مرافعة مهمة، ولافتة تلك التي قدمها النائب والمحامي عبد الكريم الدغمي في ندوة جمعية الشفافية التي يرأسها الدكتور ممدوح العبادي عن منظمات المجتمع المدني الممولة من دول أجنبية وتكتسب هذه المرافعة، أهمية خاصة بعد مرحلة مرت بها المنطقة من ويلات ربيع الدم العربي أو خريف العرب.
ويحتاج المثقفون في الاردن، والسياسيون للاطلاع على هذه المرافعة، القيمة، وتحليل معطياتها بعمق، كبير لفهم المشهد الاردني جيدا في ضوء الدلالات التي يسلط عليها الدغمي الانوار الكاشفة، لإزاحة العتمة عن عيون الغارقين في العسل والذين ما لبثوا يطبلون الى موجات «الربيع العربي « ويتعاملون معها على أنها نتاج حالة شعبية وطنية تهدف الى التخلص من الظلم والاستبداد.
يقول الدغمي وهو قامة وطنية نعتز بها :إن شكل الدولة الشرق أوسطية المطلوبة بعد الانهيار السوفيتي، وما ترتب عليه من سقوط للمناخات الدولية والإقليمية لدولة الجغرافيا السياسية والرعاية الاجتماعية، يتجه من جديد نحو النماذج التي عرفها العالم فيما مضى، على اعتبار تجليات للمراكز الدولية أو الإقليمية المرتبطة بهذا المركز.
وتقوم هذه السيناريوهات على خلق إيقاعات إقليمية مذهبية على مقاس يهودية الدولة وما يتطلبه ذلك من تحطيم للدول المركزية في المنطقة، مثل العراق وسورية ومصر وقوى الممانعة والمقاومة الى جانب نظرية ضرب الرموز العامة للدولة المستهدفة مثل الهوية القومية ووحدة الجيش والعالم أو الراية الوطنية واستبدالها بهويات فرعية طائفية وجهوية وبمليشيات مسلحة وباعلام ورايات الانتداب الاستعماري السابق.
ولفت الدغمي في مرافعته الى توغل منظمات التمويل الاجنبي في بلدنا، تحت ستار حرية التعبير وعقد ورشات العمل في فنادق الخمسة نجوم والقاعات الفاخرة وعبر استقطاب عدد من اليساريين السابقين الذين يتقنون فن الحوار وركزت هذه المنظمات على إهدار قيمة الشرف من المجتمع الاردني مطالبا الجميع من المشاركين والمهتمين بالاطلاع على كتاب أعده الباحث فرج طميزة وصادر عن وزارة الثقافة وعنوانه مخاطر التمويل الاجنبي للمنظمات والمراكز غير الحكومية لمعرفة الاجابة على السؤال التالي :هل تدفع لنا هذه الاموال صدقة لوجه الله..! كثيرة هي المخاطر التي يوردها الدغمي ولا مجال لحصرها في هذه العجالة التي تحاول تسليط الضوء على صرخة تحذير أطلقها نائب بارز ورئيس سابق لمجلس النواب ووزير للعدل في عدة حكومات علنا نسمع أو نعي قبل أن «يبلغ السيل الزبى» وعندها لا ينفع ولا يجدي نفعا كل البكاء على الماضي والحاضر وحتى على المستقبل.