أخبار البلد - أمجد الشهوان
منذ تسلم البلتاجي مهامه ,كعمدة لمدينة عمان و هو يحاول اِيصال رسائل تستفيق الاِحساس الوطني و الاِنتماء لهذا التراب العزيز كانت هذه الرسائل موجهة الى موظفي أمانة عمان و مسؤوليها الى أهل عمان و مرتاديها بل تعدى الأمر في بعضها الى مسؤولي القطاع العام جاءت هذه الرسائل تحمل في طياتها بأن الاِصلاح يبدأ بالنفس فهو ليس شعارات و لا مقالات تُطرح في المقامات فالاِنتماء الحقيقي الذي يخرج من رحم المواطنة الفاعلة هو المطلوب في هذه المرحلة و كل المراحل ليمتزج العرق بتراب الأرض لتكون بداية بناء و ترتيب .و لنستعرض هذه الرسائل لعل الذكرى تنفع المؤمنين :
أولى هذه الرسائل اِستخدامه لسيارته الخاصة الصغيرة الخاصة الصغيرة . و ها هي سنة و أكثر تمر و بلتاجي لم يتنقل بغير مركبته الخاصة و ها هويقوم بجولاته الميدانية مع فريق عمل الأمانة بباصات النقل العام زاهداً عن فخامة المواكب طامحاً باِن تصل تلك الرسالة المقتضبة الزاخرة بالمضامين و المعاني للجميع رسالة مضمونها التقشف و شد الأحزمة و ربط البطون ...رسالة معناها تحكيم الأخلاق و الضمائرفي التعامل مع المال العام ,, و أنا أكتب في هذا المقال تذكرت بيته الصغير و اِذ بسؤال يطرح ظلاله على مخيلتي و يقول : لماذا بعد تقلده لتلك المناصب الكبيرة لم يسكن أحد القصور أو اِحدى الفلل ؟ .
أما ثاني الرسائل كان عنوانها " أمنا عمان " أما فحواها فكان قلب عمان بحاجة الى اِنعاش فالام تنادي وتستغيث فعندما ارتدى الزي البرتقالي وحمل مكنسة , قال البعض بأنها فرقعات اِعلامية لجذب الأضواء فعن أية أضواء تتحدثون بعد أعوام العشق الأربعين من العمل و العرق ؟ فالمغزى هنا كبير و المعنى عدم عقوق الأم , عمان , و تقديس حضنها الذي تربينا فيه و المحافظة على ثوبها المطرز والمزركش فبين الأسطر كانت التوسلات بأن تبقوا ذلك الحضن الدافىء نظيفاً .لا تشوهوا ذلك الرسم البديع البسيط الأصيل بعشوائية البيع والبناء فلا اِنتهاك لحرمة الطرقات ..
وثالثها : كانت موجهة لكبار موظفي أمانة عمان و موظفي القطاع الحكومي بشكل عام عندما وافق على قرار مكافأة المهنة وأعباء المنصب بالرغم من ان الجهات الرقابية رفضت هذا القرار و ثار عليه جدل كبير وكأن بلسان حاله يقول : تريدون تحسين مستوى دخلكم ؟ سوف نعطيكم ولكن على قدر المستطاع و لكن لا تفرطوا بالضمير فالعمل له قدسيته و المال العام له حرمته . ثم جاء قرار سحب عدد من المركبات للحد من النفقات حيث تم توفير ما يُقارب ال 125 ألف دينار شهرياً , و من المعلوم بأن المركبة الواحدة تكلف المؤسسة ما بين و قود و صيانة شهريا مبلغ ال 850 دينار وتم تعويض مقتنيها بمبلغ 250 دينارفي الشهر و العمل جار على قدم و ساق للتقليل من الاِنفاق ووقف هدر المال العام وفق خطط و برامج .
أما الرسالة الأخيرة فجاءت خاصة بالاِعلام , فكانت على شكل نصيحة يُلتمس منها زيادة الوعي و بث روح المواطنة ... فأنت أيها الاِعلام مرآة وطن فطوبى للدقة و الموضوعية , فنهج الصحافة الصفراء يُطيح بأوطان , الاِعلام قبل أن يكون مصدراً للرزق هو سلطة و تقويم , فالتنبؤ الوقائي هو أحد أدوات اِدارة الأزمات فعندما نأخذ من القرار تبعياته ومخرجاته و نشبعها تحليلاً و نعرضها للنقاش و النقد الهادف و ليس من أجل التشهير و الشهرة و بعيداً عن شخصنة الأمور فهذا يُساهم في أن يُجنبنا الوقوع في الخطأ مما يترتب عليه عدم الكبو في آزمات عاصفة لا قدر الله و نحن أحوج الى ان نكون وحدة واحدة لكي نستطيع أن نبني و ننهض ....
الخاتمة , و العبرة بالخواتيم هنالك توقعات بأن هذا الرجل المُخضرم سيقوم بخطوات جريئة تحت عناوين " حرمة المال العام " و " من لا يعمل لا يأكل " حملة شاملة تهدف لترتيب البيت الداخلي و تنظيمه بعدما أخذ الجميع فرصهم فهل تستعيد أمانة عمان بريقها و تألقها . اِذاً نستخلص من هذه الرسائل رائعة المعنى بأن المعركة ليست بين بعضنا البعض و اِنما هي معركة مع أنفسنا وكبح جماحها و نزواتها و مع الظروف القاهرة التي يمر بها الوطن و مؤسساته والتي تنعكس على المواطن ,,,,,,,