تُهدّد حركة حماس بتفعيل المقاومة المسلحة في الضفة الغربية، وفي القدس تحديداً، ولكنّها تربط تهديدها بإعادة إعمار غزّة، وهذا يعني ضمناً أنّه إذا بدأت عملية إعادة الإعمار، فلن تكون هناك مقاومة مسلحة لا في الضفة ولا في القُدس.
حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي التنظيم الفلسطيني المُقاوم الأكبر في فلسطين، وبنت شرعيّتها على الدماء التي قدّمها أبناؤها في سبيل التحرير، بدءاً من الانتفاضة الأولى وحتى الحرب الأخيرة مع إسرائيل، وهذه الدماء هي التي جعلتها تتصدّر، أيضاً، في حصيلة صناديق الإقتراع في آخر انتخابات تشريعية.
انسحاب العدو الإسرائيلي من القطاع، وبالتالي إعلانه منطقة محرّرة، جاء أيضاً لأنّ المقاومة جعلت كُلفة الاحتلال أعلى من التحمّل، ومثّل الأمر أوّل وأكبر انتصار فلسطيني على أرض فلسطين، وحجّم من المشروع التوسّعي الصهيوني.
علينا الاعتراف أنّ كُلفة احتلال الضفة الغربية غير عالية، ولا يمكن تصوّر انسحاب إسرائيلي بعملية تفاوضية أو بضغوط خارجية من أيّ نوع، حتى لو اعترفت كلّ الدنيا بدولة فلسطين، ولهذا فتفعيل المقاومة هناك ينبغي أن يكون هدفاً دائماً، وليس مجرد وسيلة ضغط أو تهديد.