اصبح المنتخب الياباني الساعي الى لقبه الثاني على التوالي والخامس في تاريخه على مشارف التأهل الى الدور ربع النهائي للمرة الثامنة على التوالي من اصل 9 مشاركات، وذلك بعد تخطيه نظيره العراقي بطل 2007 بالفوز عليه بصعوبة 1-صفر اليوم الجمعة في بريزبن في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة لكأس اسيا 2015.
وكان المنتخب الياباني استهل حملة الدفاع عن لقبه بقيادة المدرب المكسيكي خافيير اغويري بالفوز على فلسطين 4-صفر، فرفع رصيده الى 6 نقاط في الصدارة بفارق ثلاث نقاط عن كل من منتخبي العراق والاردن الذي فاز اليوم ايضا على فلسطين 5-1.
وتدين اليابان بفوزها الى صانع العاب ميلان الايطالي كيسوكي هوندا الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 23 من ركلة جزاء وكان بامكانه ايجاد طريقه الى الشباك في ثلاث مناسبات اخرى لو لم يعانده الحظ بارتداد محاولاته من القائم والعارضة.
ويحتاج منتخب "الساموراي الازرق" الى التعادل فقط في الجولة الثالثة الاخيرة امام الاردن لكي يضمن تأهله الى ربع النهائي وصدارة المجموعة، فيما سيكون التعادل كافيا للعراق امام فلسطين في حال تعادل او فوز حاملي اللقب على "النشامى" الذين خسروا مباراتهم الاولى امام بطل 2007 بنتيجة صفر-1 (الاخير يتمتع بافضلية المواجهة المباشرة).
ولم يتمكن رجال المدرب راضي شنيشل من تجنب سيناريو المواجهة الوحيدة السابقة مع "الساموراي الازرق" في النهائيات القارية والخروج على اقله بنقطة، لكن الطريق ما زالت ممهدة تماما امامهم لبلوغ ربع النهائي للمرة السابعة في تاريخ مشاركات منتخب بلادهم والتي بدأها عام 1972 حين خرج من الدور الاول للمرة الوحيدة قبل ان يحل رابعا عام 1976.
ثم غاب العراق عن اربع نسخات قبل ان يعود عام 1996 حيث انتهى مشواره في ربع النهائي خلال ثلاث مشاركت متتالية وصولا الى 2007 حين فاجأ الجميع بتتويجه بطلا حين تغلب على استراليا 3-1 وتعادل مع تايلاند 1-1 ومع عمان صفر-صفر في دور المجموعات، ثم اجتاز فيتنام في ربع النهائي 2-صفر وكوريا الجنوبية في نصف النهائي بركلات الترجيح بعد تعادلها سلبا في الوقتين الاصلي والاضافي، وحسم لقاء القمة مع السعودية بهدف لمهاجمه يونس محمود.
وتخلى منتخب "اسود الرافدين" عن اللقب في عام 2011 في قطر واكتفى بوصوله الى ربع النهائي الذي ودعه بعد خسارته من نظيره الاسترالي بالهدف الذهبي.
ولم يتمكن العراق من فك عقدته في البطولات الرسمية امام المنتخب الياباني الذي سبق ان واجهه مرة واحدة في النهائيات القارية وكان ذلك في ربع نهائي نسخة 2000 في لبنان حين خسر امامه 1-4 وخرج من البطولة فيما واصل "الساموراي الازرق" مشواره نحو لقبه الثاني حينها على حساب السعودية (1-صفر).
والتقى الطرفان في ثلاث مناسبات رسمية اخرى وجميعها في تصفيات اسيا المؤهلة الى كأس العالم وفي الدور النهائي الحاسم بالتحديد حيث تعادلا 2-2 في تصفيات مونديال 1994 ولم يتمكن اي منهما من بلوغ النهائيات، ثم في تصفيات المونديال الاخير الذي اقيم الصيف الماضي وقد فاز "الساموراي الازرق" ذهابا وايابا بنتيجة واحدة 1-صفر في طريقه الى البرازيل.
وبالمجمل تواجه الطرفان 9 مرات مع لقاء اليوم، وفاز العراق مرتين لكن ذلك يعود الى عامي 1981 و1982، مقابل 5 لليابان وتعادلين.
