لقد قمت امس بزيارة الاستاذ زكي بني ارشيد في مكان توقيفه في سجن ماركا بصحبة صديقنا سمير الدبابسة وقد وجدنا من رجال الامن معاملة سلسلة ومحترمة لاسيما لزوار «ابو انس».
للوهلة الاولى صدمني منظر زكي بني ارشيد وهو خلف الزجاج يرتدي لباس السجن الازرق فقد شعرت لحظتها ان المعادلة خاطئة ومشوهة واننا جميعا نحتاج الى مراجعة مواقفنا.
بعد اقترابي من الاستاذ زكي ونظرا لكثرة الزوار فقد تكلمت معه لبرهة قصيرة وجدته فيها متماسكا وهو امر متوقع من رجل بحجم زكي بني ارشيد.
خرجت من الزيارة ورأسي يشعر بدوار وطني قلّب علي كل المواجع والالام التي يعاني منها الوطن وحاولت ان ارتب افكاري واتفهم اللحظة لكنني استمررت في صداعي الى اكثر مما اعتقدت.
النتيجة انني لست مع الاعتقال السياسي مهما كان سببه ولست مع الوصول في العلاقة بين الدولة ورموزها الوطنية الى طريق مسدود كما اني لست مع المغامرات من اي جهة وفي اي اتجاه.
نعم بدلة زكي بني ارشيد الزرقاء ظالمة وحمقاء لكن فيها فائدة كبيرة عنوانها: اننا نحتاج الى طاولة حوار يجلس عليها الجميع بملابسهم العادية ليتحاوروا ويقدم كل طرف تقديراته وننتهي بعدها الى حل حقيقي ووطني.
كل الاطراف يجب ان تتعقلن وان تدرك ما مجالات حركة كل طرف وهنا يجب تلمس ما يريده الوطن وعندها قد تنتهي كل الازمات على ان نبدأ بإخراج كل المعتقلين.