حتى ما قبل سنوات قليلة، كان الأردن ممراً لتهريب المخدرات من وإلى الدول المجاورة، ومن الأخبار الرسمية المعلنة يبدو أنّه أصبح مستقراً لها، وباتت أنواع المخدرات تتنقّل بين أيادي الشباب، وصار الأمر تجارة سوداء رائجة.
وجه الأردن ومضمون مجتمعه يتغيّران بتسارع عجيب، فأزمات المنطقة جاءت لنا بملايين المهجّرين، ومعهم ما معهم من سلبيات مجتمعاتهم، ومنها المخدرات، ولم يعد كافياً التعامل مع الأمر بالأسلوب الأمني التقليدي، الذي نعرف أنّه يعمل ليل نهار، ويحقق النجاحات الكبيرة، ولكنّ كلّ ذلك يحتاج إلى دعم مجتمعي أكبر.
نسمع عن عشرات عمليات ضبط كميات ضخمة من الحبوب والحشيش كانت ستدخل إلى البلاد، بطرق لا تخطر على بال الشياطين، وسمعنا عن مزارع حشيش وماريغوانا تمّ كشفها، والغريب أكثر أنّ المخدرات لم تعد تقتصر على المدن الكبيرة، فوصلت إلى بعض القرى الأردنية.
ما نقوله إنّ يد الأمن الأردني تحتاج إلى يد المجتمع لتصّفق معها، وهذه تتألف من العائلة، والمدرسة، والأندية، والجمعيات، ويبدو أنّنا بحاجة إلى حملة وطنية شاملة لتدارك الأمر قبل تفاقمه أكثر من ذلك بكثير.