بداية أؤكد تأييدي الكامل للمعلمين ومطالبهم المحقة بالنقابة وغيرها من الحقوق المهدورة التي تم الالتفاف عليها، وأن لهم الحق بسلوك كل الوسائل السلمية الحضارية التي كفلها الدستور.
ومن باب تغليب المصلحة الوطنية التي نحرص عليها جميعاً، وبالذات معلمي الوطن الأكثر إخلاصاً ووطنية وإنتماء وولاءً، وقطع الطريق على المتصيدين في المياه العكرة، الذين يحاولون شيطنة إضراب المعلمين، وتفريغ إضرابهم من مضمونه الشريف، فإني أتقدم بهذه المبادرة للجان المعلمين المختلفة المطالبة بنقابة المعلمين لتدارسها، لتخرس الألسنة السفيهة التي تسيء للوطن باتهامها المعلمين، لأن أية إساءة للمعلمين هي إساءة للوطن لأنهم ضميره الحي، وقلبه النابض، وجنده المخلصين.
وإذا كانت الحكومة لا تسعى لحل سريع وناجع لمطلب النقابة، وتتجاهل المصلحة الوطنية، وتسعى لوسائل التفافية ترقيعية لحل مشكلة الإضراب، فإن على المعلمين أن يبادروا إلى تلقين الحكومة ومسؤوليها وخاصة مديري التربية درساً في الوطنية والإنتماء والولاء والإخلاص، من خلال تبني هذه المبادرة التي أرجو أن تدرس بعناية، وحس عال بالمسؤولية.
تتلخص المبادرة في النقاط الآتية:
أولاً: التدرج في الاضراب، رسالة لأصحاب القرار لتنفيذ وعودهم إن كانوا صادقين.
ثانياً: أن لا يشمل إضراب المعلمين طلبة التوجيهي والاستمرار في تدريسهم كالمعتاد، حرصاً عليهم وتغليباً للمصلحة الوطنية، ولارتباط هؤلاء الطلبة بامتحان وطني يتبعه التقدم للجامعات.
ثالثاً: أن يلتزم المعلمون بالتدريس الفعلي أربع حصص يومياً، ويبدأ الاعتصام بعدها في المدارس أو أمام مديريات التربية، وذلك لمدة أسبوع واحد فقط.
رابعاً: إذا لم يصدر قرار واضح بالموافقة على نقابة المعلمين يقلص المعلمون الدوام إلى ثلاث حصص للطلبة، والاعتصام بعدها، وذلك لمدة أسبوع واحد فقط، ثم الدوام الفعلي لحصتين لمدة أسبوع، وثم الدوام الفعلي لحصة واحدة لمدة أسبوع، ثم التوقف النهائي عن التدريس إلى حين الموافقة الصريحة على نقابة المعلمين.
خامساً: إعلام أولياء الأمور ببرنامج الإضراب لأخذ العلم والحيطة ومتابعة أولادهم.
سادساً: الحرص على أمن وسلامة الطلبة، والالتزام بصرفهم بشكل منظم وحضاري، وعدم السماح لهم بالعبث وإثارة الفوضى في أثناء انصرافهم جراء الإضراب، وذلك داخل المدارس والشوارع المحيطة.
سابعاً: التعاون مع مديري المدارس قدر الإمكان وعدم تحميلهم أو تكليفهم ما لا طاقة لهم به، فهو أخوة أعزاء لا يقلون عنكم حرصاً وإخلاصاً، وتوقاً للنقابة.
ثامناً: استغلال أوقات الاضراب في الحوارات التربوية الهادفة والمحاضرات والأنشطة المفيدة، وتبادل الخبرات.
عندما تشتد الأزمات، وتدلهم الخطوب، يستنجد بالفرسان، وأنتم أيها المعلمون فرسان هذا الوطن الأعز، وأبناؤه الأحرار. فإن لم يدرك البعض مسؤولياتهم، فعلموهم درساً بليغاً في إلف باء الوطنية والإخلاص والإنتماء والولاء. ولن يتركم الله أعمالكم.
mosa2x@yahoo.com