانع من ضمه للمشاركة معه على منسفه، ولو ان الداعي الكلالدة لما استجاب النسور ابدا وهنا يكمن الفرق.
التعديل الحكومي الاخير ليس مهما كما اي تعديل سابق، وهو اقرب الى حركة التنقلات من حيث الشكل والجوهر ولا يلام الرئيس طالما ليس هناك جهة ضاغطة باي قدر ليكون التعديل تركيبا جديدا للحكومة بمن في ذلك مجلس النواب الذي يعد الغائب الاكبر عن اعمال الحكومة رغم صلاحياته التي استقرت معه على اساس نظري. وما ينبغي ملاحظته منه انه تأكيد على استقرار سياسات الدولة ونهجها في التفاعل مع متطلبات المرحلة الراهنة بمستوياتها الداخلية والخارجية، وكذلك الرضى عن مجمل عمل المؤسسات الامنية والاستراتيجية باعتبار استقرارها ايضا على ما هي عليه.
هناك ما يمكن ملاحظته في الشكل العام للتعديل، فتولي عماد فاخوري للوزارة يمكن القول به انه تأخر باعتبار التوقعات له بالمنصب من قبل حكومة النسور نفسها، في حين يعد اختيار السيدة مجد الشويكة لمنصب وزيرة الاتصالات تطويرا نوعيا في بنية الحكومة ويسجل الفضل لمن اشار على الرئيس بذلك، فالسيدة حققت نجاحات باهرة في مواقعها التي تسلمتها سابقا في قطاع الاتصالات الخاصة، ومن اكثر من يدرك حيويته ومدى التفاعلات الاجتماعية والاقتصادية التي يخلفها على حياة الناس، والاكثر دراية بالشركات التي تحقق اكثر الارباح على الاطلاق. والاكثر اهمية فيها القدر العالي من الاستقلالية والثقة، وقد تشاركنا مرة بمؤتمر وطني كبير في البحر الميت وشاركنا في المجموعة واحد من كبار الديناصورات ولم تلتفت له وللأمر واستقلت برأيها لما قدمت افكارها ولما انتخبت ممثلا في اللجنة الملكية من المجموعة.