حينما أراقب مشهد الأجواء السائدة في المنطقة ، وحديث الشارع العام في الأردن وقد خيم اليأس والإحباط في وجدان الجميع من كل الإجراءات الحكومية ، وقرارات الحكومة المغطاة بقصدير الحق الذي يراد بها باطلا لا غير ، وطبيعة تصرف الحكومات السابقة ،وخاصة بعد أن يخلع الرئيس ويذوب الثلج وتتعرى التصرفات الحكومية ، وتقرا الصفحة ناصعة الوضوح، تتيقن مدى دهاء الحياكات الحكومية وما يجري خلفها من أهدف ماكرة .
لقد فهمنا بحسن النوايا أن مدونة السلوك التي أقرتها حكومة الرفاعي الابن جاءت لمعالجة أخلاقيات مهنية بعينها وليس المقصود منها محاربة قطاع بعينه وتشتيت العاملين به وقطع الأرزاق الذي يعني قطع الأعناق ، فالمثل قال قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ، وقد صدق .
تبين لنا بعد رحيل سمير أن أيامه كانت بحق لا قمحا ولا شعير وقد صدقت العرب فيما سبق على من سبق ولحق فذاك الشبل من ذاك الأسد بل فاق الشبل كل الأسود ، وكنا قد استبشرنا خيرا بالشبل فثبت أن الشبل ترك الدنيا خرابا بالتنفيعات والخراب ، وحجب اشتراكات الصحف ببضعة آلاف من الدنانير وباع مبنى واحدا – مبنى التنمية في الرابع – بخسائر بمئات الآلاف لنسيبه ، فاي تناقض وأي سذاجة وأي استغباء وأي استخفاف وحيل وألاعيب !
أضم صوتي إلى صوت المذكرة النيابية التي طالبت بإلغاء مدونة سلوك الرفاعي والتعامل مع القطاع الإعلامي من وجهة نظر اقتصادية ، على اعتبار انه قطاع يستوعب فئة كبيرة من العاطلين عن العمل وتعتاش عليه مجموعات كبيرة من العائلات كمصادر دخل رئيسة ،واشدد كما شدد ريس مجلس النوب فيصل الفايز على ضرورة مراجعة مدونة سلوك الإعلام التي أصدرتها حكومة سمير الرفاعي المقالة ، وقد أكد الفايز أن من واجب الدولة دعم وسائل الإعلام في القطاع العام والخاص وهذا لا يتم ألا من خلال اعادة الاشتراكات والإعلانات مشيرا إلى انه لو كان رئيسا للوزراء لدعم الإعلام الخاص ، كما وأدعو إلى مراجعة واستعادة مبنى التنمية في الرابع وإلغاء صفقته .
أعانك الله يادكتور معروف على المهمة الصعبة التي تواجهك في هذه الظروف الصعبة وأنت تتحمل أخطاء وزراء حكومتك السابقة وحكومات العم سمير وأخطاء السابقين فماذا سيصلح العطار مما افسد الدهر .