خيمة أمل
فقبل حوالي إحدى عشر عاماً، تم حرق سوق البالة الشعبي الذي كان يتوسط مدينة الزرقاء بالقرب من المخيم، والذي كان يأتيه جميع الناس من كافة أماكن هذه المدينة وما حولها، حيث أن الأسباب كانت واضحة تماماُ لهذا العمل آنذاك، فأنا أتذكر تفاصيلها وكأنه حدث بالأمس. وبيعت الأرض وطردوا جميع أصحاب (البسطات) والمحال التجارية من هذا المكان وتم استثمارها، وبعد فترة من الزمن تم تعويضهم بأماكن أخرى مقابل مبلغ لا بأس فيه من المال، حيث تبعد عن وسط المدينة ولا يأتيها إلا من كان قاصداً ذلك المكان، مما أدى إلى تدهور حالة البيع والشراء هناك.
المهم في الموضوع أنه وبعد فترة أخرى من الزمن بدأوا الباعة بالحبي والتوجه قدماً نحو المكان القديم بالقرب من (المخيم)، وتم بناء محال جديدة لهم بالقرب من المشروع الذي تم استثماره هناك في أرضهم الأصلية رأفة بحالهم ليستطيعوا إعالة ذويهم.
وبعد سنين هدم هذا السوق بجميع محاله ليقوموا ببناء ومد سكة من الحديد لمسار قطاراً جديد يصل بين المحافظات، وطال الانتظار لهذا المشروع، وعادوا أصحاب المحال بترميم ببسطاتهم وبناء (خيمة أمل) جديدة بدلاً من التي حرقت سابقاً لينصبوها كل في مكانه ليبيعوا ما يحتاجه المرء من هندام تحت خيمة تأويهم من أشعة الشمس الساطعة وسقيع البرد القارس.