أخبار البلد - تشاء الأقدار ان تكون اليوم مندوب للامين العام للأمم المتحدة في ليبيا وان تم اختيارك باعتبارك وزير خارجية سابق لدولة عربية فقط نقول لك ان باستطاعتك ان تسبغ الشرعية التاريخية على هذا التعيين . تلك الشرعية التي نستمدها كأردنيين من بطولات شهيدنا نجيب الحوراني على الأرض الليبية سنة 1910 والذي كان الشهيد الاول من المشرق العربي في المغرب العربي ذاك الشهيد الذي كان قائداً للفصيل التركي بليبيا حيث انسحب الاتراك من ليبيا وتركوا الشعب الليبي بقيادة عمر المختار ليناضل ضد الطليان وقائد الفصيل التركي انضم مع فصيله الى عمر المختار لمقارعة الطليان حيث جرح في عدة معارك واستشهد بآخرها في معركة مسوسة . انه نجيب السعد البطاينة الذي سمي بنجيب الحوراني نسبة الى مقاطعة حوران التي كانت أربد جزءاً منها أيام الأتراك
وما ان قامت الثورة الليبية سنة 1969 حتى خلدت ذكرى الشهيد الاردني واصبح القذافي يباهى به ويفاخر عندما يستقبل الزوار من المشرق العربي والسوريون يذكرون الزيارة الأولى للمرحوم حافظ الاسد الى ليبيا يوم اصطحبه القذافي الى ضريح الشهيد نجيب الحوراني في ليبيا . مثلما تتذكر الوفود الشعبية الاردنية الى ليبيا حين كان يروي لهم القذافي عن بطولات الشهيد الاردني مع عمر المختار تلك الوفود التي ضمت صحفيين كتبوا عن كل شيء الا عن الذي ذكره القذافي بحصوص نجيب الحوراني
ولم ينسى المؤرخون لنضال الشعب الليبي شهيدنا حيث كانوا يذكروه كلما ذكر اسم عمر المختار ولا ننسى وصفهم لعمر المختار عندما علم باستشهاد نجيب الحوراني في معركة مسوسة التي خاضها وهو جريح بمعركة سبقتها بيومين حيث ذكر المؤرخون ان الحزن الشديد انتاب عمر المختار حين استشهد رفيقه بالنضال نجيب الحوراني بمعركة مسوسة ، شهيدنا البطل اقيم ضريحه في بلدة مسوسة واصبح الليبيون يزورون الضريح على الدوام منذ تلك الايام واكرمته الثورة الليبية باطلاق اسمه على شارع رئيسي في بنغازي وشارع آخر في طرابلس مثلما اكرمته حكومتنا باطلاق اسمه على احد شوارع عمان الغربية
واليوم من حقنا نحن الاردنيون الذين روينا تراب ليبيا بدم شهيدنا ان نحافظ على رفاته من الاندثار نتيجة القصف الصاروخي الداخلي والخارجي هناك . ومن حقنا على اخوتنا وعلى احرار العالم ان يعيدوا للأردنيين رفاة شهيدهم بمراسيم احتفالية تليق بالشهداء
من هنا ومن حقك يا عبدالآله الخطيب ان تخاطب الليبين ومن ورائهم هيئة الأمم المتحدة انك أبن دولة هي أولى الدول في التدخل من أجل استقرار الوضع في ليبيا العرب وليست ليبيا الفاتح .
ومن يرد التزود بالمعلومة عليه ان يرجع الى ما كتبه المؤرخ فيليب حتى او لكتاب القافلة المنسية التي ضمت شهداء الاردن منذ الفتح الاسلامي ابتداءاً من موسى بن نصير ابن الاغوار وانتهاء بنجيب السعد البطاينة ابن اربد او لكل ما كتب عن بطولات الليبيين مع الطليان وان غداً لناظره قريب .