ليس صحيحا إطلاقًا أن الشعب الأردني لم يكن موحدًا في التعاطي مع قضية القاضي الشهيد رائد زعيتر، أو لم يكن موحدًا خلف قضية مِن وزن الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
في الأزمات والمحطات كلها كانت مشاعر الشعب الأردني متحدة تماما حول المسائل الأساسية، ولا أعتقد شخصيًا أن العين الشعبية مصابة بخلل أو تمارس الخطأ البصري، فالعدو واضح ومحدد، ولا مجال لإنكاره، وأصغر طفل أردني يعرفه.
الانحراف ايضًا واضح ومحدد، وكذلك الارهاب والتطرف اللذين يؤذيان الأمة برمتها، وخصومة المزاج الشعبي الأردني غير ملتبسة، لا مع العدو الإسرائيلي، ولا مع الموتورين المجّانيّين، الذين يقدمون مساهمة فعالة للعدو بإحالة حياتنا إلى جحيم وإشاعة الخوف والرعب بدلًا عن الانصراف للانتاج والعلم والتحضر، كأسلحة فتاكة في مواجهة عدو إسرائيلي لا يرحم ويؤسس لإقامة مجده الموهوم على أنقاض الشعبين الأردني والفلسطيني.
العنف والارهاب والتطرف حجج ضدنا وذرائع يمكن أن يستثمرها العدو لإقامة دولته اليهودية المزعومة وتلك "خدمات" أزعم أنها تقدم مجانًا لعدو الأمة، وسط حقل من القتل المريض والدم المهدور والحقن الطائفي.
ليس صحيحًا أن لدى المزاج الشعبي الأردني تساؤلات حائرة في الأداء الطائفي لإيران خصوصًا في العراق ولبنان وسورية واليمن، وليس صحيحًا أن مشاعر الناس هنا ملتبسة عندما يتعلق الأمر بأمن الوطن الأردني، أو خيارات الجيش العربي، او طيارنا الأسير معاذ الكساسبة.
الالتباس في القضايا الكبيرة غير موجود، في الحالة الشعبية الأردنية.. لذلك لا مبرر لأية مقارنات او مقايسات سطحية لا معنى لها.