واظهر منتخب "السامواري الازرق" ورغم صعوبة الفوز على منتخب مقاتل كان تركزيه الاساسي على الكرات الثابتة، انه جاهز لتناسي خروجه من الباب الضيق في مونديال 2014 ما تسبب باستقالة مدربه الايطالي البرتو زاكيروني واستبداله باغويري الذي حذر لاعبيه من فقدان التركيز بعد الفوز الكبير على فلسطين.
وبدأ اغويري اللقاء بدون اي تعديل على التشكيلة التي فازت على فلسطين برباعية من ياسوهيتو اندو وشينجي اوكازاكي وهوندا ومايا يوشيدا، كما منح ياسوهيتو اندو مباراته الدولية الـ150، معززا بالتالي سجله كاكثر اللاعبين مشاركة مع المنتخب بفارق كبير عن الثاني ماسامي ايهارا (122).
في الجهة المقابلة، اجرى شنيشل تعديلا واحدا على تشكيلة العراق باشراك لاعب الوسط علي عدنان اساسيا على الجهة اليسرى بدلا من همام طارق، موكلا مهمة رأس الحربة الى بطل 2007 يونس محمود.
وجاءت بداية المباراة متوازنة تماما بين الطرفين لكن سرعان ما تحولت الدفة لمصلحة اليابان التي حصلت على فرصتها الاولى عبر شينجي كاغاوا الذي وصلته الكرة داخل المنطقة لكنه سددها بجانب القائم الايمن لمرمى الحارس جلال حسن (11) الذي افلت من هدف في الدقيقة 17 بعدما ناب عنه القائم الايسر ليقف في وجه رأسية صاروخية من هوندا الذي وصلته الكرة من عرضية متقنة ليوتو ناغاموتو الذي استفاد من خطأ فادح للدفاع العراقي على حدود منطقته لكن الحظ اسعف في النهاية "اسود الرافدين".
واثمر الضغط الياباني عن هدف جاء من ركلة جزاء تسبب بها علي عدنان بعدما اسقط هوندا داخل المنطقة وقد انبرى لها الاخير بنجاح (23)، مسجلا هدفه الثاني من نقطة الجزاء بعد الاول امام فلسطين.
وجاءت ركلة الجزاء بعد صدة رائعة من الحارس العراقي لتسديدة كاغاوا الذي وصلته الكرة وهو على باب المرمى بتمريرة عرضية متقنة من تاكاشي اينيو لكن جهد حسن ذهب سدى بسبب خطأ زميله عدنان على صانع العاب ميلان الايطالي.
وكانت اليابان قريبة من الهدف الثاني عبر اوكازاكي الذي ارتقى لكرة عرضية من الجهة اليمنى وحولها برأسه من مسافة قريبة لكن الحارس العراقي كان في المكان المناسب لانقاذ الموقف (33).
وتحسن اداء العراق في الدقائق العشر الاخيرة من الشوط الاول وحاول رجال شنيشل استغلال الكرات الثابتة لخطف التعادل وكاد ان يتحقق مبتغاهم اثر ركلة حرة وصلت بعدها الكرة الى امجد كلف الذي توغل في ظهر الدفاع وعلى الجهة اليمنى قبل ان يعكس الكرة للقائد يونس محمد الذي سددها مباشرة نحو المرمى لكن الحارس ايجي كاواشيما كان متيقظا (43).
ومع بداية الشوط الثاني كان هوندا قريبا جدا من هدفه الثاني في المباراة والثالث في البطولة لكن الحظ عانده للمرة الثانية في اللقاء بعدما ارتدت الكرة التي اطلقها من خارج المنطقة من العارضة (47).
واجرى العراق تبديله الاول باخراج يونس محمود والزج بجاستن ميرام الذي ولد في الولايات المتحدة حيث يدافع حاليا عن الوان كولومبوس كرو (55)، وذلك بحثا عن هدف التعادل وسط اندفاع "اسود الرافدين" نحو المنطقة اليابانية.
لكن الهدف كاد ان يأتي من الجهة المقابلة وخلافا لمجريات اللعب لكن الحظ عاند هوندا مجددا اذ اصاب القائم الايسر مرة اخرى (65).
ورد العراقيون بتسديدة من خارج المنطقة لاحمد ياسين لكن الحارس الياباني انقذ الموقف (74) ثم غابت الفرص عن المرميين بعدما عرف رجال اغويري كيف يستوعبون فورة العراقيين وقيادة المباراة الى بر الامان بل كان بامكانهم توجيه الضربة القاضية لمنافسيهم من رأسية لاوكازاكي علت العارضة بقليل (89).