احتلّ «الختم الانكماشي» في اليومين الماضيين معظم العناوين الرئيسة في الصحف والمواقع الإخبارية ، حتى تهيأ لي لو ان «الختم الانكماشي» ترشّح للانتخابات النيابية المقبلة فإنه سيكتسح باقي المرشّحين بلا منازع..كما تهيأ لي أيضا - بسبب الضوء الكبير المسلّط على حبيبنا «الختم الانكماشي» - أن يحتل هذا الاسم المرتبة الأولى بين الأسماء الأكثر تداولاً بين مواليد عام 2015 ..أبو أيش الله يخليه؟؟...»أبو الختم الانكماشي»!..»عاشت الاسامي»!...»تعيش هني»!...بأي صف صار ابنك؟ أي واحد فيهم؟..الأزعر القصير..!...آه الختم الانكماشي؟..بالصف الرابع .
والختم الانكماشي يا سادة يا كرام..هو غلاف بلاستيكي بدأت باستخدامه مصفاة البترول منذ بداية هذا العام ليحيط بفوهة جرة الغاز ومفتاح الأمان ، وميزته الأولى والأخيرة انه سهل التفتيت في حال تم العبث فيه ، وذلك ليمنع عمليات التلاعب في جرة الغاز..كما كان في السابق..هااااظ هو الختم الانكماشي!!..
وللعلم فإن مصفاة البترول لم تدّخر جهداً في الحدّ من التلاعب بوزن الجرة ، فقد مرّ «ختم الجودة» بأكثر من مرحلة ؛ ولمن يتذكر معي فقد كان يستخدم الختم من البلاستيك الأبيض السميك على شكل «إبزيم» لكن بعض الأخوة الموزّعين بدأوا يفكّون الختم وينقصون من الجرة حاجتهم ويعيدون الختم كما كان عليه، ثم قامت المصفاة بتطوير «الترصيص» الى ذلك الختم البلاستيكي الرقيق الهشّ حول «فوهة الجرّة» فقط.. فقام أيضاَ بعض الحبايب من الموزعين بتسخين قطعة البلاستيك الرقيقة من خلال مجفف الشعر «السشوار» حتى «تسوخ البلاستيكة وتتمدد» فيقضون وطراً من الجرة ثم يعيدون الختم على ما هو عليه بنفس الطريقة...وها هي مصفاة البترول تطوّر طرق التحصين الأخيرة إلى «الختم الانكماشي» ..ولن أتفاجأ على الإطلاق إذا ما قام بعضهم في ابتكار طريقة للخلاص من الختم دون ان ينكشف أمرهم...»ابليس شو بيسوي»؟ صحيح ان شكل الجرة يوحي بأنها من جيل «جولدا مائير» و»مسوية 100عملية فتاق» ، والصدأ السميك ينسيك لونها الأصلي ، كما ان جسمها ماكل ضربات على أكثر من جهة ..مثل المواطن الأردني لكن يبقى الختم الانكماشي هو معيار النزاهة والشفافية الوحيد الذي توصلنا له..
غطيني يا كرمة العلي بـ»حرام انكماشي»...