وددتُ، يا خالد، أن أكتب إليك باليد التي تركتَ عليها آخر قبلاتك و رشّات عطرك، باليد التي لامست جبهتك يوم ولادتك و يوم وفاتك، و لكنني تركت الأمر، مجبرة، لإبن خالتك، حيث أن يدي التي كانت ... لم تعد الآن تقوى على حمل من هو أخفّ من القلم بعد فراقك.
أنا أعلم يا خالد بأنه لو لم تسرع في الرحيل عنا، لكنت قد ألغيت كل برامجك و مواعيدك لتأتي إلي بسيارتك، و تُفرحني بطلتك التي لا طلة قبلها و لا بعدها كما قال ويقول كل من عرفك، و لتقبّل يدي، ثم تسألني، و أنا شبه واقفة بين يديك مثل الطفلة الصغيرة التي لتوها تعلمت الوقوف: ما هدية ماما ؟!!!
كنت لن أتمكن من معرفة الإجابة، لأنك في كل مرة كنت تأتي إلي بما كان يفوق تخيلي.
في المرة الأخيرة، آثرتَ أن تتوج العطاء لي فأغدقت و كأنك عنيت ذلك.
كأنك قد قلت في داخلك : سأضع بين يدي أمي شيئا يجعلها تذكرني في صحوها و نومها فأنا راحل!
أنا يا خـــالد أريدك أن ترضى أنت عليّ و أنت في دار الحق، لأن حنانك و عطاءك يا ولدي قد تجاوز حنان و عطاء والدي و أمي لي . لك الرحمة. اللهم آمين.
= = = = = =
*ابن خالتي المرحوم بإذن الله خالد دودين – مدير منظمة العمل الدولية بفلسطين.